الحريري في 14 شباط أمام ضريح والده...مشهدية عفوية تحت سقف الصمت السياسي
قبل أن تطأ قدماه أرض مطار رفيق الحريري الدولي بدأ التشويش على عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان لإحياء ذكرى 14 شباط، وهي الثانية بعد اتخاذه قرار تعليق عمله السياسي في 24 كانون الثاني 2022. التشويش لا يزال يقتصر حتى اللحظة على بعض أقلام الإعلاميين لكن مداد مصادره تنبع من روافد سياسية معينة أو ربما عائلية من الأفراد الذين خرجوا عن مفهوم الحريرية وبيت آل الحريري.
غريب فعلا أمر هذا الرجل الذي دخل السياسة من بابها المفعم بالسواد والحزن إثر اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. يومها لم يكن أحد قد سمع بإسم سعد الحريري، ومنهم من راهن وساوم على وصول فرد آخر من العائلة. لكن حسابات الأرقام العمرية لاتتوافق وبيدر الملعب السياسي الذي كان يغلي ولا يبشر بالخير العام أبداً. أما السؤال لماذا هذا الكلام ونحن على مسافة نحو أسبوع من الذكرى التي كادت أن تنقل لبنان من ضفة إلى أخرى أكثر أمانا لولا غدر الخصوم والحلفاء ومن باتوا خارج شجرة العائلة؟
ببساطة لأن مجرد التلميح عن عودة الحريري إحياء ذكرى 14 شباط بدأت خفايا الأسرار المشككة بالخبر "كونه محرجاً في التعامل مع زواره، سواء من السياسيين أو من مؤيديه، بحيث أنّه يفضل تجنّب التماس المباشر مع هؤلاء لكونه غير راغب في الغوص في القضايا السياسية" .
مصادر مقربة من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تلفت عبر "المركزية" أن ثمة فئة من السياسيين وزعماء الأحزاب لا ترغب بعودته، علما أن أهداف الزيارة محددة بإحياء ذكرى استشهاد والده في 14 شباط 2005.والواضح أن المشككين وأصحاب النوايا غير البريئة يسعون إلى تخريب الذكرى من خلال استهداف الحريري الصامت".
لكن هل يدوم صمت الحريري وفريقه السياسي والإعلامي لحظة دخوله إلى بيت الوسط حيث سيكون هناك حتما جمهوره الذي لم ولن يتخلى عنه؟ تشير المصادر إلى أن الإجابة على هذا السؤال برزت في نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة إن من خلال صناديق الإقتراع أو المقاطعة، علما أن الحريري لم يُلزم أيا من جمهوره والمحيطين به بقراره تعليق العمل السياسي، وترك لهم حرية التعاطي مع هذه اللحظة المفصلية وفق ما يرتأون، فكانت النتائج التي أثبتت أن لا أحد قادر على تعبئة فراغ الحريري".
وفي العودة إلى صمت الحريري تؤكد المصادر أنه لن يكون هناك خطاب ولا كلمات تماما كما في العام الماضي. فالحريري الذي أعلن تعليق العمل السياسي في24 كانون الثاني 2022 لن يخرق القاعدة وستقتصر المناسبة على زيارة الضريح وقراءة الفاتحة على أن يعود إلى بيت الوسط لاستقبال المحبين والأصدقاء .وتلفت المصادر إلى أن المشهدية العفوية التي تظهرت العام الماضي أمام الضريح من قبل المحبين قد تتكرر هذه السنة لكنها حتما لن تكسر طوق صمت الحريري على رغم رمزية هذه الذكرى في قلبه وبالتالي لا عودة عن سقف القرار الملتزم به.
