وعودٌ أميركيّة للبنان... ودور سعودي منتظر؟

مع وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر الى بيروت، يراهن الكثيرون على تغيير ما إيجابي قد يحدث لجهة تفعيل لجنة الإشراف الخماسية على اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصا بعد المعلومات عن تغيير رئيسها الجنرال مايكل ليني خلال أيام، حيث تنتهي مدة انتدابة ويتم استبداله بجنرال آخر، وهو الذي لم يقم بأي إجراء عملي لتنفيذ وقف اطلاق النار منذ تسلّمه مهامه قبل عدة أشهر، أو لجهة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ المطلوب منه حسب اتفاق وقف الأعمال العدائية، بعدما نفّذ لبنان حكومة وجيشاً معظم المطلوب منه، وحالت عرقلة قوات الاحتلال باعتداءاتها واستمرار احتلالها للعديد من النقاط الحدودية، عدا الاعتداءات على الجيش وقوات اليونيفيل دون استكمال مهمة الجيش.
ولعلّ مشاركة أورتاغوس والأميرال كوبر في اجتماع لجنة الإشراف أمس ومن ثم الجولة التي قاما بها على مناطق الجنوب الحدودية بطوافة عسكرية للجيش اللبناني للاطّلاع على الواقع الميداني في المنطقة ثم عادا إلى بيروت، تطرح التساؤل هل اقتنعت الإدارة الأميركية بأنه بات من الضروري أن تقوم ولو بحركة بسيطة لدفع الاحتلال الى اتخاذ خطوة في إطار تنفيذ الاتفاق، لا سيما بعد قرارات الحكومة اللبنانية تكليف الجيش وضع خطة لجمع السلاح، والموافقة على «مبادئ وأهداف» الورقة الأميركية - اللبنانية المشتركة؟
علمت «اللواء» من مصادر رسمية موثوقة، ان الأميرال كوبر وعد رئيس الجمهورية جوزاف عون عندما التقاه أمس الأول، بتفعيل عمل لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار بعد استبدال الجنرال ليني، وزيادة دعم الجيش بالعتاد ودورات التدريب.
وعليه... ستتضح النيات الأميركية الحقيقية، بعد الإشادة بقرارات الحكومة، عند انتهاء مهمة أورتاغوس والأميرال كوبر وتبيان الاجراءات التي سيتخذها الجانب الأميركي مع الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ التعهدات الأميركية بدعم الجيش سلاحاً وعتاداً ولوجستيا، ولو ان الرهان ضعيف على الأميركي بعد سماحه خلال الأشهر الماضية لكيان الاحتلال بإستباحة لبنان في اعتداءاته، وعدم تقديم أي مساعدة للبنان وجيشه، ومواصلة الضغط السياسي والاقتصادي عليه وربط أي دعم بتنفيذ كامل مندرجات ورقة الموفد طوم برّاك من دون التعديلات اللبنانية عليها والتي تضمنت شروط ومطالب لبنان لتنفيذ كل المطلوب منه.
لهذا السبب، جاء قرار مجلس الوزراء يوم الجمعة «بأخذ العلم والترحيب» بخطة الجيش التي عرضها العماد رودولف هيكل على الحكومة، وربط تنفيذ مراحلها بإلزام كيان الاحتلال ما يتوجب عليه في ورقة برّاك واتفاق وقف الأعمال العدوانية. ما يعني انها حتى إشعار آخر «خطة مع وقف التنفيذ» الى حين إزالة كل المعوقات أمامها، وأهمها استمرار العدوان الإسرائيلي ونقص التجهيزات والعديد، كما نُقِلَ عن قائد الجيش في خطته.
ويبدو انه في الوقت ذاته، ثمة انتظار لدور سعودي ما لا أحد يدري مكنوناته، بعد المعلومات التي تفيد أن الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان يصل إلى بيروت الأربعاء المقبل، في زيارة تستمر يومين للقاء الرؤساء الثلاثة. هل هي زيارة دعم عن قُرب وعلى الأرض لقرارات الحكومة وخطة الجيش؟ أم أنها استطلاعية لمعرفة مسار الأمور والاجراءات التي سيتخذها الجانب الأميركي لدفع عملية وقف الأعمال العدائية خطوات الى الأمام؟ أم إنها زيارة تحمل رسالة سعودية سياسية للحكم والحكومة ومجلس النواب تتعلق بعملية جمع السلاح لا سيما من حزب لله؟
وأوضحت المصادر الرسمية انه لا بد من انتظار ما سيفعله الجانب الأميركي بعد الوعود الجديدة من الأميرال كوبر ليبني لبنان على الشيء مقتضاه، علماً ان زيارة كوبر للبنان هي من ضمن جولة له على الدول الحليفة أو الصديقة للبنان أو التي يتواجد فيها الجيش الأميركي، بعد تسلّمه مهامه الجديدة الشهر الماضي