إختر من الأقسام
آخر الأخبار
ما قصة التقرير السري الألماني الذي تنبأ بوباء عالمي؟
ما قصة التقرير السري الألماني الذي تنبأ بوباء عالمي؟
المصدر : عربي 21
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ أذار ٢٠٢٤

نشر موقع "كوركتيف" الألماني تقريرا سلط من خلاله الضوء على الجدل الذي أثير في ألمانيا بشأن ظهور وثيقة حكومية تعود لسنة 2012 تتحدث عن ظهور فيروس في آسيا وانتقاله إلى أوروبا وتسببه في أزمة صحية واقتصادية حادة.

وقال الموقع، إن الكاتب واليوتيوبر الشهير هايكو شرانغ أثار ضجة بعد أن نشر مقالا يدعي فيه وجود مخطط سري للحكومة الألمانية منذ سنة 2012 يتعلق بانتشار فيروس كورونا المستجد. وقد اعتبر هذا الكاتب أن هذه الوثيقة الصادمة تصف الوباء الحالي بشكل دقيق.

وأوضح الموقع أن تحليل هايكو شرانغ لمحتوى هذه الوثيقة كان مضللا، علما بأنها احتوت بالفعل على تقييم للمخاطر أجرته الحكومة الفدرالية الألمانية حول فرضية تفشي وباء افتراضي أطلقت عليه تسمية "مودي سارس".

لكن هذه الوثيقة ليست مخططا سريا كما ادعى هذا الكاتب، وإنما هي تقرير متاح لعامة المواطنين نشرته الوكالة الفدرالية للحماية المدنية ومجابهة الكوارث كنموذج للتوقي من فرضية اندلاع وباء في ألمانيا.

وأضاف الموقع أن تقرير الحكومة الفيدرالية حول تقييم المخاطر والحماية المدنية لسنة 2012، تم تقديمه للبرلمان الاتحادي ونشر في الثالث من كانون الثاني 2013.

ويتضمن هذا التقرير اثنين من السيناريوهات، يتعلق الأول بفيضان ناتج عن الذوبان السريع للثلوج، بينما يتمحور الثاني حول تفشي وباء ناجم عن فيروس أطلقت عليه تسمية "مودي سارس".

وكانت مؤسسة روبرت كوخ لدراسات الصحة العامة هي التي عملت على دراسة السيناريو الثاني وذلك بالتعاون مع وكالات فيدرالية أخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا السيناريو يتمحور حول وباء خارج عن المألوف سببه انتشار مرض جديد، وقد تمت عملية المحاكاة بالاعتماد على فيروس سارس، الذي تم اكتشافه للمرة الأولى في شباط 2003.

ونقل الموقع عن المتحدثة باسم الوكالة الفدرالية للحماية المدنية ومجابهة الكوارث، أورسولا فوكس، قولها إن "تحليل المخاطر الذي تم إصداره يستخدم كمقاربة وقائية لمجابهة المخاطر المحتملة على الصعيد الوطني، ودراسة تأثيراتها المحتملة على الناس وحياتهم اليومية والأمن والنظام العام.

ويمكن الاستناد إلى نتائج هذه الدراسة للحصول على معلومات واتخاذ قرارات مبنية على مخططات وقائية ودفاعية مسبقة".

وأشار الموقع إلى أن هذا النوع من التقارير يصدر بشكل دوري في ألمانيا منذ سنة 2012. وإلى جانب محاكاة فرضية تفشي فيروس خطير، كان التقرير الصادر سنة 2013 يحاكي فرضية حدوث عاصفة ثلجية، وفي سنة 2014 حدوث مد بحري هائل، وفي سنة 2018 حدوث جفاف.

وكل هذه التقارير متاحة لمن يريد الاطلاع عليها على موقع الوكالة الفدرالية للحماية المدنية ومجابهة الكوارث.

وحسب المتحدثة باسم الوكالة الفدرالية، فإن هذه السيناريوهات كانت تبحث في أسوأ الاحتمالات الممكنة، أو ما يعرف على الصعيد الدولي بعبارة "أسوأ حالة ممكنة".

نشرت صحيفة "راينيشه بوست" الألمانية تقريرا حول نفس الموضوع، ذكرت فيه أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أقرت بأن السياسيين في البداية لم يأخذوا فيروس كورونا بالجدية الكافية، رغم وجود تقرير تقييم المخاطر الذي يحاكي هذه الفرضية والذي صدر عن مؤسسة روبرت كوخ الألمانية في سنة 2012، وتحقق جزء منه الآن.

ونوهت الصحيفة بأن هذا التقرير جمع المخاطر والإجراءات التي يجب اتخاذها في حال حدوث وباء غير مألوف، يبدأ في آسيا - حيث ينتقل الفيروس من حيوان بري إلى الإنسان في الأسواق - ولا يتم تقييم الخطر الناجم عن هذا المرض إلا بعد أسابيع، حين يكون قد وصل إلى ألمانيا.

وذكرت الصحيفة أن هذا التقرير يشير أيضا إلى أن فترة حضانة الفيروس تتراوح في الغالب بين ثلاثة وخمسة أيام، إلا أنها قد تكون أيضا بين يومين و14 يوما.

وتحدث العدوى عبر قطرات سوائل الجسم. وتتمثل الأعراض في الحمى والسعال الجاف وضيق التنفس والقشعريرة وصداع في الرأس. كما يذكر هذا التقرير أن الوباء المفترض لن يكون خطيرا على الأطفال والمراهقين الذين سيتجاوزونه بسرعة، فيما يعاني منه كبار السن.

وأفادت الصحيفة بأن التقرير ينبه إلى أنه في صورة تحقق هذا السيناريو، فإن الإجراءات المتخذة لن تقتصر على الانتباه لمعايير النظافة الشخصية وارتداء الملابس الواقية فحسب، بل يجب أن تمتد أيضا إلى إجراءات العزل والحجر الصحي للمرضى والمشتبه بحملهم للعدوى، إلى جانب غلق المدارس وإلغاء الفعاليات الكبرى والحد من حركة الطيران.

أما التوصل للتلقيح لهذا المرض فهو أمر يستغرق ثلاث سنوات، بعد أن تمر ثلاث موجات من المرض.

لقد أثار هذا التقرير صدمة لدى من اطلعوا عليه في سنة 2020، باعتبار أنه يعود لسنة 2012. وقد ارتكز حينها على فرضية كانت مبنية على معطيات واقعية، مثل افتراض ظهور فيروس "مودي سارس" مشابه لفيروس سارس الذي كان معروفا حينها.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من كل النصائح التي تلقاها السياسيون من الخبراء، وعلى الرغم من التطورات اللافتة التي حدثت في الصين خلال الفترة الماضية، إلا أن السياسيين في أوروبا قللوا من خطورة فيروس كورونا في البداية، وهو ما أقرت به رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي بقولها: "هل هذا ممكن فعلا؟ لقد أخطأنا في توقعاتنا، على الرغم من أننا كنا نشاهد بأعيننا الدروس المستخلصة من الصين وإيطاليا، وحصل السياسيون على المشورة من المؤسسات البحثية".


عودة الى الصفحة الرئيسية