اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

شبح الحرب لا يزال حاضرًا... لبنان بات في مرحلة خطر وجودي!؟

صيدا اون لاين

في ظلّ حالة المراوحة السياسية التي يعيشها لبنان، وتداخل العوامل الداخلية مع التحوّلات الإقليمية والدولية، تتزايد المخاوف من مستقبلٍ غير واضح المعالم، تتنازعه احتمالات التسوية من جهة، ومخاطر الانفجار من جهة أخرى.

وفي هذا الإطار، يقدّم الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد قراءة تشخيصية للمرحلة، في حديث الى "ليبانون ديبايت" حيث يصف فيها لبنان بأنه عالق في "منطقة اللايقين"، بانتظار ما ستؤول إليه التطورات الكبرى في الإقليم والعالم.

ويعتبر أبو زيد أن العلاقات الدولية اليوم غير محسوبة النتائج، ولم تُنتج حتى الآن أي وضوح فعلي، في وقت لا يزال فيه المشهد الإقليمي ضبابيًا، مع تغيّر موازين القوى الكبرى من دون أن تتّضح معالمها النهائية. وبرأيه، فإن المنطقة مقبلة على مرحلة مفصلية، لا يُعرف ما إذا كانت ستتجه نحو صدام واسع أو نحو تسوية سياسية، لأنّ التطورات الدولية والإقليمية تنعكس مباشرة على الأطراف المعنية، ولا سيّما القوى اللبنانية الكبرى المرتبطة بأدوارها وأحجامها ومصيرها بتوازنات الخارج.

 

ويشير أبو زيد إلى أنّ لكل فريق لبناني حلفاءه إقليميًا ودوليًا، ما يضع الجميع في حالة قلق وترقّب، في ظل احتمالات مفتوحة تتراوح بين صدمة عسكرية، أو فتنة داخلية، أو تسوية سياسية. ويربط ذلك بالاجتماعات المرتقبة، ومنها اجتماع لجنة دولية في السابع والعشرين من الشهر، إضافة إلى اللقاء المنتظر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي سيُحدّد شكل العلاقات الأميركية – الإسرائيلية وطبيعة الدور الأميركي في المنطقة.

 

ويلفت إلى تعدّد المبادرات المطروحة، من المبادرة المصرية التي تسعى إلى تقريب وجهات النظر، إلى التحرّكات الفرنسية والسعودية، وغيرها من المساعي التي لم تتّضح نتائجها بعد، ما يُبقي المشهد مفتوحًا على كل الاحتمالات، من استمرار الأزمة، إلى تسوية محتملة، أو حتى صدمة مفاجئة.

 

وفي هذا السياق، يرى أبو زيد أن المواطن اللبناني يعيش حالة خوف وحذر وتردّد، في ظلّ تحوّل لبنان إلى ساحة صراع بين قوى متنازعة، داخليًا وخارجيًا. ويشير إلى أنّ مواقف رئيس الجمهورية توحي بإشارات انفراج معيّنة، وبأنّ الخيار العسكري مؤجَّل، لكنّ شبح الحرب لا يزال حاضرًا، نظرًا لارتباط التطورات بتفاهمات دقيقة وبصمات إقليمية ودولية، من بينها الدور القطري.

 

ويحذّر أبو زيد من أن لبنان بات في مرحلة خطر وجودي، إذ إن أي تسوية محتملة قد تفتح الباب أمام اصطفافات سياسية جديدة، يسعى فيها كل طرف إلى تثبيت موقعه وفقًا لحجمه وقدرته على التحصّن أو تحسين شروطه في المرحلة المقبلة.

 

ويؤكد في هذا الإطار أن الخطر يصبح مضاعفًا إذا لم يتفاوض اللبنانيون في ما بينهم، معتبرًا أن غياب الحوار الداخلي يجعل البلاد عرضة لسيناريوهات خطيرة جدًا على المدى القريب. ويشدد على ضرورة التحلّي بالعقلانية والتماسك الداخلي، للاستفادة من أي انفراج محتمل، أو لحماية البلاد من الحرب أو الفتن إذا كانت هي الخيار الآخر المطروح.

 

ويختم أبو زيد بالتأكيد على أن جميع الاحتمالات لا تزال مفتوحة، سواء في لبنان أو في الإقليم، مشيرًا إلى أن حتى القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لا تتصرّف دائمًا وفق مسار واحد ثابت، بل تُبقي خياراتها مفتوحة تبعًا لمصالحها وأولوياتها. وينطبق الأمر نفسه على دول إقليمية أخرى، كإسرائيل والسعودية، حيث تحكم القرارات اعتبارات متغيّرة، لا يمكن الجزم باتجاهها النهائي في هذه المرحلة الدقيقة.

تم نسخ الرابط