"الحريري مش راجع بقلم معراب...راجع بألم 14 شباط " تغريدة صباحية لمنسق عام الإعلام في تيار المستقبل عبد السلام موسى ردا على أحد الأسرار الواردة في صحيفة محلية. ومع أن صمت الحريري ينسحب على كل فريقه والمحيطين به من سياسيين وإعلاميين إلا أن الرد جاء على قاعدة" بس يندق الباب راح يسمعوا الجواب" ليس أكثر .وتعليقا على مضمون الخبر "المشوش" تؤكد المصادر أن هذا الكلام لا يقدم ولا يؤخر لكنه يثبت مدى تأثير حضور سعد الحريري على الساحة السياسية إذ حتى في صمته وغيابه يكاد أن يكون شاغل بال الكثيرين.
تراهن المصادر أن مشهدية العام الماضي الصامتة والعفوية ستتكرر هذه السنة مع فارق أن قلق الكثيرين سيتضاعف على رغم ابتعاد الحريري عن العمل السياسي. على أن عودته والتفاف جمهوره العفوي من حوله لن يكون بمثابة امتحان لشعبيته "فهو متجذر في وجدان جمهوره سواء كان حاضرا داخل السلطة أو متحررا من اللعبة السياسية وأجوائها. وقد أثبت أنه خارجها أقوى مما كان عليه عندما كان في داخلها ولا أحد قادر على تعبئة مكانة سعد الحريري أو أن يكون بديلا عنه أو وريثا سياسيا له سواء كان من الحلفاء أو الخصوم أو ممن خرجوا من دائرة العائلة. وإذا فعلها يكون أنهى نفسه بنفسه .
لحظة أعلان الحريري قراره بتعليق عمله السياسي كان يرسو على شاطئ من الخيبات التي أملت عليه اتخاذ قراره التاريخي . تلك الخيبات تعاظمت اليوم بدءا بالفراغ الرئاسي وانهيار القضاء واستعادة الخطاب الطائفي وغياب أي إرادة للحل أو تقديم التضحيات والتنازلات والقيام بتسويات لمصلحة البلد. سعد الحريري فعلها. ولو كان لا يزال في السلطة لفعل أكثر من ذلك تقول المصادر، لتختم بالتأكيد أن "سر العلاقة بين سعد الحريري وجمهوره لا تمحوها أقلام الحاقدين والخائفين على مواقعهم المهترئة في الجذور. إنما هي بالونات مكابرة تتظهر مع الأيام لتكشف عن حقدهم ونواياهم الخادعة".
غريب فعلا أمر هذا الرجل الذي دخل السياسة من بابها المفعم بالسواد والحزن إثر اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. يومها لم يكن أحد قد سمع بإسم سعد الحريري، ومنهم من راهن وساوم على وصول فرد آخر من العائلة. لكن حسابات الأرقام العمرية لاتتوافق وبيدر الملعب السياسي الذي كان يغلي ولا يبشر بالخير العام أبداً. أما السؤال لماذا هذا الكلام ونحن على مسافة نحو أسبوع من الذكرى التي كادت أن تنقل لبنان من ضفة إلى أخرى أكثر أمانا لولا غدر الخصوم والحلفاء ومن باتوا خارج شجرة العائلة؟
ببساطة لأن مجرد التلميح عن عودة الحريري إحياء ذكرى 14 شباط بدأت خفايا الأسرار المشككة بالخبر "كونه محرجاً في التعامل مع زواره، سواء من السياسيين أو من مؤيديه، بحيث أنّه يفضل تجنّب التماس المباشر مع هؤلاء لكونه غير راغب في الغوص في القضايا السياسية" .
مصادر مقربة من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تلفت عبر "المركزية" أن ثمة فئة من السياسيين وزعماء الأحزاب لا ترغب بعودته، علما أن أهداف الزيارة محددة بإحياء ذكرى استشهاد والده في 14 شباط 2005.والواضح أن المشككين وأصحاب النوايا غير البريئة يسعون إلى تخريب الذكرى من خلال استهداف الحريري الصامت".
