افتتاح 'المقهى الأخضر' في صيدا القديمة.. مساحة حياة تنبض بالبيئة والحوار
افتُتح مشروع “المقهى الأخضر” المتلاصق مع حديقة الزويتيني في صيدا القديمة، والتي تشكّل مساحة عامة ومشتركة لجميع المقيمين في مدينة صيدا، في خطوة تُعدّ مبادرة جادة تندرج ضمن التحضيرات لجعل صيدا عاصمة للثقافة والحوار عام 2027، من خلال تعميم ثقافة النظافة وتعزيز مفهوم المساحات العامة المستدامة.
ويأتي هذا المشروع في سياق التحضيرات لجعل صيدا عاصمة للثقافة والحوار عام 2027، ليشكّل نموذجًا حيًا عن مدينة تعيد اكتشاف فضائها العام، وتعيد الاعتبار للمساحات المشتركة بوصفها أماكن للقاء، والتفاعل، لا مجرد زوايا مهملة أو مرافق صامتة.
“المقهى الأخضر” ليس مشروعًا بيئيا أو تجميليًا عابرًا، بل رسالة واضحة تقول إن المدن قادرة على أن تكون أكثر خضرة وإنسانية، حين يُعاد التفكير في كيفية استخدام ساحاتها وحدائقها وأحيائها الشعبية، حيث تتقاطع حاجات الناس اليومية مع حقهم الطبيعي في بيئة نظيفة وآمنة.
ويعكس المشروع إيمان القائمين عليه بأن التنمية المستدامة تبدأ من المساحة الخضراء، تلك التي تمنح المدينة بُعدها الإنساني والبيئي، وتُسهم في تحسين نوعية الحياة، وتعزيز الروابط الاجتماعية، وتشجيع المبادرات المجتمعية التي تنبع من الناس وتعود إليهم.
وجاء افتتاح “المقهى الأخضر” احتفالًا بقصة نجاح قادها المجتمع المحلي، وشراكة بُنيت على الثقة، والإيمان بقدرة الأفراد على إحداث التغيير، ولو بخطوة بسيطة. فقد شكّل المشروع ثمرة عمل دؤوب استهدف بناء قدرات أبناء أربعة أحياء في مدينة صيدا، حيث تشكّلت لجان مجتمعية ضمّت نساءً ورجالًا وشبابًا متطوعين، آمنوا بدورهم في خدمة أحيائهم.
وقد أُنجز المشروع بجهود اللجنة الشعبية في صيدا القديمة، وبالتعاون مع بلدية صيدا ومؤسسات صيدا الأهلية وتنفذ جمعية التنمية الإنسانية والبيئية (DPNA) وبدعم من منظمة DCA ممثّلة بالسيدة ميرنا الصباغ، إلى جانب مساهمات كل من: مرعي أبو مرعي، المهندس محمود مصطفى دندشلي، الدكتور أحمد عكرة، عامر معطي، عمر مرجان، أحمد حجازي، الدكتور زياد حكواتي، وشركة NTCC.
وقد حضر حفل الافتتاح، اضافة الى رئيس البلدية المهندس مصطفى حجازي ونائبه الدكتور أحمد عكرة واعضاء المجالس البلدي عامر معطي، رامي بشاشة ويوسف طعمة، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود، منسق تيار المستقبل في صيدا والجنوب مازن حشيشو، المدير العام لجمعية التنمية الإنسانية والبيئية (DPNA) فضل الله حسونة وممثلون عن الجمعيات والهيئات وتجمع المؤسسات الاهلية في منطقة صيدا وحشد من الشخصيات.
عبد الواحد شهاب
والقى رئيس جمعية التنمية الإنسانية والبيئية (DPNA) المهندس عبد الواحد شهاب كلمة فاعتبر ان صيدا، المدينة التاريخية والأثرية، والإنسانية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، والأدبية، والفنية، والحاضنة لكل أشكال الحياة.
وأضاف: من هذا المكان الجامع بين الذاكرة والحياة، نطلق اليوم مبادرة “المقهى الأخضر”، انطلاقًا من رؤية تعتبر أن الفضاء العام ليس مجرد مساحة حجرية، بل مساحة للناس، للتفاعل، وللعيش المشترك وتنفذ جمعية التنمية الإنسانية والبيئية (DPNA) هذه المبادرة بالشراكة مع بلدية صيدا، إيمانًا بأن التنمية المستدامة تبدأ من المساحة الخضراء التي تعزز البعد الإنساني والبيئي للمدينة، وتسهم في تحسين نوعية الحياة.
مصطفى حجازي
وأكد رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي أن المشروع لا يقتصر على إنشاء مساحة جديدة، بل يحمل رسالة أوسع تتعلق بحماية المدينة القديمة، موضحًا أن الحفاظ على صيدا لا يكون فقط من خلال الحجر والترميم، بل عبر إعادة الحياة إلى ساحاتها وخلق مساحات عامة مفتوحة تجمع الناس، وتدعم الاقتصاد المحلي، وتحترم البيئة، وتكرّس ثقافة الاستدامة.
ميرنا صباغ
من جهتها، أشارت ممثلة منظمة DCA السيدة ميرنا صباغ إلى أن افتتاح “المقهى الأخضر” يشكّل احتفالًا بقصة نجاح حقيقية يقودها المجتمع المحلي، وشراكة قائمة على الثقة والإيمان بقدرة الناس على إحداث التغيير. ولفتت إلى أن المنظمة عملت بالشراكة مع جمعية DPNA على تمكين المجتمعات المحلية وبناء قدراتها، بما يتيح لها قيادة مبادراتها بنفسها، ويعزز التماسك الاجتماعي، ويوفر مساحات آمنة للحوار، ويحوّل المبادرات المحلية إلى نماذج يُحتذى بها في صيدا ولبنان.
فهمي السقا
بدوره القى فهمي السقا كلمة باسم اللجنة الشعبية في صيدا القديمة فقال نحن نؤمن بأن بناء الإنسان هو الأساس في أي تنمية حقيقية، وأن اللجنة الشعبية تمثل ركيزة أساسية لتعزيز التعبير الإيجابي والمساهمة الفاعلة في المجتمع.
وإذ وجه الشكر الى كل الجهات المشاركة، قال لقد كان لدعمكم وتعاونكم أثر كبير في تحويل هذه الفكرة إلى واقع ملموس يخدم أبناء البلدة ويعزز ثقافة الحفاظ على البيئة والمساحات الخضراء. إن مشاركتكم الفاعلة تعكس روح المسؤولية المجتمعية وحرصكم الدائم على التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في مجتمعنا. نثمن كل جهد بذل، ونتمنى أن يكون هذا المشروع خطوة أولى نحو مبادرات بيئية وتنموية مستقبلية. ونؤكد أننا فخورون بكوننا جزءاً من تجمع مؤسسات المدينة.
ويُنتظر أن يشكّل “المقهى الأخضر” نقطة انطلاق لمبادرات مماثلة في أحياء أخرى من صيدا ولبنان، كنموذج يُحتذى به في تحويل الأفكار البسيطة إلى أثر إيجابي ملموس، ومساحة لقاء تجمع بين الإنسان والمدينة والبيئة.