اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

نبذة عن حياة المرحوم سماحة مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد أنيس سليم حمود

ولد الشيخ محمد أنيس سليم ،حمود رحمه الله عام 1903 ، ونشأ في صيدا - لبنان في أسرة ملتزمة دينيا، حيث كان والده الشيخ أحمد أمين سليم حمود شيخا أزهريا وإمام مسجد، كما كان عمه وعدد من أخواله وأحد أبناء خالته شيوخا من خريجي الأزهر أيضا ... وقد تعرَّف منذ شبابه المبكّر على بعض أعضاء "جمعية المقاصد لتعليم فقراء المسلمين في القرى" والتي كان مركزها في بيروت، وتعدل اسمها فيما بعد لتصبح "جمعية المقاصد لتعليم أبناء المسلمين في القرى"، فتحمس جدا للعمل فيها. وقد عُيِّن بادئ الأمر معلما في مدارس تلك الجمعية لسنوات طويلة، ثم أصبح فيما بعد مفتشا تربويا في تلك المدارس، وبدأ يتنقل بين مختلف قرى محافظات لبنان، وخاصة النائية منها، ليبحث عن القرى التي تحتاج الى مدرسة، رغم صعوبة التنقل في ذلك الزمن. كما كان يسعى لإيجاد المعلمين المناسبين لتلك المدارس. وأثناء تنقلاته في القرى، كان يهتم بالطلبة الذين يتوسَّم فيهم القدرة على متابعة الدراسة، فيساعدهم على تسجيلهم في مدارس بيروت... وفي هذا الصدد، جاء في إفادة للسيد محمد عمر الداعوق، رئيس لجنة تعليم أبناء المسلمين في القرى ما يلي: "إن لجنة تعليم أبناء المسلمين في القرى التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت يسرها أن تذكر لفضيلة الأستاذ الشيخ محمد أنيس سليم حمود مفتش مدارسها جهوده الكريمة وعمله المتواصل المخلص في خدمة مشروع اللجنة، وسهره الدائم على إنجاح هذا المشروع، وإفادة أبناء المسلمين منه بكل همة وكفاءة وإخلاص... وأفنى زهرة عمره في رعاية أبناء المسلمين ونشر تعاليم الإسلام...".
وقد تعرف سماحة المرحوم في فترة لاحقة على قضية "المكتومين الذين كانوا يسكنون في وادي خالد غير المسجلين في سجلات النفوس كمواطنين، وبالتالي لا يملكون بطاقات هوية، فاهتم بحل قضيتهم، وكان يُحضر أوراقهم إلى المنزل ويسهر لينظمها ويسجلها من أجل تقديمها إلى الجهات المسؤولة لمنحهم الجنسية والهوية."
وفي عام 1964 ، استدعاه بعض وجهاء صيدا ليترشح لمنصب مفتي صيدا والجنوب... وتم بالفعل انتخابه، واستمر مفتيا حتى وفاته في 19 حزيران/يونيو عام 1979.


وقد كان رحمه الله نشيطا جدا، فكان يعقد الاجتماعات المنتظمة في الأوقاف والإفتاء، ويشارك في أنشطة صيدا ومحافظة جنوب لبنان الاجتماعية والسياسية التي كانت تتطلب منه ذلك. وكان يلتقي مع رؤساء الطوائف الروحية المختلفة العاملين في محافظة الجنوب بشكل مستمر، حيث كانوا يتبادلون الزيارات بمناسبة الأعياد المختلفة، و ينسقون معا الأمور الاجتماعية والوطنية، نذكر منهم على سبيل المثال: الإمام موسى الصدر ، والمطران أنطونيوس خريش، والشيخ نجيب قيس، والشيخ عبد الأمير قبلان، والمطران باسيليوس الخوري، وغيرهم... وقد عملوا معا في "هيئة نصرة الجنوب ، التي تأسست في عام ۱۹۷۰ ، وكانت نموذجا لبنانيا رائعا للوحدة الوطنية، حيث شارك فيها رؤساء الطوائف اللبنانية، كرد على الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب اللبناني... وقد التقت الهيئة في إطار عملها بعدد كبير من المسؤولين، منهم فخامة رئيس الجمهورية شارل حلو، وفخامة رئيس الجمهورية سليمان فرنجية.
وكان سماحة المرحوم يجتمع مع مفتي الجمهورية اللبنانية، ومع رؤساء الوزراء وغيرهم من المسؤولين كلما زاروا منطقة الجنوب في زيارات رسمية. كما كان يعمل بالتنسيق مع نائب صيدا آنذاك المرحوم معروف سعد، ومع فعاليات المدينة الآخرين، مثل السيد شريف الأنصاري، وغيره كثيرين...
وفيما يلي بعض الصور التي تبيّن بعض الفعاليات والأنشطة التي شارك فيها:

تغمد الله سماحة المرحوم الشيخ محمد أنيس سليم حمود بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته... لقد كان رحمه الله مفعما بالنشاط والحيوية، وإنسانا خلوقا مخلصا عطوفا حنونا مع جميع أفراد عائلته، ومع جميع من تعامل معهم، ولم يكن يترك واجبا تربويا أو اجتماعيا إلا وسارع لإتمامه على أحسن وجه ممكن، دون ان ينتظر شكرا من أحد، مما ترك أبلغ الأثر في نفوس جميع من عرفه... وكم نحتاج لأمثاله وأمثال كثيرين ممن عمل معهم في زمننا هذا.
أسرة المرحوم

تم نسخ الرابط