إختر من الأقسام
آخر الأخبار
وليد فارس: لبنان نحو فصلٍ جغرافيّ إذا فاز ترامب
وليد فارس: لبنان نحو فصلٍ جغرافيّ إذا فاز ترامب
المصدر : ريكاردو الشدياق - mtv
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٤ تشرين أول ٢٠٢٤

وليد فارس إسمٌ طبع مسار سياسات واشنطن في الشرق الأوسط منذ ما قبل وصول جورج بوش إلى البيت الأبيض، حتّى اليوم، ولعب أدواراً في صناعة أحداث وسياسات أميركيّة عدّة، آخرها وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة، من موقعه كمستشار سابق للعلاقات الخارجيّة في واشنطن.

قبل أسبوع على موعد الإنتخابات الأميركية، يشرح فارس أنّ "السياسة الخارجيّة لواشنطن لها مبادئ في الأمن القومي الأميركي، وتتبدّل مع الرؤساء والأكثريات في الكونغرس، إلاّ أنّ الظرف التاريخي شاء أن يكون الفارق بين أجندة الرئيس ترامب وأجندة المرشح الديمقراطي جو بايدن كبيراً جداً، فالأوّل سيستكمل مواجهة إيران وزيادة الضغوط عليها حتّى إجبارها على القيام بتراجع ما والقبول بشروطه، علماً أنّ ترامب عرض محادثات مع القيادة الإيرانيّة في حال أقدمت على هذا التراجع".

أمّا إذا نجح بايدن، فيجزم أنّ "فريق عمله للسياسة الخارجية هو فريق باراك أوباما نفسه، وبالتالي فإنّ واشنطن عندها سـ"تكوّع" في وجهتها في المنطقة، بدءاً بالعودة إلى الإتفاق النووي الإيراني".

هل صحيح أنّ واشنطن تتعاطى مع ملف لبنان من زاوية المصلحة الإسرائيليّة بشكل أساسيّ؟

ينفي فارس هذا الأمر، موضحاً أنّ "أميركا تنظر إلى ملف لبنان وإسرائيل والدول العربية من زاوية المصلحة الأميركية، وذلك يرتبط بالأحزاب والشخصيات والمرحلة التاريخيّة، فترامب يدعم إسرائيل، لأنّ أكثريّة ناخبيه تُريد ذلك، لكنّه أوّل رئيس أميركي تكلّم في الرياض أمام العرب والمسلمين، في العام 2017، طارحاً فكرة التحالف الإسلامي العربي الإميركي لإنتاج السلام".

نسأله: ما هو حجم تأثير الـ"لوبي" اليهودي في الإنتخابات الأميركيّة؟

يلفت إلى أنّ "اليهود الأميركيين منقسمون بين مؤيّدي اليسار من جهة والمحافظين من جهة أخرى، فلا يوجد "لوبي" يهودي بهيكلية موحدة بل عبارة عن كتلة ضغط سياسي وهي تضمّ مسيحيين إنجيليين، بحوالي 70 مليون نسمة، وهذه الكتلة تؤيّد الأقليّات المسيحية وغير المسيحية في الشرق الاوسط وتدعم تحالفاً عربياً يعمل مع واشنطن، ورأينا نتيجة هذا الموضوع مع الإتفاقات الإبراهيمية والدول التي دخلت اتفاقاّ ثلاثياً أميركياً - إسرائيلياً - عربياً".

ننتقل سريعاً معه إلى الملف اللبنانيّ، حيث يعود إلى الـ 2004 على اعتبار أنّه "في هذا العام صدر القرار 1559 عن مجلس الأمن، وهو شكّل آخر سياسة أميركيّة متقدّمة تجاه لبنان، مع الإشارة إلى أنّ هذا القرار يحمل فرقاً كبيراً عن اتفاق "الطائف"، مُفيداً بأنّ "جزءاً من الـ1559 تمّ تنفيذه في الـ2005 عندما أصدر الرئيس الأميركي السابق جورج بوش والرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك إنذاراً إلى الرئيس السوري بشار الأسد بالإنسحاب من لبنان بعد التظاهرة الشعبيّة الكبرى التي عمّت شوارع العاصمة اللبنانية بيروت، وحصل ذلك نتيجة التقاء مصالح بين أميركا وفرنسا ووجود معارضة شعبيّة قويّة في لبنان".

أمّا في الـ2006، يقول فارس، فحصل تغيير في السياسة الأميركيّة وتمّ استضعاف جورج بوش فحاصر "حزب الله" سعد الحريري ووليد جنبلاط وشلّ قدراتهما في العام 2008 وتمّ الإخلال بالتوازن الإستراتيجي في لبنان وتغيّرت سياسة واشنطن مع باراك أوباما الذي وضع نصب عينيه عقد إتفاق مع إيران. لكنّ النقطة المفصليّة حصلت مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض وأصبحت هناك إدارة حازمة في وجه إيران ومتشدّدة في تطبيق القرارات الدوليّة تجاه لبنان، فانسحبت من الإتفاق النووي، وبدأت معها الخطوات التصعيديّة ضد طهران، أهمّها العقوبات على "حزب الله" وكيانات إيرانيّة والداعمين لها".

