هاجس الحرب تبدّد؟!
على الرغم من الموقف العالي السقف الذي عبر عنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب يوم أمس عقب لقائه مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو حيث اعتبر أنّ "الحكومة اللبنانية لا تنفذ بنود اتفاق السلام"، ومعتبرا ان "حزب الله يتعامل بشكل سيئ وسنرى ما ستسفر عنه جهود لبنان لنزع سلاحه"، إلّا أنّ مصدرًا سياسيًا واسع الاطلاع، ادرج هذه المواقف في اطار المزيد من الضغط على لبنان.
ورجح المصدر أن تكون الأمور ذاهبة الى التهدئة اكثر من التصعيد، مشيرًا إلى أنّ كلّ ما تردد في شهر تشرين الثاني عن ضربة اسرائيلية واسعة على لبنان وتحديد مواعيد لها لم يكن في الاساس دقيقا، اذ لم يعد هناك اهداف لاسرائيل في لبنان وتحديدا جنوب الليطاني، لا سيما بعدما بدأ الجيش اللبناني تنفيذ خطته والتي يستكملها بشكل ممتاز.
واعتبر المصدر ان التذرع الاسرائيلي بوجود أهداف في المنازل ليس سوى محاولة لتوريط الجيش مع النسيج الاجتماعي في تلك المناطق، لكنه استدرك الأمر وتصرف بحكمة.
وفي موازاة المهمة التي ينفذها الجيش بدقة، أوضح المصدر ان الدولة على المستوى السياسي – الديبلوماسي أيضًا قامت بواجباتها لا سيما من خلال زيارة وفد ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن ثم جولة السفراء وايضا في السياق نفسه جولة الاعلاميين الى جنوب الليطاني، من أجل الاطلاع على واقع الأرض. هذا أيضا إلى جانب تكليف السفير سيمون كرم، ترؤس وفد لبنان الى لجنة الميكانيزم.
وردًا على سؤال، أوضح المصدر أنّ الجانب الاميركي – أكان من خلال التواصل المباشر او عبر لجة الميكانيزم، اقتنع بالمقاربة اللبنانية التي قدمها الجيش. كما ان اليونيفيل تغيرت نظرتها بعد الاعتداءات الاسرائيلية على عدد من المنازل تبين انها فارغة من اي اسلحة، وفي هذا السياق جاء بيان قوات الطوارئ الذي طالب الجيش الاسرائيلي بعدم استهداف جنودها ومقراتها.
وكشف المصدر انه في وقت يقدم فيه الجيش الادلة الملموسة والبراهين عن عدم وجود اسلحة في بعض المواقع، يجب ان يطالب كل من اليونيفيل والجانب الاميركي اسرائيل بتقديم الادلة.
وفي السياق عينه استغرب المصدر التشكيك الدائم بالجيش على الرغم من أنّه أثبت جديته وجدارته في تنفيذ المهمة، في حين لم تقدم اسرائيل على تنفيذ شيء.
وعن العلاقة مع اليونيفيل، اشار المصدر الى ان هناك محاولات مستمرة لتضخيم اي اشكال بين اليونيفيل والاهالي وجعله يبدو وكأنه صدام، وذلك لاظهار ان هناك فئات من المجتمع لا تريد وجود القوات الدولية بينما الامور على الارض واضحة، علما انه ليس من مهام اليونيفيل ان تقوم بتفتيش للمنازل ، بل القرار 1701 ينص على مساعدة الجيش والسكان المحليين، ومراقبة التحركات على الخط الازرق.
واذ لفت الى ان مهمات كثيرة كانت تقوم بها اليونيفيل من خارج ما هو منصوص عليه، أشار المصدر إلى أنّه بعد التمديد الاخير انتظم عملها وتعاونها مع الجيش، مؤكدا ان هذا الاخير يعمل بحرفية عالية وخاصة من خلال تعامله مع المجتمع الجنوبي. وقال: الجيش ليس بديلا عن اي طرف بل هو الاساس لكنه نجح في اعطاء الثقة لابناء المنطقة وبدأ هذا المجتمع تقبل الوجود العسكري اللبناني بدلا من امتلاك السلاح الذي ادرك الجميع مخاطره.
وماذا عن المرحلة الثانية من خطة الجيش التي تحدث عنها رئيس الحكومة نواف سلام، قال المصدر: الامر ليس جديدا لان الخطة وضعت وتنفذ تباعا، مشددا على ان الانتقال الى شمال الليطاني لا يعني اقفال الباب على القسم الاول بل الجيش يتابع عمله لا سيما بعدما كشف كميات من الاسلحة وقام باقفال انفاق كبيرة.
الى ذلك، استغرب المصدر محاولات تهميش الجيش وضرب معنوياته على بواب مؤتمر الدعم، مستطردًا الى القول كي يكتسب هذا المؤتمر صدقيته وفاعليته، يجب ان يعقد في السعودية أو في الولايات المتحدة.
واعتبر ان المساعدات التي تصل الى الجيش محدودة جدًا، وهو احيانا يقوم بشراء معدات لوجستية من السوق المحلية، وما زال هناك ٩ مراكز مدمرة في منطقة النقاط الخمسة التي تحتلها إسرائيل، بعدما أعاد بناء وترميم نحو 25 مركزًا في منطقة الجنوب.
كما رأى المصدر أنّ اسرائيل يهمها أنّ تغادر اليونيفيل جنوب لبنان، كي تسعى الى التواصل بشكل مباشر مع الجيش اللبناني. وهنا اقترح المصدر بدل ان يتم التفاوض مع اسرائيل فليحصل مع الولايات المتحدة التي لديها اولويات ومصالح في لبنان، فتقوم بالتالي واشنطن بتقديم الضمانات التي تحمي الاستقرار في المنطقة.
وعن التعاون مع "حزب الله"، نفى المصدر بشكل قاطع هذا الأمر، مشددًا على أنّ الجيش وضع خطة الانتشار وسحب السلاح وينفذها، وادخال تعديلات او تحسينات عليها يكون أمرًا طبيعيا، لا سيما في ضوء التطبيق ودراسة الأرض