إختر من الأقسام
آخر الأخبار
'أبو العبد' أحد وجوه الحراك الذي عانى الفقر ويعيش في شبه منزل يروي قصته: الرجال بأفعالها وحلمي السكن في بيت مشابه لبيوت السياسيين!
'أبو العبد' أحد وجوه الحراك الذي عانى الفقر ويعيش في شبه منزل يروي قصته: الرجال بأفعالها وحلمي السكن في بيت مشابه لبيوت السياسيين!
المصدر : أسرار شبارو - النهار
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ كانون ثاني ٢٠٢٤

وجه طفولي استطاع إثبات نفسه كواحد من أبرز وجوه الثورة، مؤكداً أنّ عمر الإنسان ليس مقياساً للرجولة، فالرجال بأفعالهم وليس بسنوات عمرهم... هو أبو العبد الذي لفت أنظار اللبنانيين بعفويته، بعد مقطع فيديو تداول له كان السبب في شهرته استنكر خلاله ما يقوم به بعض الثوار من رقص وغناء، متحدثاً عن سبب مشاركته في التحرّكات والفقر الذي يعانيه.

معاناة تطول

انخرط عبد الرحمن الحجي الملقب بأبو العبد بالثورة، ومن منطقة إلى أخرى أصبح يتنقل، حيث ينتظره المتظاهرون بحرارة، يستقبلونه كبطل، يحملونه على الاكتاف، ليلقي عليهم كلماته الحماسية التي ينقلها مباشر على صفحته في "فايسبوك" حيث يتبعه عدد كبير من رواد موقع التواصل الاجتماعي. ليس من فراغ يبدو حديث أبو العبد كالرجال، بل من دروس حياة جارت عليه وهو في عمر السبع سنوات، بعدما سجن والده، تاركاً خلفه 11 ولداً يواجهون بمفردهم غدر الزمن. طردوا من منزلهم لعدم تمكن والدتهم من دفع الايجار، تشردوا بين مدرسة داخلية ومنزل جدهم، في حين لم يجد أبو العبد سوى سيارات الزبائن التي كان يعمل على تنظيفها للنوم داخلها. كم هو مرعب وصعب ان لا يجد طفل سقفاً يحميه وحضناً يعطف عليه سوى مركبة في الطريق. وبحسب ما قاله لـ"النهار": "الرجال بأفعالهم لا بعُمرهم، كنت أعمل لأجني المال لوالدتي، كانت همي الأول، لم أكن أريدها أن تحتاج شيئاً". وأضاف: "الفقر مؤلم، وأنا تذوقته بجرعات قاتلة، ومع ذلك صمدت لأجد في الثورة باباً للتغيير، لذلك نزلت على الأرض منذ اليوم لأطالب بحقي وحق جميع اللبنانيين بوطن يؤمن لشعبه العيش الكريم، لذلك نريد إسقاط كل الطبقة الفاسدة التي ظلمتنا وسرقتنا".

حلم بسيط

في شبه منزل يسكن أبو العبد في مسقطه القبّة – طرابلس، الفقر ينهش كل زوايا من زوايا المكان، لا سرير ينام عليه كما باقي الأولاد، الجدران تآكلت من الرطوبة، لا أثاث ولا أداوت مطبخ ولا شيء، سقف خشبي لا يقي لا من برودة ولا من حرارة الشمس، لذلك كما قال: "حلمي أن أسكن في بيت مشابه لبيوت السياسيين، وهذا أقل حقوق المواطنين" وأضاف: "من أموالنا يعيشون في أجمل البيوت، يعلمون أولادهم في أفضل المدارس والجامعات ونحن نضطر للعمل لكي نؤمن قوت يومنا، بعد أن أصبح العلم بالنسبة لنا حلماً صعب المنال"، في حين قال والده عبد القادر لـ"النهار": "سنوات سجنت ظلماً، تشّرد خلالها أولادي على الطرق، ذاقوا علقم الحياة، وبعد خروجي من خلف القضبان، استأجرت غرفتين، حضنت قسماً من أولادي ليبقى ثلاثة منهم في المدرسة الداخلية، ولم أتمكن حتى الآن من العثور على عمل، فحالي كما معظم اللبنانيين الذين يعانون من البطالة ومن وضع اقتصادي متردٍ، فقد وصل بي الأمر إلى أن أتمنى الموت على هكذا وضع".

لن يتراجع أبو العبد عن المطالبة بحقوقه في الشارع، ولحين الوصول إلى الأهداف التي نزل من أجلها الثوار، يمكن مساعدة عائلة الحجي عبر الاتصال على رقم الوالد: 81243987.

عرض الصور


عودة الى الصفحة الرئيسية