إختر من الأقسام
آخر الأخبار
الدكتور عبد الرحمن البزري يشرح شروط العودة الصحية الآمنة للبنانيين من الخارج
الدكتور عبد الرحمن البزري يشرح  شروط العودة الصحية الآمنة للبنانيين من الخارج
المصدر : النهار
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٩ أذار ٢٠٢٤

مع تصاعد المواقف واحتدامها، يتوجّه مجلس الوزراء إلى الاستجابة إلى اللبنانيين المطالبين بالعودة من الخارج وفق آلية من المتوقع أن تتضح الثلثاء المقبل. وهنا يدور السؤال حول الشروط الصحيّة المرافقة، علماً أنّ قدومهم اذا لم يترافق مع خطة صحية محكمة قد ينعكس سلباً على عائلاتهم ومحيطهم. لا شيء يضمن عدم نقلهم العدوى للداخل إلّا إذا اتّخذت الدولة أقصى التدابير الطبيّة لتفادي الكارثة الأكبر. وقد بدأت في اليومين الماضيين تخرج الى العلن، تسميات مراكز منتقاة لحجر العائدين.

ولمعرفة شروط العودة الصحية الآمنة، تحدثنا الى البروفسور الاختصاصي في الأمراض الجرثومية عبدالرحمن البزري، وهو أيضاً عضو في اللجنة الوطنية للأمراض المعدية.

يرى البزري أنّ لكلّ لبناني في زمن الشدّة والأزمة الحقّ بالعودة إلى بلده؛ لكنّ المشكلة الأساسيّة اليوم تكمن في الأعداد وفي تحديد الأوضاع الصحيّة لكلّ الراغبين في العودة. وهنا، يشير البزري إلى الخطوات التي يجب اتّباعها لكي يكون وصول الوافدين آمناً لهم ولذويهم.وعلى السفارات أن تقوم بتسجيل من يرغب بالرجوع وأن تستقصي المعلومات عن كلّ فرد: عمره، وضعه الصحي، المكان الذي يقيم فيه لمعرفة مدى تعرّضه للفيروس.

ويعتبر البزري أنّ "التعبئة العامّة" التي ستستمرّ حتّى منتصف شهر نيسان ستمكّن المعنيين من تقدير الملحق البياني ونمط انتشار الوباء. إذا لامست نسبة الإصابات الحدّ الأقصى وبدأت تنخفض، عندها، يمكن للدولة التفكير بإعادة أبنائها شرط أن تكون العودة منظّمة ووفق خطّة بحيث لا تصل إلّا طائرة أو اثنتين في اليوم الواحد، وذلك على مدى ثلاثة أيّام في الأسبوع. "منطقيّاً، لا يجب أن يأتي الجميع دفعة واحدة بل على دفعات. تُدرَس الأولويّات من حيث الإصابة بالأمراض، التقدّم بالسنّ، نسبة انتشار الوباء في مكان الإقامة وعدم توفّر الطبابة،... وقد يكون من الحكمة أن يمكث بعضهم حيث هم".

يشرح البزري: "قبل أنّ يستقلّ الركّاب الطائرة، يجب أن يخضعوا لفحص دقيق، وقبل ترجّلهم منها يلاقيهم طاقم طبّي تابع لوزارة الصحّة، مهمّته فرزهم إلى فئتين. الأولى تضمّ المصابين فينقلوا إلى المستشفيات؛ الثانية تشمل الذين لا تبدو عليهم عوارض الإصابة بكورونا ويتمّ عزلهم في أماكن حجر محدّدة دون الإختلاط بعائلاتهم".

فما هي ميزات الأماكن التي ستقيمها الدولة للحجر على الوافدين الذين لا يستوجبون المتابعة في المستشفيات وهل سيخضع جميع القادمين لفحص الـPCR، علماً أن دولاً كثيرة يتواجدون فيها ترفض اجراء هذا الفحص لهم قبل مغادرتهم؟

حسب البزري، "هذا الموضوع لم يبحث بعد مع اللجنة العلميّة. وقد تسرّب له من دون تبليغ رسمي أنّ التوجّه العام يميل لفحص العائدين قبل مجيئهم، غير أنّ نوعيّة الفحص غير معلومة حتّى الآن. ويضيف: "سنعرض ضمن اللجنة الطريقة الأفضل لمواكبة الوافدين. كما أن فكرة الحجر في المراكز تم اقتراحها منذ بداية مشكلة الصين لكن الحكومة لم تكن تملك القدرة ولا الرغبة. أمّا الآن فيبدو أنّها أصبحت لها الحاجة والقدرة والرغبة". انتقاء مركز الحجر ومراقبة المحجورين مهمّان جدّاً لتفادي العدوى "ويجب التأكّد من عدم التواصل بينهم كي لا يصيبنا ما أصاب ركّاب الباخرة اليابانية".

ويقول: بما أنّ الدولة اتخذت قرار احضارهم، فعليها أن تؤمّن لهم مراكز للحجر وفق الشروط الآتية:

- غرفة خاصّة لكلّ محجور

- حمّام داخل الغرفة

- باب مقفل

- نافذة

- خدمة إلى مدخل الغرفة

- جمع النفايات بطريقة سليمة وصحيّة والتعامل معها كأنها نفايات استشفائية

ويشدّد البزري على ضرورة مواكبة الممرّضين من قبل قوى أمنيّة لفرض النظام المتّبع داخل مركز الحجر لئلّا يتحوّل إلى بؤرة وباء "القدرة على التطبيق هي الأهمّ". ويستطرد: "تقوم الدولة بالكشف في مناطق عديدة على مبانٍ وفنادق لتأهيلها وترتيبها".

وعندما سألناه عن وضعيّة الركّاب داخل الطائرة والمسافة الفاصلة بينهم خصوصاً أنّ عدداً منهم قد يكون ناقلاً للفيروس، أجاب أنّ كلفة هكذا إجراء ستكون كبيرة فبدل أن تحمل الطائرة على سبيل المثال في رحلة واحدة 150 راكباً، ستقلّ 50 أو 40. لهذا السبب يقترح تعقيم الطائرة قبل الصعود ومنع التواصل بين المسافرين وفرض ارتداء قفازات وثياب واقية.

في المحصلة، يرى البزري أنّ موضوع عودة اللبنانيين قرار سياسي بامتياز تتخذه الدولة، "يخطىء من يجيب عن هذه المسألة بنعم أو لا على "العميانة" بتسرّع، ويجب درس المعطيات والاحتمالات وتقدير السلبيات".

وعن نظرته الى السجال السياسي الدائر حاليّاً، يرى أنّ التَروّي في موضوع العودة إلى حين ترتيب شروط القدوم قرار جيّد لكن "أغلبية السياسيين يزايدون وغالباً ما يبنون مواقفهم على مقاييس غير علميّة. للأسف، كورونا أتى لتضيع الثورة التي قامت في البلد فأخّرتها، وعادت الطبقة السياسية نفسها للتحكّم بالأجندات".


عودة الى الصفحة الرئيسية