اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

الحكومة كانت قاب قوسين من الولادة... وهذا ما فرملها

صيدا اون لاين
تحوّلت عملية تشكيل الحكومة إلى لعبة "الغمّيضة" و"القطّ والفأر"، في ظل إشاعة أجواء إيجابية حيناً و"غبّ الطلب"، ومن ثم ينخفض منسوب التفاؤل، و"تعود حليمة إلى عادتها القديمة".

وفي هذا السياق، علمت "النهار"، من خلال الدائرة الضيقة لمرجعية رئاسية بارزة، أن الحكومة كانت على وشك الولادة وإعلان المراسيم اول من أمس، وقد استعدّ رئيس المجلس النيابي #نبيه بري للصعود إلى القصر، في حين أن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل كان موجودا في بعبدا حيث كان يقود الإتصالات والمشاورات، لتعود الأمور إلى المربّع الأول في غضون ساعات، على خلفية الثلث المعطّل الذي أصرّ عليه باسيل بالتكافل والتضامن مع رئيس الجمهورية ميشال عون.

من هذا المنطلق، وفي ظل غياب الثقة بالمنظومة السياسية التي تستهلك الوقت، وتشيع أجواء إيجابية وتفاؤلية للإيحاء بأنها تعمل لتأليف الحكومة ومعالجة قضايا الناس وهمومهم، فالسؤال المطروح هو ماذا بعد؟ خصوصاً أن التعويل على الإتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الإيراني ابرهيم رئيسي، تبخّر سريعاً، كما الزيارتين المتتاليتين لماكرون إلى بيروت، حتى أصبحت المبادرة التي أطلقها في عالم الأموات.

توازياً، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"النهار"، إن الإتصال الذي جرى بين الرئيسين الفرنسي والإيراني، كان يهدف إلى أن تمارس طهران ضغوطها على "حزب الله"، الذي بدوره يقوم بالأمر عينه مع العهد و"التيار الوطني الحر"، إذ ينُقل أن ماكرون كان متشدّداً في هذا الموضوع، والذي يتماهى مع الموقف الروسي الذي أشارت إليه "النهار" قبل أسبوع عندما اتصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، بعدد من المسؤولين اللبنانيين، وطلب منهم الضغط على رئيس الجمهورية وصهره للإقلاع عن المطالبة بالثلث المعطّل الذي يعتبر مكمن التعطيل. وسبق لموسكو، ولدى زيارة وفد "حزب الله" إلى العاصمة الروسية، أن طالبت بهذه المسألة، ما يعني في الحصيلة أن "حزب الله" يتهاون مع حليفه العوني لجملة اعتبارات داخلية وخارجية، وهو المقتنع بأنه يغطّي سياساته، وإن أُطلِقت بعض المواقف من نواب وقياديي "التيار الحر" أو حتى رئيسه باسيل، فذلك يدخل في لعبة المناورة السياسية ولخصوصية الشعبوية المسيحية لـ"التيار".

وتلفت المصادر إلى أن حظوظ التأليف أو عدمه يتساويان، وحيث الإتصالات لا تزال جارية، مع التأكيد أن النائب باسيل في قلب التأليف، بمعنى أنه يتابع كل الملفات، وهذا ما كشفته الدائرة الضيقة للمرجع الرئاسي المذكور. والسؤال هنا يتمحور حول كيفية حصول "قبّة باط" دولية أميركية، أدّت إلى زيارة الوفد الوزاري اللبناني إلى دمشق، ومن ثم اللقاء الرباعي المرتقب في الأردن اليوم، وبالتالي استمرار الفرملة على خط تشكيل الحكومة، وهل أن الأميركيين هم أيضاً في أجواء اتصال الرئيسين الفرنسي والإيراني؟ الجواب وفق المصادر عينها، ومن خلال معلومات موثوق بها، أن الأميركيين سبق لهم أن فوّضوا إلى باريس الملف اللبناني بعدما أطلق ماكرون مبادرته الشهيرة، إنما، وعلى خط التواصل مع إيران، فلواشنطن موقف مغاير، إذ هي تفصل ما بين الوضع الحكومي وضرورة تشكيل حكومة في لبنان من الاختصاصيين والإصلاحيين، وبين أي دور لطهران على الساحة اللبنانية، كذلك ثمة فصل آخر حول موقفها من خلال الدور الذي قامت به السفيرة الأميركية دوروثي شيا في الأيام الماضية، لترتيب أو للتغاضي عن زيارة الوفد الوزاري إلى العاصمة السورية، بمعنى أن الولايات المتحدة الأميركية، ومن خلال الدور الإيراني في لبنان، وتواصلها مع الأطراف لتسهيل مهمة التأليف، وصولاً إلى المواقف التي صدرت عن الخارجية الإيرانية في الساعات الماضية، تراها واشنطن شروطا مسبقة في المفاوضات النووية، وما سبقها من قصف للمنطقة الخضراء في العراق، إلى التصعيد الحوثي عبر قصف أماكن سكنية ومنشآت حيوية في المملكة العربية السعودية بدعم إيراني، مما يدلّ على أن الساحة الداخلية عادت صندوق بريد، ومنصّة لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية، وقد دخلت عملية تشكيل الحكومة ضمن هذه الرسائل.
وتخلص المصادر إلى أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة ومفصلية، ولكن بات جلياً أن لا حكومة إلا من خلال اللحظة الإقليمية والدولية المؤاتية، على غرار زيارة دمشق واللقاء الرباعي في عمّان، في وقت أن القلق بدأ يرتفع منسوبه على خلفية تصفية الحسابات السياسية التي انطلقت من خطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، إلى توقّعات بأن يتفاعل هذا التصعيد من قوى أخرى، في حين أن العهد وتياره استعادا زمام المبادرة بهجوم معاكس حيث مرّت زيارة سوريا بأقل أضرار ممكنة، وغابت المواقف من مرجعيات كانت تُصنّف بأقطاب قوى 14 آذار عن التعليق عليها، ما يدلّ على أن الجميع قرأ الموقف الأميركي بشكل صحيح، وكان صمتهم سيد الموقف.
تم نسخ الرابط