كواليس واشنطن وثورة 17 تشرين

نصل هنا إلى لحظة 17 تشرين الأوّل 2019، حيث يكشف أنّ وزارة الخارجيّة الأميركيّة لعبت دوراً في بثّ الروح لدى الثورة لتأمين استمراريّتها، وذلك عبر البيانات والتغريدات والتصعيد السياسي والإعلامي الأميركي، كما أنّ هناك وجوهاً من الثورة تواصلت مع واشنطن عبر قنوات معيّنة، فكان الجواب بأن اقترحت عليهم بتوحيد القيادة وإجراء تغيير جذري في التحرّك على الأرض، إلاّ أنّ الشعارات لم تصل إلى حدّ مواجهة "حزب الله" بشكل مباشر والتقاط الفرصة الأميركيّة، علماً أنّ الشرعيّة الدوليّة داعمة لهم".

تواصل "الثوّار" مع السفارة الأميركيّة بعد انفجار 4 آب، وفقاً لفارس، وخلُصت المجموعات الى أنّ أميركا لن تتحرّك بحزم إلاّ اذا تغير خطاب "الثوار" ليتجاوز الخطّ الأحمر عبر 4 خطوات: القول إنّ "حزب الله" هو المشكلة في لبنان، إعلان موقف مفاده أنّ القرار 1559 هو الأرضيّة للتحرّك، الإستعداد لتشكيل حكومة ظلّ قانونيّة، والتفاوض مُباشرةً مع واشنطن، كما كانت الحال مع فنزويلا.

ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل

الأمر يختلف تبعاً للرئيس المُنتخَب في 3 تشرين الثاني، يؤكّد لموقع mtv، فـ"إذا انتصر بايدن، ستتفاوض الإدارة الأميركيّة مع إيران وصولاً إلى إلغاء العقوبات عليها والإطاحة بمفاعيل خطوات إدارة ترامب، ما سينعكس عندها على طاولة المفاوضات حول الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل".

وفي حال فاز ترامب بولاية ثانية، فـ"سيبقى مسار الترسيم نفسه، وسيكون أمام الرجل الجمهوري 4 سنوات لتصعيد المواجهة مع إيران في المنطقة، ومقابل ذلك ستعود الثورة الشعبيّة في لبنان بقوّة وسيكون عليها تصويب البوصلة مُباشرةً في وجه "حزب الله"، مُشيراً إلى أنّه "في حال نفّذ السيّد حسن نصرالله 7 أيّار آخر، ستردّ واشنطن "بطريقة أخرى"، وإذا تصرّف عسكرياً فستردّ بالشكل المناسب".

هل دفعت واشنطن نحو تغيير النظام اللبناني؟

في كلام لافت مستجدّ، يتحدّث عن أنّ "واشنطن ستقف الى جانب مَن يُريد اصلاحات عميقة، خصوصاً إذا إراد اللبنانيون الذهاب نحو الفصل السابع"، كاشفاً عن اقتراح يخضع للدراسة الدقيقة بالنسبة للبنان، وهو قابل للتطبيق في حال فاز ترامب، ويقوم على تنفيذ الـ1559 على مرحلتين:

-الأولى تقضي بتحديد منطقة خالية من الميليشيات وبسط سلطة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية فيها، وفصلها عن المناطق الحاضنة لسلاح "حزب الله"، وهذه المنطقة تمتدّ من بيروت الإداريّة حتّى الحدود السوريّة الشماليّة، وهذه خطوة بمثابة فصل جغرافي جزئي بين الدولة اللبنانية و"حزب الله".

-المرحلة الثانية: مفاوضات تُشارك فيها روسيا ومجلس الأمن حول مستقبل السلاح في لبنان ومصير الدولة في ظلّ وجود "حزب الله" الذي تخلّى عنه الشعب اللبناني ويحضَر نفسه لمرحلة السلام مع إسرائيل.

"ستسعى أميركا مع ترامب إلى ردّ لبنان إلى ما قبل العام 1975 أمنياً وإقتصادياً وسياسياً، وثمّ إدارة التفاوض بين اللبنانيين حول شكل النظام الجديد"، يقول فارس، مُطمئناً أنّ "المسيحيين لن يكونوا الضحيّة، وعلى القادة المسيحيين خلق "مجلس وطني مسيحي" والتوجّه إلى أميركا والقول للأميركيين والفرنسيين ماذا يُريدون، وعلى القواعد الشعبيّة المسيحية أن تضغط على زعمائها للتوجّه إلى الغرب والعرب، خصوصاً أنّه في حال انتخاب ترامب من جديد ستّجه إلى تفاهم أميركي - روسي على تحييد لبنان وتثبيت استقراره".

نسأله عن أيدي أميركيّة تتلاعب بسعر صرف الدولار، فيربطه بالعامل النفسي بالدرجة الأولى، قائلاً: "إذا طلب الرئيس الأميركي من الجيش اللبناني أن ينتشر في مختلف المناطق وانصياع الميليشيات للقانون، عندها سينخفض سعر الدولار"، وناقلاً عن خبراء ماليين أميركيين أنّ "الدولار في لبنان يرتفع بلا سقف لان الحل غير موجود بعد".


عودة الى الصفحة الرئيسية