معركة ديبلوماسية تسبق التمديد لليونيفيل.. واشنطن: فرصة أخيرة للحكومة اللبنانية لتنفيذ قراراتها

باشر مجلس الأمن الدولي مناقشة مشروع قرار قدّمته فرنسا، لتمديد ولاية "اليونيفيل" لمدة سنة، في ظل معطيات تعكس معركة ديبلوماسية غير مسبوقة لجهة احتمال أن تكون فترة التمديد المرتقبة الأخيرة لولاية اليونيفيل هذه المرة، ما لم تخضع لتعديلات جدرية في صلاحياتها تحت وطأة تشدد أميركي – إسرائيلي في الدفع نحو إنهاء مهماتها.
وتفيد المعطيات ان واشنطن، وعلى رغم معارضتها القوية للتجديد لـ "اليونيفيل" تتجه إلى الموافقة على مشروع القرار الفرنسي بالتجديد لهذه القوة، مشترطة أن يكون ذلك لعام أخير فقط. مصادر قريبة من الخارجية الأميركية قالت إن هذه الموافقة المشروطة هي فرصة أخيرة للحكومة اللبنانية، وتأتي إفساحًا في المجال لتنفيذ قراراتها بأن تصبح الجهة الوحيدة المسؤولة عن الأمن في جنوب لبنان، وأن تسيطر سيطرة كاملة على كل الأراضي اللبنانية.
وقبل ستة أيام من موعد تصويت مجلس الأمن الدولي على التمديد لليونيفيل أبلغ رئيس الجمهورية جوزف عون، قائد القوة الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ديوداتو أبانيارا، "أن لبنان متمسك ببقاء القوة الدولية في الجنوب في المدة التي يتطلبها تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية"، وأكد "أن لبنان بدأ اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، والدول الشقيقة والصديقة لتأمين التمديد لـ"اليونيفيل" نظراً لحاجة لبنان إليها من جهة، ولضرورة المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب ومواكبة تمركز الجيش بعد قرار الحكومة زيادة القوى اللبنانية العاملة في الجنوب إلى 10 آلاف عسكري، وهذا أمر يتطلب تعاوناً مع "اليونيفيل" التي تقوم بواجباتها كاملة وتنتشر في بلدات ومواقع عدة لها أهميتها في الحفاظ على الأمن في الجنوب، وبالتالي فإن أي تحديد زمني لانتداب "اليونيفيل" مغاير للحاجة الفعلية إليها سوف يؤثر سلباً على الوضع في الجنوب الذي لا يزال يعاني من احتلال إسرائيل لمساحات من أراضيه".
وكانت روسيا وبصفتها رئيسة لمجلس الأمن هذا الشهر، حددت الاثنين المقبل، موعداً للتصويت على النص الذي وصفه دبلوماسيون بأنه "متوازن"إذ إنه يستجيب لمطالبة الحكومة اللبنانية بالتجديد لـ"اليونيفيل"من جهة، ولمساعي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لخفض مساهمة الولايات المتحدة في كل عمليات حفظ السلام عبر العالم، بما فيها "اليونيفيل"من جهة أخرى.
(اقرأ نص مشروع القرار الخاص بالتمديد لليونيفيل)
نص مشروع القرار الخاص بالتمديد لـاليونيفيل
وبدعم من براك نجح المفاوضون اللبنانيون والفرنسيون في الضغط على روبيو وآخرين لدعم تمديد مهمة "اليونيفيل" لعام إضافي، تليه فترة ستة أشهر لتصفية عملياتها.
ودفعت هذه الأجواء المفاوضين الفرنسيين إلى توجيه "نصيحة" للجانب اللبناني بعدم الإصرار على "مجرد التجديد التقني" لبعثة "اليونيفيل" خشية أن يؤدي ذلك إلى استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع ذلك.
وافادت مصادر ديبلوماسية "ان الفرنسيين صاغوا مشروع القرار، الذي يتضمن مقدمة وعشر فقرات عاملة، بشكل يراعي مطالب الولايات المتحدة إلى حد ما. وتمثل ذلك خصوصاً في الفقرة العاملة الخامسة التي تنص على أن مجلس الأمن "ينوي العمل على انسحاب (اليونيفيل) بهدف جعل الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان، شريطة أن تسيطر حكومة لبنان سيطرة كاملة على كل الأراضي اللبنانية"، داعياً المجتمع الدولي إلى "تكثيف دعمه، بما في ذلك المعدات والمواد والمال للجيش اللبناني". وربط سحب "اليونيفيل" بأن يتفق الطرفان اللبناني والإسرائيلي "على تسوية سياسية شاملة".
اضافت المصادر "انه باستثناء ممثل الولايات المتحدة، فان الأعضاء الـ14 الآخرين في مجلس الامن ايدوا خلال الجلسة المغلقة النص الذي اقترحته فرنسا، فيما حرص الجانب الأميركي على أنه ينبغي تمديد المهمة لعام أخير فقط