عون إلى الدوحة ونيويورك حاملاً الثوابت.. والجيش يواصل تنفيذ خطة نزع السلاح الفلسطيني

يتوجه رئيس الجمهورية جوزاف عون في الساعات المقبلة الى الدوحة للمشاركة في القمة العربية - الاسلامية الطارئة التي تناقش الاثنين مشروع قرار بشأن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر، والمقدم من الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية المقرر اليوم، على ان يلقي كلمة لبنان التي سوف تتضمن تأكيده الثوابت الوطنية والعربية وانطلاقا من خطاب القسم والبيان الوزاري.
كذلك، سيزور عون نيويورك بعد أيام لحضور أعمال الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيلقي كلمة لبنان. وتكتسب هذه المشاركة بعدًا خاصًا نظرًا لتزامنها مع مناخ إقليمي ودولي داعم للخطوات السيادية التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في ما يتعلق بحصرية السلاح بيد الدولة.
وتحمل مشاركة الرئيس عون في الأمم المتحدة أهمية مضاعفة، فهي الأولى له منذ توليه منصبه قبل ثمانية أشهر، وتشكل منصة لعرض مواقف لبنان أمام المجتمع الدولي في ظل تحولات داخلية حساسة. كذلك، فإن خطوة عوة تمثل اختباراً حقيقياً لمدى قدرة لبنان على إعادة تموضعه دوليا واستثمار الدعم الإقليمي والدولي لترسيخ الاستقرار الداخلي.
وفيما ينفذ الجيش خطة أمنية دقيقة تركز على منطقة جنوب الليطاني، أكد أمس وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية فادي مكي أنَّ "الجيش سينجح في تنفيذ المرحلة الاولى من الخطة جنوب الليطاني والتي باتت شبه ناجزة".
وذكر أنّ نجاح الخطة يعتمد على الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب ووقف الاعتداءات وتسليح الجيش".
وعلق مكية على كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول "اطلعولنا من حصرية السلاح" قائلاً: "ارتكز واتموضع خلف البيان الوزاري الذي وافق عليه الجميع".
ميدانياً، تسلّم الجيش دفعة جديدة من الأسلحة من مخيمي عين الحلوة والبداوي، في خطوة تندرج ضمن المرحلة الرابعة من خطة نزع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، وشملت هذه المرحلة أنواعاً متنوعة من الأسلحة والذخائر، ما يعكس توجهاً متقدماً نحو ضبط الوضع الأمني، إلا أن العملية لا تزال منقوصة من حيث الشمولية، خصوصاً أن معظم القوى والفصائل خارج حركة فتح لم تنخرط بعد بشكل فعلي في هذه الخطة، وتستمر في التعبير عن رفضها للتسليم الجزئي والمنفرد من دون معالجة جذرية للواقع الفلسطيني في لبنان.
وحتى الآن، فإن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تعتبران أن الاتفاق يجب أن يتم ضمن إطار فلسطيني موحد يضم هيئة العمل المشترك، ويراعي أولويات اللاجئين مثل الحقوق المدنية والإنسانية، بينما تشترط قوى إسلامية أخرى مثل "عصبة الأنصار" أن يسبقه توافق فلسطيني شامل يضمن تسوية ملف المطلوبين، ومع أن هذه الخطوة تشكل تطوراً ملموساً كونها المرة الأولى منذ عقود التي يتم فيها تسليم سلاح من مخيم عين الحلوة، إلا أن الهواجس لا تزال قائمة بشأن مصير ما تبقى من ترسانة السلاح الثقيل، ومدى استعداد بقية الأطراف للانخراط في المسار نفسه، لا سيما في ظل المخاوف من انكشاف المخيمات أمنياً بعد التجريد، والتخوف من تكرار السيناريوهات الدامية التي عاشها سكان عين الحلوة نتيجة الصراعات الداخلية المتكررة.
الى ذلك، يتطلع لبنان الى المبادرات التي تنوي فرنسا تقديمها للبنان والتي أعلن عنها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بهدف دعم لبنان وتثبيت استقراره، حيث وسعى باريس إلى إطلاق مؤتمر دولي لدعم الجيش، يتوقع انعقاده خلال الخريف المقبل، بهدف تأمين التمويل، والتجهيز، والدعم اللوجستي اللازم لتعزيز قدرات الجيش و مؤتمر دولي لإعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي يعنى بإصلاح ما دمرته الحروب والاعتداءات، لا سيما في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، فضلا عن "مؤتمر بيروت 1 للاستثمار"، الذي تسعى فرنسا لعقده في لبنان وتحدث عنه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
وأفيد أن لودريان عرض مع المسؤولين في المملكة أن تستضيف السعودية مؤتمر دعم الجيش في النصف الأول من تشرين الأول المقبل