إدراج شارع مرعي أبو مرعي في الهلالية على غوغل ماب: مسار للعطاء

لم يكن إدراج اسم شارع مرعي أبو مرعي في بلدة الهلالية على خريطة "غوغل ماب" مجرّد إجراءٍ إداريّ أو تفصيلٍ جغرافيّ، بل كان اعترافًا رمزيًّا بذاكرةٍ حيّةٍ نُسجت على الإسفلت، وبصماتٍ تنبض على امتداد الطريق الذي حمل اسمه، حيث يلتقي الإنماء بالوفاء، ويمتدّ الخير كغصنٍ أخضر من ساعة حتى الناعورة.

منذ سنوات وتحديدا في العام 2009، أطلقت بلدية الهلالية اسم "مرعي أبو مرعي" على الشارع الرئيسي في بلدة الهلالية هو عربون تقديرٍ لمساهمات رجل الأعمال السيد مرعي أبو مرعي الانمائية ودعمه لمشاريعها الخدماتية، والذي لم يُوفّر جهدًا في سبيل تطوير بلدته. فحيثما تسير، تلمح بصمة خيرٍ في كل زاويةٍ وطريقٍ فرعيّ بعد إعادة تزفيته، تأهيل البنية التحتية والأرصفة، وتأمين الإنارة والتشجير.

شارع أبو مرعي الذي بات أشهر من نار على علم، يبدأ من مستديرة الهلالية – القناية – حارة صيدا، وهناك عند بدايته تنتصب الساعة كشاهدةٍ على زمنٍ من التطوّر والازدهار. على مقربة منها ترتفع قبضة اليد وهي تحمل سنبلة، شعار الخير لمؤسسة ابو مرعي الخيرية.

وعلى امتداد الشارع، لا يمكن أن تخطئ العين المستوصف الطبيّ التابع لمؤسسة مرعي أبو مرعي الخيرية، الذي فتح أبوابه للناس جميعًا ، ليكون عنوانًا للرعاية الصحية والإنسانية دون تمييز على الإطلاق، وإلى جواره سنتر أبو مرعي، الذي يعكس رؤية رجلٍ آمن بأن التنمية ليست حجارةً فقط، بل روحٌ تُنعش المكان وتُحيي الأمل في الناس وتوفر فرص العمل.

ويمتدّ الشارع بين الأشجار التي تُظلّل جانبيه، كأنّها تهمس باسم من غرس الخير في تربته. هنا محالّ تجارية تحمل أشهر الماركات، وهناك مطاعم معروفة على اختلاف انواعها تعبق بروائح الحياة اليومية. وعلى مقربةٍ منه، مستشفيات النقيب وقصب والجبيلي التي قدّمت لصيدا والهلالية خدماتٍ طبيةً جليلة، لتكتمل صورة الشارع كنبضٍ حضاريٍّ متكامل، لا يخلو من محطات وقودٍ ثلاث تُذكّر بالحركة والحياة.

وعند كوع الخروبين، حيث يمتدّ الطريق نحو الناعورة، كانت الحياة تضجّ بكزدورة الشباب والسيارات عصرًا، حيث كان الشارع مقصدًا للنزهة والفرح، قبل أن يتحوّل اليوم إلى رمزٍ للنهضة التي رعاها أبو مرعي، الذي لم ينسَ جذوره، فغرس في بلدته مشاريع الخير كما تُغرس الأشجار في الأرض الخصبة.

هكذا، لم يعد الشارع مجرّد طريقٍ للعبور، بل صار مسارًا للعطاء الإنسانيّ، وذاكرةً مفتوحةً تروي سيرة رجلٍ آمن بأن البلدة تزدهر حين يمدّ أبناؤها أيديهم لبنائها. فالهلالية اليوم، حين تُدرج على خرائط غوغل، تُدرج معها سيرة رجلٍ حمل في قلبه خريطةً أوسع: خريطةً من محبةٍ وانتماءٍ لا تُمحى.