ماذا يخسر لبنان إذا غادرت "اليونيفيل"؟

بدأ العدّ العكسي لاستحقاق التمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، أواخر آب الجاري، الذي حضر بشكل أساسي في زيارة الموفدين الأميركيّين توم براك ومورغان أورتاغوس إلى لبنان.
التمديد غير مضمون، فالولايات المتحدة وإسرائيل تضغطان باتجاه فرض تعديلات جذرية على مهمة "اليونيفيل"، تتمحور بشكل أساس حول توسيع المهام وإعطائها حرية الحركة كما حرية التدخّل من دون مؤازرة الجيش اللبناني.
وفي ظل هذه الضبابية، يبقى عدم التمديد احتمالاً ممكناً. فماذا سيخسر لبنان في حال مغادرة "اليونيفيل"؟
"إذا غادرت "اليونيفيل" سنكون أمام احتلال مقنّع في الجنوب"، هكذا يختصر الخبير العسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب المشهد المحتمَل جنوباً.
ويفنّد ملاعب، في حديث لموقع mtv، خسائر لبنان في هذه الحالة، ويمكن اختصار الصورة حينها كما يلي:
أولاً: عند انسحاب "اليونيفيل" قد يقوم الجيش الإسرائيلي بعمليات دهم وتقدّم وكرّ وفرّ وتسيير دوريات في الجنوب ساعة يشاء.
ثانياً: من الممكن أن يلجأ الإسرائيلي إلى تقديم إدارة ذاتية في الجنوب تابعة له، بحجة ضمان أمنه، على طريقة جيش لبنان الجنوبي في السابق، وهذه النقطة الأخطر.
ثالثاً: بعد مغادرة "اليونيفيل" لا يمكن منع السيطرة الإسرائيلية الجوية والمراقبة. وما يحصل حالياً سيُنفَّذ بشكل أكبر، مع إنتاج إدارة مدنية مساعدة.
رابعاً: ستخسر قرى الجنوب الرفاهية المالية والمعيشية التي كانت تنعم بها بوجود "اليونيفيل". فبحكم الصلات المتينة بينها وبين البلديات (ومعظمها تتبع لحزب الله وحركة أمل)، حصلت قرى الجنوب على خدمات كثيرة من مستوصفات وطاقة شمسية وآبار مياه والكثير من المشاريع الإنمائية.
إذاً، ينطوي قرار عدم التجديد لـ"اليونيفيل" على مخاطر كبيرة أمنياً، كما خسارة الدور الاجتماعي والإنمائي لها على امتداد المناطق الجنوبية، رغم التوترات المتنقلة التي تشهدها بعض البلدات.
فهل ستنفّذ إسرائيل إرادتها وتعرّي لبنان من هذا الغطاء الأممي؟