إختر من الأقسام
آخر الأخبار
'صيدا تواجه' تعثرت وربما فشلت عند اول مواجهة.. ان لم يكن غير ذلك؟!
'صيدا تواجه' تعثرت وربما فشلت عند اول مواجهة.. ان لم يكن غير ذلك؟!
المصدر : محمد صالح - الاتجاه
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ آب ٢٠٢٤

بتاريخ الثلاثاء 2 آب 2022 ولدت في عاصمة الجنوب صيدا مبادرة وطنية صيداوية محلية جامعة اختير لها عنوان "صيدا تواجه" تهدف بالدرجة الاولى معالجة القضايا المعيشية والحياتية والتخفيف من وطأةِ الأزماتِ عن الناس وتنظيم اوضاع صيدا وضبط الفلتان في كافة القطاعات في المدينة ومحيطها .

وقد انطلقت "صيدا تواجه" بلقاء موسع عقد في قاعة بلدية صيدا الكبرى وشاركت فيه فعاليات المدينة النيابية والسياسية والدينية والقوى الشعبية وهيئات المجتمع المدني والمؤسسات الاجتماعية والصحية والانمائية وممثلين عن مختلف القطاعات في المدينة.

المبادرة في اساس انطلاقتها من الالف الى الياء كانت بدافع من الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور اسامة سعد وايدتها وسارت في مضمونها وباركتها كافة فعاليات المدينة وهيئاتها على كافة المستويات دون اي استثناء .

والجميع يذكر ما حصل خلال الاعلان عن ولادة المبادرة من مشادة كلامية على الهواء مباشرة ولا داعي لاعادة سرد تفاصيلها .. ومع ذلك اكملت "صيدا تواجه" مسيرة انطلاقتها وولدت مكتملة بالاتفاق على امانة السر فيها مع اللجان الشعبية واللجان المختصة المعنية بسير العمل في الاحياء في كافة القطاعات الحيوية والانمائية وخاصة قطاع المولدات.

لكن بالعودة الى تفاصيل ولادة "صيدا تواجه" فإن هناك من شبّه المبادرة ولو من خلف الكواليس وبعيدا من الاعلام وفي الحلقات الضيقة ب"الادارة المدنية" او "الادارة الذاتية" لصيدا .. علما ان النائب سعد في كل لقاءاته ومواقفه كان يؤكد على "اننا لسنا بديلا عن الدولة وليس بامكاننا ان نحل محلها انما همنا مساعدة الناس ووضع حد لاستغلالهم وابتزازهم". اضافة الى التنسيق الكامل مع القضاء والاجهزة الامنية وبلدية صيدا .

... في مطلق الاحوال فإن أي متابع مخضرم للعمل الشعبي ولمسألة "اللجان الشعبية" في الاحياء والقطاعات يستدل بوضوح ان اول عيب في هذه المبادرة كونها "فضفاضة" زيادة عن اللزوم ؟.. وفي ذلك ضياع للأهداف وتعدد للمسؤوليات وتوزيع للصلاحيات وهدر للوقت ! .

كما ان البعض من القوى والهيئات والمؤسسات ربما جاءت مشاركتهم في "المبادرة" اما في اطار "حجز مقعد" في هذا اللقاء الجامع الموسع للمدينة .. او من باب "الشريك المضارب" اي بالمعني البلدي لهذا المثل الشعبي "شريك بالربح لا اكثر ولا اقل وليس شريكا بالخسارة" والمضمون واضح والدلائل كثيرة في الماضي والحاضر !!!.

ومع ان العمل الشعبي الجماعي المنظم لمدينة او لمنطقة كصيدا وضواحيها دليل نضوج ووعي سياسي يصب في خانة المواجهة المجتمعية العامة للاوضاع الحياتية والمعيشية للناس ... اذا كان فيه تخلّي عن "الانانيات" وعن "الذات" و"حسابات الزواريب".. وصادر من "قلب واحد ورؤية موحدة وهدف واضح المعالم "!...

ولكن هل ما حصل في صيدا منذ ما بعد انطلاقة مبادرة "صيدا تواجه" بتاريخ 2 آب الجاري كان على قدر الطموح والآمال المعقودة ؟؟..

