اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

المفتي سوسان وجه كلمة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك: لماذا القفز فوق صيدا في الزيارات الرسمية والتأخير بتهيئة مستشفاها الحكومي!

صيدا اون لاين
لمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك توجه مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان بكلمة بالمناسبة تناول فيها معاني وفضائل الشهر المبارك . .

وجاء في كلمة المفتي سوسان بالمناسبة :

"بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

في البداية أتوجه الى أهل صيدا بشكل خاص والى كل اللبنانيين بشكل عام والى كل المسلمين بشكل أعم ، بالتهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك ، هذا الشهر العظيم الكريم ، شهر العبادات والطاعات ، شهر التوبة والصيام والصلاة والقيام ، شهر مضاعفة الحسنات ومحو السيئات .

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتاكم رمضان سيد الشهور فمرحباً به وأهلاً". ويقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " أتاكم شهر رمضان ، شهر بركة فيه خير ، يخشاكم الله فيه ، فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر الله الى تنافسكم ويباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل ".

ويقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) " شهر رمضان المبارك ، شهر الجود والاحسان والمواساة والرحمة والعطاء والانفاق والصدقات وتعويد النفس على الخلق القويم ، شهر البر والزكاة والعطاء ، هو موسم عظيم للصدقة وايصال البر الى الفقراء والمساكين كما انه فرصة سانحة للباذلين والمعطين والمنفقين ".

ويقول (صلى الله عليه وسلم) " ما من يوم يصبح العباد فيه ، الا ملكان ينزلان ، فيقول احدهما : اللهم أعط منفقاً خلفا .. ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفا " .

أيها الصائم ، ايها الأخوة ، أيها الأهل والأحبة والأبناء في صيدا ، أنفقوا ولا تخشوا من ذي العرش إقلالاً .. ايها الأغنياء الميسورين القادرين على العطاء ، انتهزوا فرصة رمضان .

يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) " أَنفق أُنفق عليك " . ويقول احد العارفين بالله " عودني الله عادة ، وعودت عباده عادة ، عودني الله ان يعطيني وعودت عباده ان أعطيهم. واني اخاف ان غيرت عادتي مع عباده ان يغير الله عادته معي ".

هذا الشهر الذي ننتظره في كل عام بالحب ، بالإحساس والشعور ، لأنه يأتي الينا كما يأتي الضيف الكريم العزيز ويصوم الإنسان فيه . هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتحدث عن الذين لا تُرد دعواهم فيقول " الإمام العادل والصائم حتى يفطر والمظلوم فان دعاءه يرفع فوق الغمام وتفتح له ابواب السماء ".

كما يشير القرآن الى الذين يعطون وينفقون ويتصدقون وهم يقدمون من مال الله وليس من مالهم وهذا حق عليهم . هذا المال مال الزكاة ، يقول جل من قائل " الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا مناً ولا اذى، لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " .

ان من أدب العطاء ان لا يكون هناك منة . والقرآن عندما يقول اعطوا الفقير حقه لأن هذا المال هو مستخلف فيه ، هو يدير أمره في حياته ولكنه عندما يذهب في الدنيا يبقى في الدنيا . هذا الانسان يجب ان يعلم انه يولد من بطن أمه بدون ثياب ، ويخرج من الدنيا بدون ثياب ، ان الأكفان ليس فيها جيوب ولا حسابات في البنوك.

يقبل علينا شهر رمضان المبارك ونحن نعيش في ظروف صعبة وفيها معاناة ، من فقر وجوع وعوز وحاجة ومرض .. اذا كانت صيدا قد تعودت وأنا اذكرها صيدا باب السراي ، صيدا ضهر المير ، صيدا المصلبية ، صيدا الزويتيني ، صيدا حارة الجامع ، صيدا حارة السبيل ، في صيدا في رمضان يتبادل الناس الطعام ، وكل البيوت الصيداوية كانت تستقبل على موائدها المحتاجين والفقراء ، صيدا هذه المدينة المشهورة المعروفة بحب ابنائها لبعضهم البعض . هذه المدينة التي في وقت الضيق تلتف حول نفسها وتعالج مشاكلها وأمورها . صيدا اليوم لا تريد ابداً ان ترى في رمضان فقيراً يتسول ، ولا أن ترى جائعاً يطلب ويشحذ ، ولا أن ترى أرملة مسكينة مريضة .. صيدا اليوم تريد من الجميع ان يتعاونوا ، الكبير يشفق على الصغير ، والغني يرحم الفقير ويعطى كل الناس قدر المستطاع .. بهذه الأعراف والعادات ، بهذا الإيمان ، في هذا الشهر الكريم المبارك أطلب وأتمنى على أهلي واخواني الميسورين أن لا ينسوا الفقراء. وليعلموا ان من فطّر صائماً كان له مثل أجره دون ان ينقص ذلك من أجره شيئاً . ألا تريد هذا الأجر ؟ أنا ادلك على الطريق .. هذا الطريق اسلكه في رمضان وفي غير رمضان..

في هذا الوقت بالذات وفي هذه الأيام الصعبة التي لم نعرف لها مثيلاً على كل صعيد وفي كل عناوينها السياسية والاجتماعية والمالية والتجارية .. هناك معاناة حقيقية عند الناس وهناك عائلات مستورة وهناك عائلات متعففة. وانا اريد ان اقول ان الصيداوي لا يشحذ ، ويستحي ان يطلب . فلتبحثوا عن هؤلاء ولتعطوا هؤلاء .. الذين تُرّكوا من اعمالهم ومن اشغالهم ومن وظائفهم واصبحوا في بيوتهم لا يعرفون ماذا يفعلون وكيف يطعمون ابناءهم وزوجاتهم .

