اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

الميلاد في صيدا: السلام لا تصنعه الحروب ولا الاتفاقات… ويبدأ بالإنسان

صيدا اون لاين

احتفلت الطوائف المسيحية في صيدا بالميلاد المجيد، فأُقيمت القداديس في كنائس المدينة ومنطقتها، ورفعت الصلوات على نيّة السلام في لبنان ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، وسط تأكيد على أن السلام الحقيقي لا تصنعه الحروب ولا تحققه الاتفاقيات وحدها، بل يقوم على إعادة بناء الثقة بين الدول والشعوب.

وترأس راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك، المطران إيلي حداد، قداس الميلاد في كاتدرائية مار نقولاوس، يعاونه عدد من الكهنة، وذلك بحضور عدد من الفاعليات وأبناء الرعية. وألقى المطران حداد عظة قال فيها: "في أجواء الميلاد ننظر إلى السلام في وطننا لبنان كقيمة مفقودة".
وتابع المطران حداد: "وما زلنا نصلي منذ خمسين عامًا لهذا السلام أن يأتي، لكنه ما زال بعيدًا. ونسأل أنفسنا: هل يعاقبنا الرب بالحروب والعنف؟ بالطبع لا، فالإنسان هو من يصنع الحرب ويمارس العنف. لكني في الواقع أرى الشعب اللبناني برمته شعبًا مسالمًا لا يحب لا الحرب ولا العنف. وكل ما يوتر اللبنانيين إنما مستورد من الخارج أو مدسوس في الداخل. فعلينا أن نحمي ذواتنا كمجتمع لبناني لنبقى على أصالتنا".

وأضاف المطران حداد: "لقد عشنا أسبوعًا ميلاديًا رائعًا في صيدا. وكان الصيداويون يحيون القرية الميلادية في دار هذه الكاتدرائية لخمسة أيام دون توقف. ما رأته عيناي سمعت عنه من كبارنا، حيث كان المسيحي والمسلم يتعايشان في كل شيء. عادت هذه اللوحة المعيشية لأنها طبيعية وعفوية".

وأضاف: "من حق المسلم أن يفرح مع المسيحي في القرية الميلادية، ومن حق المسيحي أن يفرح مع المسلم في القرية الرمضانية. ويبقى المسلم مسلّمًا والمسيحي مسيحيًا. الفرح لا يبدّل انتماءنا بل يزيدنا إنسانية تجاه بعضنا البعض. علّ هذه التجربة تتكرر هنا وفي أي مكان لتبقى صيدا مدينة الحوار والانفتاح ونموذجًا لبنانياً للعيش معًا".

وختم المطران حداد: "أعايدكم أحبائي، متمنيًا أن يوحي المسيح المولود سلامه إلى فاعلي الحروب ويبعد عنا شبح الكبار الساعين إلى التملك والسيطرة والعنف وبيع السلاح، وكل ما لا يمتّ إلى فقر المذود بصلة".
المطران العمار

كما ترأس راعي أبرشية صيدا المارونية، المطران مارون العمار، الذبيحة الإلهية في كاتدرائية مار إلياس الحي في صيدا، يعاونه النائب العام الأسقفي مارون كيوان، والشماس ربيع عيد، والشدياق إيلي الحلو، بحضور النائب الدكتورة غادة أيوب، وحشد من أبناء الرعية والأبرشية.

وألقى المطران العمار عظة دعا فيها إلى عيش الرجاء بالخلاص، متمنيًا أن تكون السنة الجديدة سنة خير، بعدما كانت سنة 2025 مليئة بالتحديات والمخاطر، وقد أعطتنا ثمارًا كثيرة، ومن أهمها زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، والتي حملت عنوان رسالته "طوبى للساعين إلى السلام"، وهي من سنة الرجاء، وتبلغنا أهمية السلام في حياة الإنسان.

وأضاف: "عاد قداسة البابا، في يوم السلام العالمي الذي نحتفل به على رأس السنة، ليكرر أهمية السلام ورسالته: «السلام لكم، والسلام معكم»، متوقفًا عند فكرتين: الأولى أن السلام، لكي يتحقق، يجب أن يكون مجردًا من السلاح، والثانية أن عمل السلام في حياتنا يجرّد الآخر من سلاحه. وهو يتوجّه إلى الدول ويذكّرها بأن السباق إلى التسلح يزيد، وليس علامة من علامات السلام، بل يؤكد أنه لا توجد ثقة بين الدول، وعدم الثقة هو الذي يجعل كل دولة تفكر بحالها وتسلّح نفسها، وكأن السلاح يحميها ويحقق لها السلام".

ويقول قداسته: "إذا كنا نريد السلام، فليس من المهم كثرة السلاح لدينا، بل العمل على اليقين بين الدول، وإجراء حوار مرتكز على مصالح كل دولة، وفي الوقت نفسه على الثقة فيما بينها. فالثقة تجعل كل دولة تصل إلى مصالحها، ولكن بالسلام لا بالحرب، داعيًا الإنسان إلى جعل السلام مع الآخر، لأنه أخ في الإنسانية والحضارة وفي الوطن، ويجب الوقوف إلى جانبه، وهو ما يحقق السلام الحقيقي بين الأشخاص".
وختم المطران العمار: "الاتفاقيات بين الدول يمكن أن توقف الحرب، لكنها لا يمكن أن تحقق السلام بمفهومه العام والخاص، فالذي يزرع السلام بين الدول والأشخاص هو الثقة فيما بينهم. وقد جاءت زيارته إلى لبنان لتذكّرنا بهذا السلام الذي نريده".

وفي ختام القداسين، تقبّل المطرانان "حداد والعمار" في صالون كل كنيسة التهاني من فاعليات وشخصيات ووفود من مدينة صيدا والجنوب والجبل.

تم نسخ الرابط