اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

أسابيع فاصلة بين الدبلوماسية والتصعيد… قرارات مصيرية بانتظار لبنان!

صيدا اون لاين

مع اقتراب نهاية العام، تتزاحم الاستحقاقات السياسية والأمنية في المنطقة، فيما يقف لبنان عند مفترق طرق دقيق تحكمه قرارات دولية واجتماعات مصيرية قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة. بين لجنة الميكانيزم، ودور الجيش اللبناني، واللقاءات الدولية المرتقبة، تتشابك الملفات اللبنانية مع مسارات في مشهد مفتوح على احتمالات التصعيد كما على فرص العودة إلى الدبلوماسية.

في هذا الإطار، يؤكد الصحافي والكاتب السياسي جورج علم، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن ما تبقّى من هذا العام سيكون حافلًا بمحطات مفصلية سيُبنى عليها الكثير، مشيرًا إلى أن المحطة الأولى تتعلّق بما سيصدر عن لجنة الميكانيزم بشأن مسألة حصر السلاح جنوب الليطاني، وما إذا كانت ستمنح الجيش اللبناني هذا الاستحقاق، معتبرةً أنه أنجز مهمته في هذا الإطار أم لا".

 

ويوضح علم أنه "عندما نتحدث عن الميكانيزم، فإننا نتحدث عمليًا عن الولايات المتحدة الأميركية، التي لن تُبدي رأيًا نهائيًا إلا بعد نوع من التنسيق مع إسرائيل، وهذا يشكّل الاستحقاق الأول، أما الاستحقاق الثاني، فيرتبط بما ستُعلنه لجنة الميكانيزم يوم الجمعة، وما سينتج عن ذلك من خطوات عملية، ولا سيما أن الاجتماع الأول كان بروتوكوليًا للتعارف بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي، في حين يركّز الاجتماع الثاني على آلية التنفيذ ونتائجها، لمعرفة ما إذا كنّا أمام حوار منتج أم مجرد استعراض".

 

ويضيف أن "الموقف اللبناني واضح ومعلن، وقد حدّده كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، لجهة ما يطالب به لبنان من هذا الحوار، وفي مقدّم ذلك تنفيذ القرار 1701، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، والانسحاب من الأراضي اللبنانية، وإطلاق الأسرى، إضافة إلى بدء عملية الإعمار".

 

ويشدّد علم على أن "هذا الاجتماع سيُظهر بشكل أوضح ما إذا كانت الآلية المطروحة قابلة للبناء عليها فعليًا أم لا، كما يطرح تساؤلًا أساسيًا حول مدى قدرة الجيش اللبناني والتزامه بتنفيذ مهامه المتعلقة بحصر السلاح جنوب الليطاني بشكل جدي، معتبرًا أن خطوات الجيش حتى الآن تُظهر تقدمًا ملحوظًا، وإن كانت لا تزال محكومة بسقف معيّن، نظرًا لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الجنوب، ما يحدّ من إمكانية بسط سيطرته الكاملة".

 

إلى جانب ذلك، يلفت علم إلى "اللقاء المرتقب الذي سيجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث سيكون ملف لبنان حاضرًا على الطاولة إلى جانب ملف غزة، إضافة إلى مسألة الحوار مع إيران وسلسلة من الملفات الأخرى المترابطة، ويأتي ذلك في ظل مرحلة ثانية مما يجري في غزة، وما يواكبها من تطورات في سوريا، وسط غياب ترتيبات أمنية واضحة حتى الآن".

 

ويعتبر علم أنه "بناءً على ذلك، يمكن القول إن هناك استحقاقات هامة قبل نهاية هذا العام، لمعرفة ما إذا كانت إسرائيل تتجه نحو العودة إلى المسار الدبلوماسي، سواء في غزة أو لبنان أو سوريا، أم نحو مزيد من التصعيد والتفجير".

 

وبرأيه، فإن "جميع هذه الملفات مترابطة، ولا يمكن فصل أي منها عن الآخر، ولذلك من المبكر الحديث عن سلام قريب مع مطلع العام المقبل، مؤكدًا ضرورة التوقف عند هذه المحطات والبناء عليها، لمعرفة ما إذا كانت الأمور تتجه فعليًا نحو مسارات دبلوماسية واعدة أم نحو عودة التصعيد، ولا سيما أن الولايات المتحدة أصبحت اليوم أمام اختبار حقيقي لمصداقيتها في غزة ولبنان وسوريا، خصوصًا أن الرهان كان ولا يزال على دورها كلاعب فاعل، وهو ما لم يتبلور بشكل واضح حتى الآن".

 

وعليه، يختم علم بالتأكيد على أن "الخيار الواقعي يبقى انتظار ما ستؤول إليه هذه التطورات، والبناء على ما سيصدر عنها في المرحلة المقبلة".

تم نسخ الرابط