إختر من الأقسام
آخر الأخبار
العودة الى المدارس وعطلة الاعياد... الاهل منقسمون وكذلك المدارس !
العودة الى المدارس وعطلة الاعياد... الاهل منقسمون وكذلك المدارس !
المصدر : النهار
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ تشرين ثاني ٢٠٢٤

على أبواب موسم الأعياد وما تحمله من أهميّة لوجود العائلة وتجمّعها، من أكبر أفرادها إلى أصغرها، يأتي قرار فتح ال#مدارس معرِّضاً الأطفال إلى الإصابات ب#كورونا وبنقلها إلى ذويهم، وبالتالي، "طارت الأعياد". هذه الاحتفالات هي المرة الأولى التي تمرّ على لبنان في زمن الكورونا، وعددٌ كبير من الأهالي لم يرسل أولاده إلى المدارس للحفاظ على جمعة العائلة في الأعياد المجيدة وحفاظاً على سلامة العائلة بأكملها.

"لا يمكن أن تمرّ الأعياد دون وجودنا أنا وأولادي بين أهلي وأهل زوجي، فهذه عاداتٌ ورثناها"، تشتكي ماري. وتضيف "كيف للبلد أن يقفل لأسبوعين وأن يفتح قبل الأعياد مباشرةً؟ ألا يعرّض ذلك أولادنا لخطر الإصابة بكورونا؟ أنا لن أرسل أولادي طبعاً!" تشدّد ماري. أمّا مايا، فتفضّل التعليم عن بُعد، و"المدرسة حيث أولادي، تركت لنا الخيار، لذا أفضّل عدم إرسالهم لعدم تعرّضهم وتعرّضنا لأي إصابة!".

وتفيد مسؤولة العلاقات والإعلام في اتحاد هيئة لجان الأهل في المدارس الخاصة، مايا جعارة، أنّ "الأهالي انقسموا بين معارضين ومؤيّدين لإعادة فتح المدارس اليوم، لكن لا شكّ في أنّ جزء كبير من الأهالي متخوّفين من إرسال أبنائهم إلى المدارس، وجزء متمسّك بتعليمهم مهما كلّف الأمر". وقام الاتحاد باستبيان وزّعه على الأهالي وعلى المدارس وعبر مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة نسبة المؤيّدين والمعارضين بين الأهالي. وأظهر الاستبيان أنّ 75 % من الأهالي يفضّلون عدم إرسال أولادهم إلى المدرسة في هذه المرحلة، وأنّ أهالي الصفوف التأسيسية هم مَن يميلون إلى إرسال أولادهم لأنّهم لا يستفيدون من التعليم عن بُعد. وسيرسل الاتحاد نتائج هذا الاستبيان إلى وزارة التربية.

وتؤكّد جعارة على أنّ "غالبية الأهالي يطالبون بتأجيل فتح المدارس إلى ما بعد الأعياد للسماح لأولادهم ولهم أن يعيّدوا مع أجدادهم وجدّاتهم، ومَن ينوي قضاء العيد مع عائلته، حتماً لن يرسل أولاده إلى المدرسة". ودعت لجان الأهالي في جميع المدارس على كافة الأراضي اللبنانية أن يراقبوا مدى تطبيق الاجراءات الوقائية في المدارس بنفسهم، "فوزارة التربية لن تستطيع القيام بهذا الدور كما يجب مع وجود أكثر من ألف مدرسة في لبنان، وندعو الأهالي إلى الاتفاق مع المدارس على الإقفال في حال غياب القدرة على الالتزام بشروط الوقاية اللازمة، وقد حصل ذلك في كثير من المدارس التي لم تلتزم بقرار وزارة التربية، ومنها فتحت فقط للصفوف الصغيرة".

وتدعو جعارة إلى أن يكون هناك حقل خيارات في المدارس، يتيح للأهالي إرسال أو عدم إرسال أولادهم إلى المدرسة، أي أنّ على كلّ مدرسة أن تؤمن مسارات مختلفة مراعاةً للوضع الصحي القائم وتفهّماً لهواجس الأهالي، وهي طريقة مُعتمَدة في عدد كبير من المدارس.

كيف تعاطت المدارس في مختلف المناطق مع قرار فتحها؟

في بيروت، يشير نقيب أصحاب المدارس الخاصة، أحمد عطوي إلى أنّ "هناك مدارس لم تتّخذ قراراً بفتح أبوابها بعد، فمنها مَن أبقى على التعليم أونلاين ومنها مَن ينتظر لتتبّع وضع انتشار كورونا لخوفها من بروز إصابات بين الطلاب، لعدم جهوزيتها من ناحية القدرة على تطبيق إجراءات الوقاية"، مضيفاً أنّ "في القابل، هناك مدارس التزمت بفتح أبوابها للتعليم المُدمج عملاً قرار وزارة التربية، وكانت بكامل استعدادها من ناحية تطبيق البرتوكول الصحي الصادر عن الوزارة. ويضيف أنّ "حضور الطلاب في مدارس بيروت لم يكن كاملاً، وبحدود الـ 80%، إذ لا زال هناك تخوّف من قبل الأهالي لإرسال أولادهم".

