الحرب مقبلة: لبنان على شاكلة غزّة!

في حرب أو ما في حرب؟ سؤال يدور على ألسنة معظم اللبنانيين أخيراً، نسمعه في كل جلسة، وتكثر التحليلات حول ما قد يكون قادماً في الأسابيع أو الأشهر المقبلة. التحليلات تتفاوت بين استبعاد عودة الحرب والتأكيد على حتميّتها. فهل الحرب "راجعة"؟
يؤكّد العميد المتقاعد خالد حمادة أنّ الحرب مقبلة على شاكلة غزّة، وكلّ مناطق حزب الله ستكون عرضة لعمليات عسكرية بما فيها المناطق خارج جنوب الليطاني.
ويقول حمادة، في حديثٍ لموقع mtv: "نسبة حصول الحرب مرتفعة جدًّا، لا سيما مع ظهور مجموعة مؤشرات. هذه المؤشرات أضيف إليها التوصل إلى تسوية في غزة بموافقة عربية - إسرائيلية، وبالتالي فإنّ غزة ذاهبة إلى تهدئة طويلة الأمد مع خروج حركة حماس من القطاع. بالمقابل هناك هدوء على الجبهة السورية - الإسرائيلية، ولا يمكن أن يبقى لبنان بؤرة متوترة في الوسط".
ويشرح: "المطلوب من لبنان هو تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. ويجب أن يكون هناك قبول لبناني وتطبيق عملي لنزع سلاح حزب الله مقابل وجود ضغط أميركي على إسرائيل لتنفيذ الاتفاق. ولكن، في ظل الوضع القائم حالياً، لا يمكن لهذا الموقف أن يتطور إلا إذا ذهبت المنطقة الى مواجهة"، موضحاً: أنّنا أمام مسألة من اثنين، فإما أن يقبل لبنان بتسليم سلاح "الحزب" للجيش من دون اتفاقات جانبية وحلّ جناحه العسكري، وإما لبنان ذاهب الى مواجهة لا مفر منها.
من جهته، يستبعد الكاتب والمحلّل السياسي قاسم قصير الذهاب إلى حرب في الشهرين المقبلين لأن إسرائيل لا تزال مشغولة بحرب غزة وهناك كلام عن حرب على إيران، قائلاً لموقع mtv: "لا أحد يمكن له أن يؤكّد أو ينفي حصول حرب لأنّ القرار يعود للإسرائيليين والأميركيين. لكن علينا الاستعداد لكل الاحتمالات".
ويشرح قصير أنّه منطقيًّا ليس هناك مصلحة لإسرائيل بأن تشنّ حرباً، ولكن لا يمكن لأحد أن يتوقع ما قد يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويؤكّد: "هناك معلومات عن فرصة في الشهرين المقبلين لإنهاء خطة الجيش، وعلى ضوء ما يقرره الجيش ويتخذه من إجراءات يمكن الحديث عن احتمالات أخرى".
هل الحزب جاهز؟
"القرار لا يعود للحزب فقط"، يقول قصير، مضيفاً: "القرار يعود للجيش أيضاً فهو موجود في الجنوب. وبالتالي تصبح المسؤولية مسؤولية الحكومة والجيش. ولذلك أي حرب ستحصل سيكون لبنان بأكمله معنيّاً بالمواجهة".
بدوره، يشير حمادة إلى أنّ حزب الله في لبنان لا قرار ولا رأي له، قائلاً: "هو مثل حماس في غزّة، يصرّ على عدم تسليم السلاح ويعرّض لبنان كما عرضت حماس غزة للتدمير". ويلفت إلى أنّ "الحزب" ليس في وارد المواجهة إنما يريد التمسك بالسلاح تجاوباً مع الإملاءات الإيرانية واستمرار هيمنته على لبنان.
ويختم بالقول: "بات الشرق الأوسط محكوماً بمعادلة قوّة جديدة لا مكان للميليشيات ولا للنفوذ الإيراني فيها"، فماذا ينتظرنا في الآتي من الأيّام؟