في هذا السياق هناك من يشدد على المبادرة لم تكن ابدا على قدر الطموح والآمال المعقودة والشواهد كثيرة : في اول مواجهه ميدانية واستحقاق على الارض مع احد اصحاب المولدات في منطقة الهلالية شرق صيدا بتاريخ 9 آب الجاري .. قد تأكد المؤكد حيث اصيبت "صيدا تواجه" بالتعثر او الفشل ان لم يكن غير ذلك بكثير من "تعبير" او "مفردات"!! خاصة ان هذه المواجهه تخللها اطلاق نار كانت نتيجته اربعة جرحى ..

هذا الحادث وضع النقاط على الحروف حيث بقيت اللجنة الشعبية المكلفة متابعة ملف اصحاب المولدات" في "التنظيم الشعبي الناصري" وحدها في الميدان .. وساد "الصمت" جميع الفعاليات والقوى ولم يصدر عن اية جهة اي بيان على الاطلاق حتى تاريخه ؟..

وزاد في ضبابية مشهد "صيدا تواجه" وتعثرها البيان الصادر عن بلدية صيدا في ذات التاريخ 9 آب تعليقا على حادث اطلاق النار في الهلالية ؟..

وابلغ امتعاض من هذا المشهد "التغريدة" الاخيرة للنائب الدكتور اسامة سعد والتي جاء في مضمونها "إذعان أو قطع ..كان ذلك تعسف كارتيل المولدات بحق الناس… بذلنا جهوداً لم تخلُ من توترات، بقيت الاطماع وبقيت المرجعيات صامتة"!.

واخيرا البيان الصادر عن "تجمع علّ صوتك" الذي ساهم بتعثر اضافي للمبادرة وذلك بإعلانه "الانسحاب من امانة سر "صيدا تواجه" مع "التمني لقوى السلطات المختلفة الحاضرة في امانة السر التوفيق في ايجاد الحلول المناسبة لمشكلات المدينة ومنطقتها"...

وتابع البيان " من جهتنا سنعمل مع قوى المجتمع المدني الصيداوي على وضع الدراسات والحلول المناسبة للأزمات التي تعصف بالمدينة ، وطرح المشاريع التنموية التي تليق بالمدينة واهلها".

واشار البيان الى التالي : عندما أعلن النائب الدكتور أسامة سعد مبادرته لتشكيل لجان تهتم بمشكلات المدينة، ابدينا مخاوفنا وهواجسنا من امكانية تفريغ المبادرة من مضمونها بسبب الالية التي طرحها النائب سعد ، اذ لا يعقل ان تتابع المبادرة قوى كانت السبب في توليد وتراكم مشكلات المدينة طيلة ربع قرن في مختلف المجالات .

كما ان بيان "علّ صوتك" لفت الى : كانت الدهشة الكبرى بالنسبة لنا بان امانة السر لم تعلن اي موقف من المشكلة التي حصلت بين النائب سعد ومافيا المولدات، مما يطرح التساؤل حول دور اللجنة وتجانسها، وموقفها الموحد من ازمات المدينة.

من جهته إعتبر الدكتور عبد الرحمن البزري أن الحديث عن فشل مبادرة صيدا تواجه سابق لأوانه، وأن هذه المبادرة التي أطلقت من أجل حماية مصالح الأهالي والمواطنين في مدينة صيدا، والتي تضافرت حولها مختلف القوى السياسية والأهلية والمجتمعية الصيداوية يجب أن تستمر ويكتب لها النجاح على الرغم من بعض التحديات التي تواجه مبادرات شبيهة .

وأضاف البزري إن ما حصل في ملف الكهرباء لناحية عدم إلتزام أصحاب المولدات في التسعيرة المتفق عليها بين لجنة الشفافية التي تضم مختلف المكونات السياسية وممثليها في المدينة وبين المدعي العام في الجنوب القاضي رمضان يجب متابعته بدقة وحزم من أجل تثبيت التسعيرة المتفق عليها، وإرغام أصحاب المولدات الكهربائية على التقيّد بها لأنها مبنية على أسس علمية واضحة وتأخذ بعين الحسبان مصالح المواطنين وحقوقهم وكذلك قدرة أصحاب المولدات على الإستمرار بالعمل.

وختم البزري مشدداً على أنه لا يجوز لأي من القوى الصيداوية الفاعلة سياسياً، ومجتمعياً، وأهلياً في المدينة التنصّل من العمل المشترك الذي هو الأساس في حماية المدينة وأمنها الإجتماعي والصحي والغذائي في زمن إنهيار الدولة ومؤسساتها، وفي زمن غياب أفق واضح لأي حلول سياسية أو إقتصادية قريبة.


عودة الى الصفحة الرئيسية