لقاءات باريسية بعيدة عن الأضواء... ما الذي يُحضَّر للبنان؟

رغم ابتعادها عن الأضواء، حملت زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى باريس طابعًا لافتًا، تخلّلتها لقاءات سياسية ودبلوماسية على مستويات عدّة، في ظلّ دقّة المرحلة التي يمرّ بها لبنان، فماذا كشفت هذه الزيارة، وما هو موقعها في سياق التحضيرات الفرنسية لدعم لبنان سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا؟
يرى الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة، في حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت"، أن "زيارة رئيس الحكومة إلى باريس لم تكن زيارة رسمية، بل جاءت في إطار تشاور موسّع بين الرئيس نواف سلام والإدارة الفرنسية على مختلف المستويات، تناولت الأوضاع في لبنان وتطوراتها الأخيرة".
وعن اللقاءات التي تخلّلت الزيارة، يشير إلى أن "الرئيس سلام التقى عددًا من الدبلوماسيين الأميركيين، وهناك معلومات متداولة تفيد بلقاء مع الموفد الأميركي توماس باراك، ولكنها تبقى غير مؤكدة".
ويشدد حمادة على أن "فرنسا تُعد طرفًا أساسيًا في لجنة "الميكانيزم"، أي لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وهي أيضًا معنيّة بالتحضير لمؤتمرين أساسيين يخصّان لبنان، الأول لدعم الجيش اللبناني، والثاني لإعادة الإعمار، وفي هذا السياق، جرى اتصال سابق بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تم خلاله التأكيد أن العمل جارٍ بوتيرة متسارعة في باريس لتنظيم المؤتمرين المتوقع عقدهما في شهر تشرين الثاني المقبل، وكل ذلك يأتي ثمرة للتشاور المستمر بين رئيس الحكومة اللبنانية والإدارة الفرنسية".
ويضيف أن "في مثل هذه الزيارات غير الرسمية، غالبًا ما يحصل لقاء بين المسؤول الزائر والرئيس الفرنسي، بعيدًا عن الإعلام، ولذلك ليس مستبعدًا أن يكون سلام قد التقى الرئيس ماكرون، على غرار لقاءات سابقة جمعته بكلّ من الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، وتُصنَّف هذه اللقاءات ضمن إطار العمل والتنسيق أكثر مما هي لقاءات ذات طابع سياسي أو إعلامي".
ويتابع حمادة: "من الجدير بالذكر أن الرئيس ماكرون يواجه في هذه المرحلة أزمة داخلية مرتبطة بتشكيل حكومة جديدة والتحديات السياسية المحيطة بها، ما يفسّر حرصه على إبقاء لقاءاته بعيدًا عن الإعلام، سواء في باريس أو على هامش مشاركته في مؤتمر شرم الشيخ للسلام".
ويختم بالقول: "تبقى الزيارة خطوة مهمة ضمن التحضير المكثّف للمؤتمرين المقبلين المخصصين لدعم لبنان على المستويين الأمني والاقتصادي"