المؤامرة كبيرة والمعركة طويلة ضد العدو وعملائه والرجعية العربية، وأيضا معركة الدفاع عن حقوق العمال والفقراء والكادحين طويلة من أجل بناء مجتمع تسوده العدالة والمساواة هي العبارات التي رددها دائما رمز المقاومة الوطنية اللبنانية المناضل مصطفى معروف سعد حتى اللحظات الأخيرة من حياته الحافلة بالنضال. قبل ثمانية عشر عاماً.
أبومعروف الذي ورث الزعامة بعد اغتيال الشهيد معروف سعد في ٢٦ شباط من العام ١٩٧٥. وعى المخاطر المحدقة بأمتنا باكرا. استشرف طريق النضال دفاعا عن عروبتنا وفلسطيننا ووطننا ومقاومتنا.
ذاكرتتا مليئة بمواقف أبي معروف في زمن عز فيه الرجال والمواقف. نستلهم منها طريقنا في مواجهة التحديات. أقوياء نحن في مواجهة الطائفية والحقد على شعبنا الفلسطيني كما علمتنا. لانهاب من طغمة تحاول تحريف بوصلة النضال. نواصل الطريق مهما غلت التضحيات.
المقاومة أمانة في أعناقنا نصون سلاحها في زمن الردة والعمالة.
من أتى وراء الدبابات «الإسرائيلية» عليه أن يرحل معها.. لا لجيش فئوي، ولايغرنكم كلام وضمانات عن التركيبة المذهبية للكتيبة العسكرية اللبنانية، التي ستنتشر في المدينة بعد انسحاب العدو . كلمات قالها في حسينية حارة صيدا قبل ايام من محاولة اغتياله كانت كفيلة بالمسارعة للشروع في قتله.
فكانت محاولة اغتياله في ٢١ كانون الثاني من العام ١٩٨٥ وخسر حينها اغلى ما يملك فلذة كبده ناتاشا واصفأت عيناه لكن تضحياته أنارت طريق التحرير والانتصار وتحول فيها ذلك الرجل الى رمز للمقاومة الوطنية اللبنانية وتحررت حينها عاصمة الجنوب لتتوالى الانتصارات .
عزيمة لم تلن وارادة صلبة كرسها مصطفى في تحصين الساحة الصيداوية وتعزيز العيش المشترك بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وهذا ما نفتقده اليوم في عز الازمة السياسية الراهنة.
أبو معروف المنحاز دائماً لقضايا أمته ووطنه لم يعرف يوماً منطق الحياد. من ساحة نضال الى أخرى هكذا هي سيرة رمز مقاومة الوطنية اللبنانية. فكرمه الجنوب وأهل صيدا في الانتخابات النيابية عام ٢٠٠٠ بحصوله على رقم قياسي من الناخبيين قدر بربع مليون صوت.