في الجنوب التزمت المدارس بقرار وزارة التربية، إذ "ليس أمامنا خيار آخر رغم أنّ المدارس أمام تحدّي كبير، فالمدارس منذ فترة تستعدّ على جميع الأصعدة لعودة آمنة للطلاب، وصحيح أنّ التعليم عن بُعد يعاني من مشاكل وكذلك الحضوري، لكن لا بد من اتخاذ القرارات الصعبة وأن نكون على قدر التحدي"، وفق ما يؤكّد أمين عام الشبكة المدرسية في لبنان (شبكات المدارس في الجنوب)، نبيل بوّاب.




ويلفت بوّاب إلى أنّ " الأهالي تجاوبوا مع المدارس وأرسلوا أولادهم للتعليم حضورياً في كافة المدارس. والتزمت المدارس بالبروتوكول الصحي الذي نشرته وزارة التربية يُطبَّق بحذافيره، بالإضافة إلى أنّ ثقافة الوقاية من كورونا زادت لدى الطلاب وهم يسبقون ذويهم في إطار الوقاية وهم مستعدّون أكثر من الكبار، وتقوم جميع المدارس بالتوعية بشكلٍ مستمرّ من قِبل الإرشاد الصحي في المنطقة التربوية والمرشد الصحي المتواجد في المدرسة وكذلك الإدارات".



في جبل لبنان، يشير أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية- مدارس العرفان، الشيخ سامي أبي المنى، إلى أنّ مدارس العرفان، المتواجِدة في أكثر من منطقة في الجبل، اتخذت قرار التعليم عن بُعد في الفصل الأول من السنة لتوقّي خطر الإصابات، ولم تفتح أبوابها اليوم، لكنّها اعتمدت برنامج معيّن وخصّصت بعض الغرف المزوَّدة بالحواسيب والإنترنت لمَن يرغب من الطلاب للحضور لإنجاز بعض المهام الدراسية أو التواصل مع الأساتذة.




وبقاعاً، يقول العضو في تجمّع المدارس الخاصة في منطقة البقاع، ومدير مدرسة الشرق، مصطفى أبو إسبر، أنّ "المدارس في البقاع فتحت أبوابها وتقيّدت بقرار وزارة التربية، باستثناء بعض القرى التي لم تفتح فيها المدارس بعد تمديد إقفالها بطلب من محافظ بعلبك الهرمل ".

كما التزمت المدارس في البقاع بالبروتوكول الصحي الذي فرضته وزارة التربية، وفق أبو إسبر، ونفّذت كافة الاجراءات الوقائية المطلوبة، وستستمرّ بالتعليم المدمج مع مراعاة جميع الإجراءات، وقد يكون هذا القرار غير مقنِع للأهالي، بدليل أنّ حوالي 7 إلى 10% من الأهالي لم يرسلوا أولادهم إلى المدارس".

أمّا في الشمال، فيفيد نقيب المعلمين في الشمال، طوني محفوض، أنّ معظم المدارس التزمت بقرار فتح المدارس مع التزام كافة الاجراءات المطلوبة في البروتوكول الصحي. من المدارس مَن فتحت للتعليم المدمَج، ومنها مَن فتحت صفوف بعض المراحل الدراسية وأبقت على التعليم أونلاين لصفوفٍ أخرى، ومنها من عزم الفتح خلال هذا الأسبوع، أمّا المدارس الأخرى، فأبقت على التعليم عن بُعد. وقد راعت المدارس الخاصة في الشمال تطبيق البروتوكول الصحي لأقصى درجة بهدف سلامة الطلاب والأساتذة لديها.

لا أحد يجبر الأهالي على إرسال أولادهم

واعتبر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن، "أنّ الأزمة التي نعيشها صحية بالدرجة الأولى ونحن نستند إلى المراجع الصحية في كل خطة أو عمل تربوي ننوي القيام به".

وأكّد على "استكمال التعليم المدمج الذي يوازن بين البعد الصحي والبعد الاجتماعي"، مشيراً إلى أنّه "سيتمّ تتبع حالات "كورونا" في المدارس وسيتم إعلان عدد الاصابات في كل مدرسة إيمانا منا بمبدأ الشفافية"، مضيفاً: "إذا لم تتمكن مدرسة في الفصل الأول من تأمين التعلم عن بُعد للتلامذة الذين لا يرغب أهاليهم بإرسالهم، ستتعاون وزارة التربية مع المدرسة لإيجاد الحل المناسب، ولا أحد يجبر الأهالي على إرسال أولادهم، وبالنسبة للفصل الثاني فننتظر تقويم الوضع الصحي لأخذ القرار".

وأعلن المجذوب عن خطٍ ساخن 01772186 يجيب على أسئلة المواطنين على مدار الساعة من قبل الوحدات الإدارية في الوزارة.
كما أعلن أن "وزارة الصحة ستؤمّن الفحص السريع لمَن لديه أعراض، واعداً بتأمين فحص PCR مجاناً لمَن يحتاجه من المعلمين، لكن يجب الأخذ في عين الاعتبار أن ليس لدى وزارة الصحة الأموال".

من جهته، أوضح وزير الصحة أنّ "الأعراض عند الأطفال أقلّ شدة وخفيفة باستثناء الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة ومستعصية، وعلى الأهالي عدم المجازفة بإرسالهم إلى المدرسة إلى حين تأمين اللقاح اللازم".

وأشار حسن إلى أنّ "عدد الإصابات عند الأطفال دون 10 سنوات لا يتجاوز 3% من عدد الإصابات، والوفيات كان عددها حالتين فقط لولدين يعانيان من أمراض مزمنة وتشوه خلقي".


عودة الى الصفحة الرئيسية