التصعيد الإسرائيلي: مراكز القرار ليست بمنأى عن الإستهداف؟
يخيّم شبح الحرب على لبنان مجدّداً. التصعيد الإسرائيلي ملحوظ والمعلومات تتزايد حول إمكانيّة تنفيذ إسرائيل "مخطط لتدمير ما تبقى من قوة عسكرية وصاروخية لحزب الله"، في ظلّ بروز تقرير نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن معلومات استخباراتية عربيّة وإسرائيليّة، يفيد بأنّ "الحزب" يعيد تسليح نفسه ممّا يزيد من احتماليّة تجدّد الحرب". ولكن كيف سيكون شكل وحجم هذا التصعيد؟
"لا يمكن التنبّؤ بشكل أكيد كيف ستتطوّر الأمور، إذ يبقى موقف الدولة المتعثّر من حصريّة السلاح المحرّك الأساسي لأي عمليّة إسرائيليّة، لكنّ العمل العسكري الذي قد تقوم به إسرائيل يحتمل مجموعة من الخيارات بالنسبة إليها". هذا ما يشير إليه العميد المتقاعد خالد حمادة، شارحاً: "يمكن لإسرائيل أن تلجأ إلى استكمال القصف خصوصاً وأنّها تقصف كلّ الأودية التي تقع شمال نهر الليطاني مثل الجرمق والمحموديّة والأودية الواقعة بين جبشيت وعدشيت، ما يدلّ على أنّ هناك عمليّة تدمير ممنهجة للبنى التحتيّة الموجودة في تلك المنطقة، بالإضافة إلى القصف الذي يمكن أن يطال البقاع، وكأنّ إسرائيل تقصف ما تفترضه مخازن للأسلحة أو بنية تحتيّة لحزب الله أو أي من المواقع التي تعتبر أنّ السلاح يُستحضر إليها"، مضيفاً أنّ "القصف يمكن أن يستمرّ بشكل تدريجي، بمعنى توسيع المناورة وتدمير كلّ البنى التحتيّة المحتمل وجودها في منطقة شمال الليطاني تباعاً".
ويحذّر حمادة، في حديث لموقع mtv، من "احتمال ذهاب إسرائيل لأعمال أكثر عدائيّة، بمعنى أن تتّبع نفس النموذج الذي اعتمدته في غزّة. فهي لن تستهدف حينها البنية العسكريّة لحزب الله فقط، بل التنظيم المدني الذي يعيش فيه، بمعنى ضرب الأماكن السكنيّة التي يتواجد أو يسيطر عليها "الحزب" كمربّعات أمنيّة تحت عنوان أنّ هناك بنية تحتيّة أو قياديّة له، ممّا سيرفع من مستوى الخطر وسينقل المعركة إلى الداخل ويحرج الدولة اللبنانيّة أكثر فأكثر"، معتبراً أنّه "يجب ألّا ننسى أنّ إسرائيل والولايات المتّحدة تعتبران أنّ المزيد من التدمير هو الذي أجبر حركة حماس على توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار والقبول بإخراج السلاح من غزّة، فلماذا لا تستنسخ إسرائيل نفس السيناريو في لبنان؟".
رسائل كثيرة تحاول إسرائيل إيصالها، خصوصاً من خلال التحليق المكثّف للطيران فوق القصر الجمهوري والسراي وبيروت. من هنا، يعلّق حمادة: "إسرائيل تقول إنّ مراكز القرار والسلطة السياسيّة ليست بمنأى عن أي استهداف والعدوان يمكن أن يأخذ اي شكل من دون وجود خطوط حمراء".
إذاً، التصعيد وارد، لا بل نحن في قلب التصعيد، يبقى أنّ مستواه يعتمد على الولايات المتّحدة. إذ يختم حمادة: "الأمر يعود إلى مدى العنف الذي ستسمح به الولايات المتّحدة في لبنان، كما على نظرتها للدولة اللبنانيّة ورهانها عليها بأنّها قادرة على المضي قدماً في خطّة حصريّة السلاح".