لكن هل يدوم صمت الحريري وفريقه السياسي والإعلامي لحظة دخوله إلى بيت الوسط حيث سيكون هناك حتما جمهوره الذي لم ولن يتخلى عنه؟ تشير المصادر إلى أن الإجابة على هذا السؤال برزت في نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة إن من خلال صناديق الإقتراع أو المقاطعة، علما أن الحريري لم يُلزم أيا من جمهوره والمحيطين به بقراره تعليق العمل السياسي، وترك لهم حرية التعاطي مع هذه اللحظة المفصلية وفق ما يرتأون، فكانت النتائج التي أثبتت أن لا أحد قادر على تعبئة فراغ الحريري".
وفي العودة إلى صمت الحريري تؤكد المصادر أنه لن يكون هناك خطاب ولا كلمات تماما كما في العام الماضي. فالحريري الذي أعلن تعليق العمل السياسي في24 كانون الثاني 2022 لن يخرق القاعدة وستقتصر المناسبة على زيارة الضريح وقراءة الفاتحة على أن يعود إلى بيت الوسط لاستقبال المحبين والأصدقاء .وتلفت المصادر إلى أن المشهدية العفوية التي تظهرت العام الماضي أمام الضريح من قبل المحبين قد تتكرر هذه السنة لكنها حتما لن تكسر طوق صمت الحريري على رغم رمزية هذه الذكرى في قلبه وبالتالي لا عودة عن سقف القرار الملتزم به.
"الحريري مش راجع بقلم معراب...راجع بألم 14 شباط " تغريدة صباحية لمنسق عام الإعلام في تيار المستقبل عبد السلام موسى ردا على أحد الأسرار الواردة في صحيفة محلية. ومع أن صمت الحريري ينسحب على كل فريقه والمحيطين به من سياسيين وإعلاميين إلا أن الرد جاء على قاعدة" بس يندق الباب راح يسمعوا الجواب" ليس أكثر .وتعليقا على مضمون الخبر "المشوش" تؤكد المصادر أن هذا الكلام لا يقدم ولا يؤخر لكنه يثبت مدى تأثير حضور سعد الحريري على الساحة السياسية إذ حتى في صمته وغيابه يكاد أن يكون شاغل بال الكثيرين.
تراهن المصادر أن مشهدية العام الماضي الصامتة والعفوية ستتكرر هذه السنة مع فارق أن قلق الكثيرين سيتضاعف على رغم ابتعاد الحريري عن العمل السياسي. على أن عودته والتفاف جمهوره العفوي من حوله لن يكون بمثابة امتحان لشعبيته "فهو متجذر في وجدان جمهوره سواء كان حاضرا داخل السلطة أو متحررا من اللعبة السياسية وأجوائها. وقد أثبت أنه خارجها أقوى مما كان عليه عندما كان في داخلها ولا أحد قادر على تعبئة مكانة سعد الحريري أو أن يكون بديلا عنه أو وريثا سياسيا له سواء كان من الحلفاء أو الخصوم أو ممن خرجوا من دائرة العائلة. وإذا فعلها يكون أنهى نفسه بنفسه .
لحظة أعلان الحريري قراره بتعليق عمله السياسي كان يرسو على شاطئ من الخيبات التي أملت عليه اتخاذ قراره التاريخي . تلك الخيبات تعاظمت اليوم بدءا بالفراغ الرئاسي وانهيار القضاء واستعادة الخطاب الطائفي وغياب أي إرادة للحل أو تقديم التضحيات والتنازلات والقيام بتسويات لمصلحة البلد. سعد الحريري فعلها. ولو كان لا يزال في السلطة لفعل أكثر من ذلك تقول المصادر، لتختم بالتأكيد أن "سر العلاقة بين سعد الحريري وجمهوره لا تمحوها أقلام الحاقدين والخائفين على مواقعهم المهترئة في الجذور. إنما هي بالونات مكابرة تتظهر مع الأيام لتكشف عن حقدهم ونواياهم الخادعة".