اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

بالصور: اكتشاف مدفن اثري في صيدا لمحاربين من القرن 19 قبل الميلاد

صيدا اون لاين
كشفت التنقيبات الجارية في موقع "الفرير" الاثري، الكائن في محلة "الشاكرية" في مدينة صيدا، هذا العام، عن مدفن محفوظ بطريقة جيدة جدا يعود لمحاربين دفنا منذ القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ليبلغ العدد المدافن المكتشفة في الموقع الاثري ذاته نحو 171.

وقالت رئيسة بعثة المتحف البريطاني المشرفة على اعمال التنقيب في موقع الفرير الأثري في صيدا الدكتورة كلود ضومط سرحال، ان هذا المدفن يحتوي على رجلين محاربين دفنا على جانبيهما الأيمن ويعود تاريخه الى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ذلك إن السلاح الموجود في المدفن عبارة عن خنجر بثلاثة مسامير، بينما تم وضع حزام برونزي بعناية بالقرب من الهيكل العظمي، وقد زيّن بدوائر متحدة المركز ومتصلة ببعضها على الجهة الخلفية بسنارتين مقوستين تستخدمان كقفل، كما وضعت بالقرب من القدمين بقايا عظام حيوانية (أغنام وماعز) لمرافقة المتوفي في العالم الآخر.

واضافت: لم يستعمل هذا الخنجر البرونزي كأداة عسكرية، بل على الأرجح إتخذ كرمز مرتبط بالوضع الإجتماعي للنخبة التي ينتمي إليها المتوفي، من الواضح أن مثل هذه المدافن كانت تمجد الأعمال البطولية لهؤلاء المحاربين، وهي ظاهرة تشهد عليها بداية الألفية الثانية قبل الميلاد. وإن وجود الحزام والخنجر جنباً الى جنب مع جميع القطع الأثرية الأخرى المكتشفة على مر السنين سيتم عرضها في الطابق الأول في متحف صيدا، في حين يحتوي الطابق الارضي على زيارة للموقع.

يذكر ان تنقيبات هذا العام قبل اشهر، كشفت عن وجود بقايا 25 هيكلا عظميا وتبين أنهم جنود صليبيون قتلوا خلال معركة في القرن الثالث عشر، بعدما تمكن فريق من الباحثين من معهد "ويلكوم سانجر" بريطانيا" من استخلاص الجينوم الكامل من الحمض النووي لتسعة بقايا هياكل عظمية وتحليل بصمتهم الوراثية بمقارنتها بآلاف العينات من جميع أنحاء العالم، فاكتشفوا أن ثلاثة من الجنود التسعة كانوا اوروبيين، أربعة كانوا لبنانيين وشخصين كانا خليطا من الاوروبيين والسكان المحليين.

حفرية الفرير

وتعتبر حفرية "الفرير" في صيدا، من اهم من الاكتشافات الاثرية في لبنان، نظرا للترابط الزمني والتاريخي في تسلسلها، ناهيك عن حجم المكتشفات الضخمة التي ظهرت فيها منذ بدء التنقيب قبل 21 عاما والتي تدل على اهمية مدينة صيدا وحضارتها الضاربة في جذور التاريخ.

وخلال السنوات الماضية من أعمال التنقيب، أظهرت نتائج الدراسات العلمية التي أجريت على عينات رفات عثر عليها لسكان في صيدا خلال العصر البرونزي، انها من أصولها كنعانية، حيث أكدت على ثلاث ثوابت، اولاها: ان صيدا مدينة كنعانية بإمتياز وأن سكان هذه المنطقة لم يتركوا أرضهم أبدا، ثانيها: فتحت الباب على مصراعيه أمام التوغل اكثر في سبر اغوار تاريخ صيدا، والبحث عن الحلقة المفقودة واسرارها بين الحقبة الكنعانية والفينيقية، وثالثها: ان هذه الحفرية نادرة الوجود على الساحل اللبناني والمتوسط وقد تعيد ربطها المفقود رغم الصعوبة البالغة اذ لا يوجد اي شيء مكتوب يؤرخ لها.
تم نسخ الرابط