انتهى عام 2017 بمجزرة ارتكبتها عناصر بلدية الغبيري بحق عدد من الكلاب بعد قتلها بالسمّ، وبدأ عام 2018 بجريمة أخرى في بلدة شحور (قضاء صور) تمثلت بشنق الكلب "أوليفر" والاعتداء بالضرب على صاحبته، السيدة ليلى سنان.
في حديث لـ "لبنان 24" تروي الضحية المفجوعة تفاصيل ما حدث، فتقول: "أخرجت كلابي أمس في نزهة بعد الظهر، وسمعنا فجأة صوت رصاص، فسارعت إلى مناداتها كي نعود إلى المنزل لكنّ "اوليفر" لم يأت. فتشت عليه كثيراً من دون جدوى، فعدت أدراجي على أن أعاود البحث عنه صباحاً في حال لم يعد. اليوم ، وجدته مشنوقاً بحبل ومسلماً الروح".
هذه ليست المرة الأولى التي يتمّ فيها الاعتداء على كلاب سنان، بحسب ما تؤكد. منذ حوالى شهرين، تم إطلاق الرصاص عليها، فقتلت واحدة. تجزم السيدة بأن كلابها البالغ عددهم 17 (كان عددهم 19 قبل قتل اثنين) لا تسبب أي ازعاج أو أذية لأحد، سيّما وأنها موجودة ضمن نطاق منزلها البعيد من منازل الضيعة، لافتة إلى أنّ زوجها رفع سوراً حول البيت كإجراء وقاية إضافيّ يحول دون خروج هذه الحيوانات الأليفة منه.
هذه السيدة التي لا تتردد في انتشال كلاب رميت في "المزابل" أو أخرى لا تجد مأوى لها لتجلبها إلى منزلها بغية الاعتناء بها، تؤكد أنّ "الكلب أوفى من الانسان". هي التي تعوّض حرمانها من الأطفال بتربية الكلاب المخلصة، تستغرب كيف انّ هناك من يهزأ من إنسانيتها تجاه الحيوانات علماً أنّ في هذه الأخيرة أرواحا يجب ألا تُزهق. "أنا أتعاطف مع الإنسان، كلّ إنسان موجوع ومقهور ومعرّض للخطر أو للموت على هذه الأرض. لكن هذا لا يمنع أن أتعاطف مع الحيوان أيضاً".
مشهد "أوليفر" المشنوق أفجع صاحبته، فركضت نحو البلدة لتقديم شكوى لدى البلدية. لم تجد أحداً هناك، فأكملت طريقها علّها تجد المختار فتكلمه. وفيما كانت تبكي وتصرخ سائلة "مين هالحيوان لي قتلي الكلب"، كان ثمة شخص واقف في الشارع، اقترب منها وانهال عليها بضرب مبرح. "على وجي، وايدي وضهري...ضربني بكل قوته"، تقول سنان مؤكدة أنها لم تكن تعرف "المعتدي" من قبل.
رضوض كثيرة في جسدها راهناً، نفسية وجسدية. تكشف أنّ "المعتدي" اقتيد إلى المخفر لكن تبيّن أنه "مريض". تقول:"أنا لم أكن أعرفه مسبقاً رغم أنه من أهل الضيعة، لكن تبيّن أن الجميع يعلمون أنه "يقع في النقطة" ويخضع لعلاج، لكنه اليوم لم يكن قد تناول أدويته، فما عاد قادراً على التحكم بتصرفاته".
تؤكد أنّها لا ترتضي ابداً أن يوضع في السجن كونه مريض (بحسب ما تقول سنان فقد قدّم ذووه التقارير الطبية إلى المخفر وأهل الضيعة أكدوا ذلك):" أخلاقي وانسانيتي ما بيسمحولي"، وتضيف :"لكن المهم أن تتمّ متابعة وضعه الصحيّ للحؤول دون حصول أي حوادث مماثلة قد تكون أكثر خطورة او قاتلة".
وفي إطار آخر، تشير سنان إلى موضوع إطلاق الرصاص العشوائي الذي يحصل في البلدة بشكل مستمرّ، وهو ما قد يسبب بكوارث إضافيّة، داعية جميع المعنيين إلى وضع حدّ لهذه الظاهرة الجرمية الخطيرة. أما بالنسبة إلى جريمة قتل الكلب، فتلفت سنان إلى أن القوى الأمنية قدمت، وصوّرته والقضية باتت بعهدة القضاء".
اللافت أنّ "الذئاب" التي تنقضّ على الحيوانات الأليفة وتقوم بإعدامها بأشنع الطرق، لا تنتهك الإنسانية وحسب بل أيضاً القانون اللبناني.
في حديث مع الصحافية والناشطة البيئية فادية جمعة التي تتابع مجمل هذه القضايا (وهي كانت قد نشرت تفاصيل هذه الحادثة عبر موقع جميعة "غرين إيريا")، فإن "قانون حماية الحيوانات والرفق بها قد وقّعه مؤخرا رئيس الجمهورية، وبالتالي هو ساري المفعول".
وتشير لـ "لبنان 24" إلى أنّ القانون حظّر بمادته السادسة قتل اي حيوان أو القيام بأي عمل من شأنه أن يسبب لها الألم والمعاناة أو يعرضها للخطر والتعذيب ،فيما تحدثت المادة 7 عن القتل الرحيم محددة وسائل الموت تحت إشراف طبي بيطري، ووفقا للمادة 10 ، فإن المخالف للقانون يعاقب بالحبس وغرامة مالية ".
وتقول جمعة: "حالياً وبعد ما شهدناه في مجزرة الغبيري وفي حالة الاعدام هذه ، ثمة شبه تأكيد ان القانون وحده لا يكفي وينبغي تطبيقه والعمل على ترسيخ مفاهيم واعية لدى المواطنين لحماية الحيوان والمساعدة على تطبيق القانون".
وتضيف: "كما أننا نرى ضرورة في التوجه إلى القضاء بعد توثيق اي تعد أو مخالفة"، آملة أن يصدر تعميم عن وزير الداخلية إلى جميع البلديات لوقف اعمال القتل والتوجه نحو حل مشاكل الكلاب في مناطقهم بطرق حضارية".
واعتبرت جمعة أنّ ثمة ضرورة قصوى لتُسارع وزارة الزراعة في عملية وضع خطة لتطبيق القانون بالتعاون مع البلديات والجمعيات المختصة".