اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

الأونروا في عين العاصفة: أيلول آخر الرواتب... وتشرين الأول بداية العام الدراسي

صيدا اون لاين

بين أروقة القلق المالي وصفارات الإنذار السياسي، تقف وكالة "الأونروا" على مفترق طرق خطير؛ إذ تطلق العام الدراسي الجديد مطلع تشرين الأول المقبل في لبنان، مستقبلة عشرات آلاف التلامذة الفلسطينيين، فيما يلوّح مفوضها العام فيليب لازاريني بأن رواتب الموظفين لن تكفي سوى حتى أيلول الجاري.

 

هذا المشهد يعكس حجم الأزمة المالية والسياسية التي تعصف بالوكالة منذ "طوفان الأقصى"، في ظل مخطط أميركي ـ إسرائيلي واضح يستهدف إنهاء دورها، ووقف خدماتها، وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين عبر شطب حق العودة، بعدما ظلّت "الأونروا" على مدى عقود الشاهد الحي على النكبة وذاكرة اللجوء الفلسطيني.

 

فقد أعلنت وكالة "الأونروا" استعدادها لافتتاح مدارسها في مختلف المناطق اللبنانية مع مطلع تشرين الأول 2025، لاستقبال أكثر من 37 ألف طالب وطالبة للعام الدراسي الجديد 2025-2026. مشددة على أن برنامج التعليم يظل أحد أبرز خدماتها الأساسية، كونه يوفر الاستقرار والأمل لآلاف الأطفال من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها.

 

وأوضحت الوكالة في بيان رسمي أن برنامج التعليم أكمل الترتيبات النهائية للتشكيلات الصفيّة في كافة المناطق، على الشكل التالي: في شمال لبنان والبقاع ستعمل جميع المدارس بنظام الفترة الواحدة، بما في ذلك مدرسة وادي الحوارث في وسط البقاع.

 

وفي منطقة صيدا، ستبقى الترتيبات السابقة سارية باستثناء مدرستي الصخرة وبيسان، حيث سيتم توزيع الطلاب على مدارس بديلة داخل أو قرب مخيم عين الحلوة، على أن تداوم معظم المدارس بنظام الفترتين بالتناوب الشهري، باستثناء مدرسة بيسان التي ستعمل بالفترة الواحدة في مبنى مدرسة الصخرة، ومدرسة صفد التي ستعمل بالفترة الواحدة في مبنى مدرسة شهداء فلسطين.

 

وفي منطقة صور، ستعمل المدارس جميعها بالفترة الواحدة. ويستمر الترتيب الموقت القاضي بدوام طلاب مدرسة فلسطين الذكور مع طلاب مدرسة الصرفند الذكور في مبنى الصرفند، فيما تداوم طالبات الصرفند مع طالبات جباليا في مبنى جباليا، إلى حين إيجاد حل مستدام لمدرسة فلسطين.

 

أما في منطقة بيروت/لبنان الوسطى، فستعمل جميع المدارس بالفترة الواحدة، باستثناء مدرسة يعبد التي ستداوم بنظام الفترتين في مبناها الخاص.

 

وأكدت "الأونروا" أن جميع المعلمين والعاملين سيواصلون عملهم ضمن نظام التعليم، فيما بدأت عملية توظيف المعلمين المياومين وتوزيعهم وفق احتياجات المدارس، مشددة على أنه لن يتم تجاوز 50 طالبًا في الصف الواحد. كما تم تأمين الكتب المدرسية والقرطاسية واللوازم الأساسية، ويجري توزيعها حاليًا على المدارس.
تحذير المفوض

توازيًا، حذّر المفوض العام لوكالة "الأونروا"، فيليب لازاريني، من خطورة الأزمة المالية التي تعصف بالوكالة، واصفً الوضع الحالي بـ"الكارثي"، ومؤكدًا أن رواتب الموظفين متوفرة حتى شهر أيلول الجاري فقط، بينما تبقى التوقعات المالية لما بعد ذلك "غير مؤكدة إلى حد بعيد".

 

وأوضح لازاريني أمام الدورة 164 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، أن الإيرادات المتوقعة مع مطلع العام المقبل 2026 "منخفضة للغاية"، محذراً من أن استمرار هذا التراجع في التمويل يهدد قدرة الوكالة على الاستمرار في تقديم خدماتها الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين.

 

وأشار لازاريني إلى أن المساهمات العربية لهذا العام لم تتجاوز 3 % من إجمالي الدعم المالي المقدم للوكالة، وهو ما اعتبره رقمًا مقلقًا في ظل التحديات المتزايدة. ولفت إلى أن الوكالة تواجه "حملة تضليل عالمية شرسة" تستهدف دورها وشرعيتها، ما يزيد من صعوبة الموقفين المالي والسياسي على حد سواء.

 

وأكد لازاريني أن استمرار الأزمة دون حلول عاجلة سيقود إلى تداعيات خطيرة على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون بشكل أساسي على خدمات "الأونروا" في مجالات التعليم والصحة والإغاثة.

تم نسخ الرابط