اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

كنائس صيدا أحيت عيد الفصح المجيد من دون مؤمنين والعظات ركزت على معاني تضحية وقيامة يسوع المسيح وتجسد هذه المعاني في التضحية لإنقاذ الاخرين في مواجهة كورونا !!

صيدا اون لاين
أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في مدينة صيدا عيد الفصح المجيد فيما فرضت اجراءات الوقاية من فيروس كورونا خلو كنيستي الموارنة والكاثوليك من المؤمنين الذين تابعوا القداديس عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصلاة من منازلهم ..

العمار
ففي مطرانية مار الياس للموارنة عند البوابة الفوقا ترأس المطران مارون العمار قداس الفصح من دون مؤمنين يعاونه عدد من الآباء والكهنة وبعد الإنجيل المقدس ألقى العمار عظة تناول فيها معاني العيد وقيامة يسوع المسيح لافتا الى ان معاني تضحية يسوع نراها اليوم تتجسد في الطاقم الطبي الذين يضحون على طريقتهم لأجل ان يحيا الاخرون وقال :
اليوم في هذه الأيام التي نعيشها اذا حاولنا ان نبحث عن نور يسوع المسيح نلاحظ ان نور يسوع المسيح يتجسد في هذه الأيام واعني فيه التضحية في سبيل الاخرين حتى الموت والقيامة هذا النور يتجسد في الكثير الكثير من الاشخاص الذين يضحون بحياتهم بطريقة او بأخرى كي يحيا الآخرون واعني بهم الأطباء والممرضين والمسعفين والعلماء الذين يعملون حتى يجدوا حلًا لهذا الوباء وكل السياسيين الذين يعملون بإيمان من خلال مركزهم السياسي ليسيطروا على هذا الوباء ، هم كل الاشخاص المعزولين في بيوتهم اليوم عن قناعة انهم يضحون بالكثير حتى ينقذوا أنفسهم وينقذوا أيضا الاخرين.

وتابع : كل نية انقاذ للذات وللآخر نعيشها.. كل نية مساعدة لانسان مريض .. كل عمل مساعدة نقوم به أينما كان وكيفما كان يشترك بعمل سيدنا يسوع المسيح الذي ضحى لأجلنا كي نحيا وهؤلاء الاشخاص يضحون بطريقتهم كي يحيا الآخرون..

حداد
وفي مطرانية مار نقولا للروم الكاثوليك تراس المطران ايلي حداد قداس الفصح من دون مؤمنين وبعد الإنجيل ألقى عظة تناول فيها معاني الفصح وقيامة يسوع المسيح حيث اعتبر ان العالم اليوم في ظل كورونا عائلة كبرى انتفت فيه الطبقات والفوارق وقال :

فلنعيّد هذا العام سر المحبة الفصحية في بيوتنا انها الليتيرجيا البيتية في الكنيسة الاساس اي العائلة ان يسوع يريد ان يبارك عائلاتنا هذا العام أتى ليزورنا في الواقع لانه رأى ان زياراتنا له شحّت في أماكن عديدة من العالم ، وهذا العام هو اول مناسبة منذ عقود طويلة يعيش العالم بأسره ظرفًا موحدًا في هذا الوباء لنخرج من خوفنا بعد أخذ الاحتياطات اللازمة ونجعل من هذا الحدث فصحا بيتيا يحدد علاقتنا بالخالق فالعالم كله اليوم هو عائلة كبرى حيث انتفت الطبقات والفوارق فكلنا خائفون ويعوزنا مجد الله وها هو المسيح قد دحرج الحجر عن باب القبر وانتصر..

وتابع : نتأمل في فصح "الكورونا" ونفهم ما يريد الله أن يمنحنا لنفهمه. بين فصح من دون الفيروس وفصح معه أرى الرسالة واضحة: أيها الإنسان عد إلى إنسانيتك. إنك على صورة الله خُلقت.

لقد فعلت كورونا فعلتها وتكاد تتم شوطها لترحل بالتأكيد لكن مفاعيلها ستبقى. لقد ساهمت في أن نعيّد الفصح نظيفا هذا العام. لأن الذين يتولون قيادة العالم لوّثوا بنتاجهم بقعا يعيشها فقراء. ملأوا بطونهم وشبعوا بينما العديد من أفواه لا يصلها الطعام بانتظام وربما لا يصلها البتة.

واضاف : أوضحت كورونا أن مجتمعنا مؤلف من أفراد ينتمون إلى عائلة وفيها الصغار والأهل والكبار في السن. أعادتنا إلى بعضنا. وربما وضعتنا للمرة الأولى في الوجه إلى وجه لنتحاور ونتحاب ونجد حلولا لاختلافاتنا وحتى لخلافاتنا. ثم لنشكر الله على البيئة البيتية. إنها دعوة واضحة لمن لم يبنِ عائلة شرعية بعد أن يُقدم على هذه الخطوة ليعيش خبرة الفرح البيتي.

أفهَمتِ الكورونا الإنسان أنه ليس إله ولا يحكم العالم بل هناك إله يحكمه. إرتبك الرؤساء إذ لم يعد الأمر لهم للحظات. يتباهون بالتكنولوجيا وإذا بالتكنولوجيا عينها ترتبك لأنها صُنعت لتسيطر لا لتحمي. قلَبَ هذا الفيروس المقاييس فلن يبق النظام العالمي كما كان لأن الوقت وقت انتباه للآخر للأخ الضعيف. يدعونا الفيروس إلى المحبة فهلّا وعيتَ يا إنسان.

تعالوا نتطلع إلى واقعنا اللبناني. فكورونا أخّرت الأزمة اللبنانية وحسنا فعلت. وكم أرجو أن نكون قد تعلمنا الكثير من هذا الفيروس المدرسة الذي وضع الكبار والأغنياء وأصحاب النفوذ والسلطة أمام واقع جديد أن ليسوا هم حكام هذا الدهر. وربّ سائل لأصحاب الثروات: "هذا الذي أعددتموه لمن يكون؟".

تعالوا يا إخوة نتعاطى بدون طبقية وبدون استغلال للشعب وأموالهم. تعالوا نخرج من هذه الأزمة الاقتصادية بتعاون دون أن نرمي الكرة كلّ في ملعب الآخر. فالكل مسؤول عما وصلنا. الكبار لأنهم لم يشبعوا والصغار لأنهم انتخبوا الكبار وصفقوا لهم طويلا. الجميع وقع في الغلط وعلى الجميع تصحيح المسار.

وختم : كم نتمنى من الحكومة إعطاءنا التوضيحات اللازمة للناس المودعين أموالهم وثقتهم في مهب الريح. فنحن اليوم بحاجة إلى حوار إيجابي وبنّاء مع الدولة لفهم خطتها المالية والاقتصادية. تعالوا أخيرا نبني لبنان بالحوار لأننا بدون لبنان فكلنا غارقون.
تم نسخ الرابط