عين الحلوة .. وتشرين الحزين !
بين تشرينين مصبوغين بدماء شهدائه يفصل بينهما عام مضرج بدماء آلاف الشهداء في غزة ولبنان ، يدفع " عين الحلوة" من جديد ضريبة التعلق بالوطن والقضية الأم " فلسطين" وتجري عينه دموعاً ومرارة اثر عدوان إسرائيلي غاشم أعاد وضع عين الحلوة ومعه مدينة صيدا من جديد على خارطة أهداف حرب الاستنزاف التي يشنها على لبنان منذ نحو عام ، بعدما كانا أي المدينة والمخيم خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان في قلب هذه الخارطة ، غارات واغتيالات وشهداء وجرحى .
فجر الأول من تشرين الأول 2024 أنهى عدوان جوي إسرائيلي على عين الحلوة حياة نجل القيادي الفلسطيني اللواء منير المقدح وزوجته وآخرين من بينهم أطفال .
ومساء الثامن عشر من تشرين الثاني 2025 ، وبينما كان المخيم ومعه صيدا يضجان بالحياة، مواطنون عائدون الى منازلهم وآخرون يرتادون المقاهي والنوادي الرياضية، وطلاب قاموا الى فراشهم او يكادون استعدادا لإستقبال يوم دراسي جديد ..فجأة توقف كل شيء .. توقفت الحياة الا من نبض هلع في القلوب لحظة قرر العدو الإسرائيلي أن ينهي حياة شبان وأناس في المخيم زعم أنهم ارهابيون .. لكنهم في الواقع مدنيون كانوا يرتادون مجمعاً رياضياً أو تواجدوا في محيط المكان .
عاشت صيدا كما المخيم حالاً من الذهول منذ اللحظات الأولى للعدوان، على وقع الأخبار العاجلة والصور المفجعة التي كانت ترد تباعاً من عين الحلوة.. أعداد الشهداء والجرحى في تصاعد مستمر ، واشلاء الجثث الممزقة والمتطايرة في محيط المكان المستهدف كافية لتنبىء بهول المجزرة، التي أوقعت 13 شهيداً وعشرات الجرحى واستنفرت المستشفيات في المدينة والمخيم.
وبدأ المخيم يزف شهداءه التي تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أسماءهم وصورهم لتفضح ادعاءات العدو الإسرائيلي بأن المستهدفين ارهابيون .. فجميعهم مدنيون وبينهم فتية وأطفال !.
ربما ليست المرة الأولى التي يذرف عين الحلوة شهداءه ، لكن دموعه هذه المرة أكثر مرارة .. وتشرينه أكثر حزناً !.