حرب أم تهويل؟

شهدت الأيام الماضية تصاعدًا لافتًا في موجة الضخ الإعلامي والسياسي عن احتمال اندلاع حرب إسرائيلية على لبنان، مع حديث مكثّف عن أن الحرب باتت وشيكة وقريبة جدًا.
الا ان خبراء ومتابعين اكدوا ان الحشود العسكرية التي تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة، لا تعني بالضرورة أن الحرب وشيكة، بل قد يكون ذلك مؤشرًا معاكسًا على أن المواجهة الكبرى لن تقع.
وبحسب المتابعين، فان التركيز في المرحلة الحالية يبدو منصبًا أكثر على تكثيف الضغوط السياسية والعسكرية لانتزاع تنازلات من دون الذهاب إلى حرب شاملة، خصوصًا في ظل التعقيدات الإقليمية والدولية التي تجعل من الصعب اندلاع صراع واسع بين الولايات المتحدة وإيران.
والأهم أن نقل طائرات تزويد الوقود، الذي يُروّج له كدليل على التحضير لعمل عسكري، لا يكفي وحده لتأكيد أن الحرب باتت خيارًا حتميًا".
وتقول مصادر سياسية "إن التصعيد في نبرة التحذيرات لم يأتِ من فراغ، بل يستند بشكل أساسي إلى تسريبات ديبلوماسية في الأيام الأخيرة لعدد من الإعلاميين وبعض القوى السياسية. وقد ساهمت هذه التسريبات في تغذية مناخ الخوف ورفع منسوب التوتّر الداخلي، فيما يرى مراقبون أن جزءًا من هذا التهويل يهدف إلى الضغط السياسي وتحريك بعض الملفات، أكثر مما يعكس معطيات ميدانية مؤكدة حول نية إسرائيل شنّ حرب فعلية في المدى القريب".