اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

غزة تتنفس الحياة ومخيمات لبنان تكبّر

صيدا اون لاين

ما إن أُعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حتى اهتزت المخيمات الفلسطينية في لبنان فرحًا، وارتفعت التكبيرات من مآذنها، من الرشيدية وعين الحلوة إلى شاتيلا وبرج البراجنة وصولًا إلى البداوي ونهر البارد.

في مخيم عين الحلوة، وقف أبناؤه رافعين أيديهم بالدعاء، وعيونهم مشدودة إلى شاشاتٍ صغيرةٍ تنقل الخبر المنتظر: "توقّف القصف، وبدأت غزة تتنفس". في الأزقة الضيقة، امتزجت التكبيرات بأصوات الأطفال وهم يركضون فرحًا، يوزّعون الحلوى كأنهم يوزّعون البشارة، كأن كل بيتٍ في غزة بيتهم، وكل شهيدٍ أخوهم.

النساء زغردن رغم الدموع، والأعلام الفلسطينية ارتفعت على الأسطح والنوافذ، فيما جلس الشيوخ على الطرقات يتمتمون: "يا رب... ما بدنا غير السلام والكرامة، بدنا غزة تعيش". تقول الحاجة أم خالد الدوخي، وهي نازحة من فلسطين وتسكن المخيم منذ سبعة عقود: "هذا اليوم يشبه العيد، لكنه عيدٌ مجروح. فرحنا لأن النار خمدت، وحزننا لأن بين الرماد ما زالت أرواح أولادنا".

خلال فترة الحرب لم تهدأ الوقفات التضامنية والمسيرات التي تصدّر مشهدها الناشطون الفلسطينيون الداعمون لأبناء غزة ووقف الحرب، ويؤكد الناشط الفلسطيني عاصف لـ "نداء الوطن" أن ما قمنا به خلال حرب الإبادة هو أقلّ الواجب تجاه شعبنا، لقد أراد العدو الإسرائيلي كسر إرادتنا، ولكننا دومًا ننهض من بين الركام. اليوم نأمل أن يلتزم العدو الإسرائيلي بالاتفاق، ويقوم المجتمع الدولي بالضغط عليه للقبول بحلّ الدولتين، فنحن شعبٌ نريد الحياة والعيش بكرامةٍ وحرية.

أما الشاب أحمد بليبل، المولود في المخيم والحالم بالعودة إلى طيطبا، بلدة جدّه في الجليل الأعلى، فيقول لـ "نداء الوطن": "الإبادة التي يمارسها العدو الآن ليست سوى امتحانٍ جديدٍ لإرادتنا. لقد دمّر البيوت، لكنه لن يقتل الحلم. فنحن في المخيم نشعر أن ما يجري في غزة يجري في أرواحنا، وأننا جسدٌ واحد، إذا نزف في الجنوب تألم في الشمال".

ورغم الحزن الذي يخيم على الوجوه، كان في العيون بريقٌ جديد، بريقٌ يشبه فجرًا خجولًا بعد ليلٍ طويل. لقد توقفت الحرب، لكن جرحها ما زال نازفًا في القلوب. ومع ذلك، وللمرة الأولى منذ عامين، شعر اللاجئون أن الدم الفلسطيني واحد، وأن التكبيرات التي صدحت في غزة ترددت أصداؤها في عين الحلوة وصبرا والبداوي، لتقول للعالم: من البحر إلى المخيم، نحن شعبٌ واحد... نحزن معًا، ونفرح معًا، ونحلم بفجرٍ لا يعرف اللجوء.
وبين الركام في غزة، وبين منازل المخيمات المتواضعة في لبنان، تبرعم بوادر الأمل... أملٌ بأن هذه الهدنة ليست نهاية حربٍ فحسب، بل بداية وعيٍ جديدٍ بأن الوحدة هي الطريق إلى الحياة، وأن العودة لا تموت ما دامت في القلوب.

تم نسخ الرابط