انا اطلب من اهلي واخواني الميسورين الأغنياء ، ان لا يبخلوا في رمضان وفي غير رمضان . هذه أيام مباركة هذه ايام ستشهد لهم يوم القيامة في كل لقمة يطعمونها لفقير. هذه تمحو السيئات ، هذه تزيد من الحسنات ، وان نعطي بالخفاء وبالسر وبدون منة ، فالفضل كله لله . فلنتوجه جميعاً لهذا العطاء الانساني المطلوب في هذه الأيام الصعبة .,

لا يسعني ونحن نستقبل شهر رمضان الا ان اتوجه بالشكر الى كل الهيئات والمؤسسات وكل الذين يعملون في هذا الحقل الانساني وان اتوجه لهم بالدعاء بالتوفيق في هذا الجهد الكبير . والى بلدية صيدا التي تقوم بجهدها ونشاطها في هذا المجال وللجمعيات التي تعاونها وتساعدها في انجاز هذا العمل . ولنهدأ جميعاً ، لأن العمل فيه أخطاء والذين لا يخطئون لا يعملون . فلنحاول جميعاً ان نصحح هذه الأخطاء ونساعد ولكن الهدف هو مساعدة الناس وهذا موجود ومحقق ان شاء الله .

يعود رمضان ونحن نشعر بألم وانقباض في القلوب وبحزن . ماذا فعلنا يا الله ولماذا تعاقبنا بإقفال مساجدنا . ان الراكعين والساجدين وعشاق المساجد والذين تعودوا ان تكون قلوبهم كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معلقةً بالمساجد ، بهذه البيوت الطاهرة التي يجتمع فيها الناس ويتقابلون ويجلسون فيما بينهم ، هذا المنظر الجميل وهذه العبادة العظيمة الصلاة ، تقفل المساجد هذه الأيام بضغط الوباء وليس بإرادة المعنيين والمسؤولين الذين يشعرون بكل الأسى وبالإعتذار لكل الأهل والأحباب لأنها تقفل حفاظاً على الصحة والسلامة العامة . نحن نتمنى بالأمس وليس اليوم ان تفتح مساجدنا ويلتقي فيها الراكعون والساجدون الذين يؤدون عبادتهم لله الواحد الأحد . ولكن نأمل ان شاء الله في القريب العاجل عندما تزول هذه الغمة وننتهي من هذا الوباء ان تفتح هذه المساجد في اللحظة التي نطمئن فيها .

كما انني انتهز هذه الفرصة لأتوجه الى وزير الصحة فأقول : لماذا يُهمل مستشفى صيدا الحكومي الذي هو مستشفى الفقراء والمحتاجين والمساكين؟ .. لماذا اهمل في حجره وبشره ؟ ، ولماذا يترك ؟ ولماذا التأخير في معالجة وتهيئة ظروفه؟ . لماذا القفز فوق مدينة صيدا في الزيارات الرسمية وعدم زيارة هذه المستشفى ؟ . ماذا فعلت صيدا .. ماذا اعطيت على الصعيد الصحي الطبي ؟. انا لا اجد لهذا سبباً الا الاستخفاف بهذه المدينة .. صيدا مدينة موجودة على الخارطة اللبنانية يا معالي الوزير !.. أهل صيدا يبحثون عن قدراتهم الذاتية ولكنهم لا ينسون حقهم في الدولة اللبنانية.. وهم يريدون هذا الحق . هذا دور المرجعيات السياسية في مدينة صيدا وكل الهيئات ان تتابع .. لا اريد ان اقول اكثر من ذلك وأنا أعلم الكثير! .

ونحن نستقبل شهر رمضان شهر الانسان والقرآن نتوجه الى الله تعالى بالدعاء " اللهم يا حنّان يا منّان يا قديم الإحسان ، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها ، يا غياث المستغيثين ، يا كاشف الضر ويا دافع البلوى.. نعوذ بك من البرص والجنون والجذام والمرض والوباء ومن سيّء الأسقام .. اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك .. لا اله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين . اللهم انا نسألك ان تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما انت به أعلم ..انك انت الأعزّ الأكرم .

نتوجه اليك يا الله يا رب هذا الوجود ونقول " أكرمنا في شهر رمضان وجنبنا الغفلة والعصيان ، واحيي قلوبنا بطاعتك وهدايتك وهذب نفوسنا بالصيام والقيام وتلاوة القرآن . اللهم وأعنّا على اداء الفرائض والواجبات والسنن واخراج ما علينا من حقوق وزكاة ، وانصرنا وانصر امتنا على الأعداء ، يا نعم المولى ونعم النصير .. يا الله يا رب هذا الكون والوجود ، يا رب السماء والأرض .انا نسألك ان تحفظ وطننا ، وأن تحفظ مدينتنا برجالها ونسائها ، ببيوتها ودورها ، بكبيرها وشيوخها واطفالها ، احفظ مدينتنا صيدا من كل ما يضر بها وما يسيء اليها، احفظها من الوباء احفظها من البلاء .

واختم كلامي بالتوجه الى التجار والى وزارة الاقتصاد : يكفي ما يعانيه المواطن فلا تزيدوا عليه ، ولا تستغلوا هذه المحنة وهذه الأيام الصعبة .. فإن كان العبد لا يحاسب .. فإن هناك رباً يحاسب ..

وكل عام وانتم بخير .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".
تم نسخ الرابط