بين الإنذار والرسالة... الحرب واردة في أي لحظة!؟

في توقيتٍ سياسي بالغ الحساسية، جاء تصريح الموفد الأميركي توماس باراك ليفتح بابًا واسعًا من التساؤلات والمخاوف، بعد اتهامه الحكومة اللبنانية بالتقاعس في معالجة ملف سلاح "حزب الله"، وقد أثار هذا الموقف قلقًا متزايدًا من احتمال تصعيد إسرائيلي في المرحلة المقبلة.
وفي هذا السياق، يؤكد الصحافي والكاتب السياسي أسعد بشارة، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "رغم الاستنكار الذي واجهه كلام المبعوث الأميركي، إلا أنه يعكس في مضمونه توجّهات فعلية للإدارة الأميركية".
ويضيف: "باراك، المعروف بعلاقته المباشرة بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ورغم ما يُقال عن وجود تضييق عليه من بعض أركان الإدارة، إلا أن ما طرحه يحمل دلالات واضحة، ويعبّر للمرة الأولى بهذا القدر من الصراحة عن الموقف الأميركي من الملف اللبناني".
ويرى بشارة أن "لبنان لم يعد قادرًا على الاكتفاء بسياسة الاستنكار أو دفن الرأس في الرمال بل عليه أن ينفّذ ما التزم به بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، حينها فقط يمكن للبنان أن يجلس إلى طاولة التفاوض وهو يمتلك أوراق قوة حقيقية".
ويحذر من أن "الاستمرار في التعامل مع سلاح حزب الله كأمر مقدّس لا يُمس، قد يدفع بالأوضاع نحو مزيد من التدهور، مع احتمالات مفتوحة على تجربة حرب جديدة".
ويخلص إلى القول، إن "كلام باراك يجب أن يُفهم على أنه إنذار حقيقي، وعلى الدولة اللبنانية التعامل معه بجدية ومسؤولية قبل فوات الأوان"