ما أسباب التهدئة العسكرية الاسرائيلية؟
ما هي أسباب التهدئة العسكرية الاسرائيلية والأجواء الإيجابية التي سادت اجتماع لجنة «الميكانيزم» بالأمس، كما وصفها الجانبان الاسرائيلي والاميركي؟
مصادر دبلوماسية واكبت الزيارة، اعتبرت أن حلول أجواء التهدئة التي كبحت جماح الآلة العسكرية الاسرائيلية المنفلتة بلا ضوابط ضد لبنان، فرضتها أسباب عدة ووقائع أهمها، زيارة البابا لاوون الرابع عشر الى لبنان، وما اظهرته بوضوح من احاطة الكرسي الرسولي للبنان، وحرص على حمايته، وبذل الجهود اللازمة لوقف مسلسل الحرب الاسرائيلية المتواصلة عليه منذ ثلاث سنوات بلا انقطاع، وإنهاء التدخلات الخارجية، لاسيما الايرانية في شؤونه الداخلية، وحث الدول في العالم على اختلافها، وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية، لتقديم الدعم السياسي القوي والمساعدة المطلوبة، لانهاء الحرب الدائرة والمباشرة بتنفيذ الاتفاق المعقود لوقف النار وتنفيذ القرار الدولي١٧٠١، وحل المشاكل القائمة.
ومن الاسباب المهمة ايضا، ترجمة مبادرة رئيس الجمهورية بالتفاوض مع اسرائيل عملياً، بتسمية السفير السابق سيمون كرم، للانضمام الى الوفد العسكري المشارك في «لجنة الميكانيزم»، الامر الذي يعبر عن جديّة والتزام، بانهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات الاسرئيلية على لبنان، وقيام لبنان بكل ما هو مطلوب بموجب اتفاق وقف النار، ولاسيما حصر السلاح بيد الدولة وحدها،ونشر الجيش اللبناني وبسط سلطة الدولة على كل الاراضي اللبنانية، واصدار الجيش اللبناني جردة بالمهمات التي قام بها لنزع سلاح حزب لله والسيطرة على مواقعه ومخازن سلاحه جنوب نهر الليطاني منذ التوقيع على وقف النار قبل عام وحتى اليوم.
ومن الاسباب المهمة ايضاً، تدخل الولايات المتحدة الاميركية الفاعل لدى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، لتسهيل وتسريع عمل لجنة «الميكانيزم» والتعامل بايجابية مع ضم لبنان السفير كرم الى اللجنة، تمهيدا للانتقال الى تنفيذ المراحل اللاحقة من اتفاق وقف النار.
وفي اعتقاد المصادر الدبلوماسية، ان الزيارة المرتقبة لنتنياهو الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي هذه المرة، اوجبت على الاول التزام التهدئة العسكرية ضد لبنان هذه المرة، تجنبأً لعواقب اي خلاف قد يحصل مع الرئيس الاميركي وتداعياته السلبية المحتملة على نتنياهو شخصياً، لاسيما وأن دعوته للعاصمة الاميركية هذه المرة، جاءت بسبب خلافه مع الرئيس دونالد ترامب على سلوكياته العدائية ضد سوريا واحتلال القوات الاسرائيلية لأراضٍ سورية خارج اتفاق عام ١٩٧٤، ولان واشنطن تعارض هذه السلوكيات وتعتبرها بانها تؤثر على مصالحها بالمنطقة.
وفي خلاصة تقويمها لما يحصل، تعتبر المصادر ان التهدئة العسكرية الاسرائيلية، التي فرضتها الاسباب والوقائع المذكورة مفيدة، وتشكل مدخلا لمقاربة امور ومشاكل اكثر تعقيدا وصعوبات عدة، منها للانتقال الى المراحل الاكثر تعقيدا، ولاسيما المفاوضات السلمية المباشرة بين لبنان واسرائيل والتي تعمل واشنطن على التحضير لها على قدم وساق.