اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

أعطال في 3 من أسطول "الميدل إيست"؟ الحوت: أزمة المحركات طالت 500 طائرة عالمياً

صيدا اون لاين

لم يستسغ كثر من اللبنانيين الحملة العفوية- أو ربما المبرمجة- على شركة طيران الشرق الأوسط "الميدل إيست"، وقد توسعت على نحو ممنهج في الآونة الأخيرة في بعض الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
توسع الحملة يشي بأن ثمة استهدافا مقصودا، فيما يبدو أن المطلوب "رأس الشركة" التي أبقت مطار بيروت "شغالا"، ناقلة مئات آلاف المغتربين والمغادرين إلى ديار أخرى، أكثر أمانا واستقرارا، في حين غادرته جميع الشركات العربية والدولية. 
لكن استهداف الشركة الوطنية من دون أسباب ومبررات جوهرية، لا يعدو كونه استحضارا لعقبات أو إرباكات روتينية قد تطرأ على عمل أي شركة نقل تجارية، لاستثمارها في حملة مفعمة بالتشهير والاتهامات المضخمة والباطلة.

 

 

ليس دفاعا عن "الميدل إيست"، وليس إبراء من الأخطاء، فمن يعمل لا ضير إن تعثر بسبب الظروف. بيد أن الجهود الجبارة التي بذلتها الشركة، إدارة وتقنيين وطيارين، منذ أيلول/سبتمبر 2024 حتى اليوم، وما تخلل ذلك من تعريض أرواح العاملين على الأرض وفي الجو للخطر الفعلي، تستحق من بعض اللبنانيين "المعترضين" على "نقص" في إحدى مزايا الترف التي اعتادوها مع "الميدل إيست"، التفهم، واحترام تفاني الفرق الفنية والخدماتية فيها. والواقع أن ركاب درجة رجال الأعمال الذين تأثروا بفارق الدرجة على الطائرات الأوروبية بلغ عددهم 2237 من أصل 46 ألف راكب، أي ما يوازي أقل من 5%.
ماذا في الوقائع؟ وهل من أسباب جوهرية استدعت الحملة على الشركة؟

 

كبقية شركات الطيران العالمية، تأثرت شركة طيران الشرق الأوسط (الميدل إيست) خلال موسم صيف 2025 بالأزمة العالمية المتعلقة بمحركات شركة Pratt & Whitney التي تشغل طائرات إيرباص A321neo، بما أدى إلى توقف ثلاث طائرات حديثة من هذا الطراز عن الخدمة ضمن أسطولها. وهذه الأزمة لم تقتصر وفق ما يقول رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت لـ"النهار" على "الميدل إيست"، بل طالت شركات طيران عالمية عدة، بدليل توقف أكثر من 500 طائرة عن الخدمة حول العالم.

 

 

ووفق المعلومات المتوافرة، فإن المحركات تعاني عيوب تصنيع تتعلق بالمساحيق المعدنية المستخدمة في شفرات الضاغط، وهو ما اضطر الشركة المصنعة إلى إطلاق برنامج صيانة طارئ يشمل عمليات فحص عميقة واستبدال المحركات في عدد من الطائرات حول العالم.

 

وقد جاء توقف هذه الطائرات في شكل مفاجىء ومبكر خلال صيف 2025 خلافا للتوقعات والخطط الموضوعة للصيانة من الشركة المصنعة للمحركات لانتهاء صلاحيتها، والتي كانت متوقعة خلال عام 2026، من دون أن يؤثر ذلك في أي لحظة على سلامة الطيران.

 

وفي السياق، يؤكد الحوت أنه "في ظل هذه التطورات المفاجئة، وجدت الشركة نفسها أمام خياران أحلاها مر: إلغاء بعض الرحلات، وإعادة أثمان التذاكر إلى المسافرين، مع ما لهذا الخيار من انعكاسات سلبية كبيرة على خطط المسافرين. أما الخيار الثاني فيقضي بتحويل المسافرين عبر الشركة الوطنية إلى شركات طيران أخرى، وهو خيار لم يكن متاحا بسبب الضغط على مقاعد الطائرات خلال موسم الذروة. أمام هذا الواقع، كان قرار الشركة استئجار 3 طائرات من شركة ليتوانية مع أطقمها، وإعادة جدولة رحلاتها. ومعلوم أن الشركة مسجلة في أوروبا وتخضع لمعايير الهيئة الأوروبية السلامة الطيران (EASA)".

 

ولكن هل انعكست أزمة المحركات على نشاط "الميدل إيست"؟ يجيب الحوت بالأرقام، فيكشف أنه "خلال شهر آب/غسطس 2025 سيّرت الشركة 1301 رحلة نقلت على متنها نحو 337 ألف راكب، منها 111 رحلة على الطائرات المستأجرة، أي ما يوازي %8.53 من مجموع رحلاتها".


أميال إضافية لركاب درجة الإعمال
ليس خافيا أن الطائرات المعروضة للاستئجار في الأسواق العالمية تتضمن مقاعد في الدرجة الاقتصادية ودرجة رجال الأعمال الأوروبية، ولا تتوافر فيها درجة رجال الأعمال Cedar Class المماثلة لتلك المتوافرة على متن طائرات شركة طيران الشرق الأوسط. وتاليا من البديهي أن يتأثر ركاب درجة رجال الأعمال بفارق درجة رجال الأعمال الأوروبية. بيد أن الحوت يؤكد أن "نسبتهم لا تناهز الـ 5% من أصل عدد الركاب الذين تم نقلهم عبر الشركة الأوروبية. وعلى الرغم من ذلك، لم تبخل الشركة عليهم بتسهيلات درجة رجال الأعمال على الأرض، بما في ذلك خدمة الصالون Cedar Lounge وخدمات الأمتعة". 
ولأن "الميدل ايست" تدرك عدم موازاة تجربة درجة رجال الأعمال المماثلة لتلك التي تقدمها عادة على طائراتها، قررت منح ركاب درجة رجال الأعمال الأوروبية على هذه الطائرات أميالا إضافية وفق الوجهات كالآتي: 20 ألف ميل للمسافرين إلى أوروبا، 15 ألف ميل للمسافرين إلى دول الخليج، 11.250 ميل للمسافرين إلى اسطنبول وبغداد وأربيل ويريفان، و8.750 ميل للمسافرين إلى القاهرة ولارنكا وعمان.

تم نسخ الرابط