اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

مصادر فلسطينية لـ «الراي»: «فتح» تنقل مقاتلين إلى «عين الحلوة»

صيدا اون لاين

أكدت مصادر فلسطينية لـ «الراي» ان «حركة (فتح) استقدمت العشرات من المقاتلين المدرّبين من مخيميْ الرشيدية والبرج الشمالي في منطقة صور الى مخيم عين الحلوة في صيدا، في أعقاب الاشتباكات الدموية التي وقعت بينها وبين المجموعات الإسلامية المتشددة» ليل الإثنين الماضي، وأدت الى سقوط قتيلين في صفوفها، هما الضابط محمود خضير والعنصر علاء عثمان، اضافة الى اكثر من 15 جريحاً، بينهم 5 من الحركة،

وضابط في «القوة الأمنيّة المشتركة».

واوضحت ان «نقل المقاتلين جرى بطريقة سلسة وبعيداً عن الضجيج الاعلامي»، مرجّحة ان يكون «مردّ هذه الخطوة الى واحد من احتماليْن: الاول إسناد (فتح) بالمزيد من العناصر لحماية جميع مراكزها المنتشرة في احياء مختلفة من (عين الحلوة) وتأمين عدم المساس بها، والثاني احترازي في حال تجددت الاشتباكات، وصولاً الى المشاركة فيها، في حال اتُخذ قرار من القيادة بحسم المعركة، وهو أمر مستبعد حتى الآن، لاعتبارات كثيرة، منها ما يتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي، ومنها باللبناني».

وأشارت المصادر إلى أن «(فتح استجابت لمساعي التهدئة اللبنانية والفلسطينية على مضض، بعدما وجدت نفسها بين فكيْ كماشة، بين استمرار العض على الجراح باستهداف كوادرها من دون رد حاسم، وبين خوض معركة صعبة ومكلفة وغير مضمونة النتائج، ولا سيما ان القرار المركزي كان بالتريث مع إجراءات جديدة تتدحرج وفق التطورات الامنية».

وفي سياق متصل، علمت «الراي» ان «لقاء مصالحة جرى بين (فتح) و حركة (الجهاد الاسلامي) برعاية حركتي (امل) اللبنانية و(حماس)، وذلك على خلفية الموقف الذي ادلى به ممثل (الجهاد) في لبنان، ابو عماد الرفاعي، وحمّل فيه (فتح) مسؤولية توسيع دائرة الاشتباكات في (عين الحلوة)، في موقف لافت وغير متوقع».

وذكرت مصادر فلسطينية ان«لقاء المصالحة الذي جرى في مكتب (حماس) في بيروت، أكد على أهمية تنسيق الجهود المبذولة لتحصين الساحة الفلسطينية وحماية المبادرة الفلسطينية الموحدة وتعزيزها، ودعم جهود القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية لتثبيت وقف النار في المخيم، وتعزيز العمل المشترك».

وشارك في الاجتماع الى جانب ممثل «حماس» في لبنان علي بركة، وعضو المكتب السياسي لـ «أمل» الحاج محمد الجيباوي، السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور عن «فتح»، وأمين سر قيادة الساحة فتحي أبو العردات وأمين سر الاقليم رفعت شناعة، وعن «الجهاد الاسلامي» ممثّلها في لبنان الحاج أبو عماد الرفاعي، وعضو قيادة لبنان أبو وسام محفوظ،، بحضور نائب المسؤول السياسي لـ «حماس» في لبنان أحمد عبد الهادي.

وأكد المجتمعون «استمرار التعاون والتنسيق لإنهاء حالة عدم الاستقرار في مخيم عين الحلوة، والمحافظة على المخيمات الفلسطينية في لبنان، باعتبارها رمزاً لقضية اللاجئين الفلسطينيين ومحطات نضالية على طريق العودة إلى فلسطين»، داعين إلى «وقف السجالات الإعلامية، وتعزيز العمل المشترك لوأد الفتنة ومنع العابثين من الاصطياد في الماء العكر».

أما ميدانياً، فقد بقي الوضع الأمني في «عين الحلوة» هشاً وقابلاً للاهتزاز والانفجار في اي لحظة، رغم ان «فتح» والمجموعات الإسلامية المتشددة، التزمت وقف النار، ان الحياة في المخيم لم تعد الى طبيعتها بعد، وسط حذر وترقب شديدين. وبدت الحركة مشلولة بشكل شبه كامل، فخلت الشوارع من المارة، واغلقت المحال التجارية وعيادات «الاونروا» الصحية ومؤسساتها الخدماتية أبوابها، وبقيت الطريق الرئيسة في حي «الطوارئ» المواجه لحي «البركسات» حيث معقل «فتح» مقفلة بحجارة البناء، التي كان أبناء المنطقة وضعوها وسط الشارع، اتقاءً لرصاص القنص، وكذلك الطريق الرئيسة في «حي حطين» عند الطرف الجنوبي للمخيم، المؤدي الى درب السيم، من الجهة الغربية. علماً انه جرى الاتفاق على ازالة حجارة البناء تدريجياً بين اليوم وغد.

وبدأ الكثير من ابناء المخيم بلملمة جراحهم، اذ باشرت بعض العائلات النازحة العودة الى منازلها، فيما فضّل الكثير منها انتظار المزيد من الوقت لضمان عدم تجدد الاشتباكات.

وشيّعت حركة «فتح» والامن الوطني عنصريْها خضير عثمان، اللذين قتلا في الاشتباكات، على وقع اطلاق نار كثيف لحظة وصول جثمان عثمان الى منزله في منطقة البركسات، قبل ان تجري مراسم تشييعه في مقبرة صيدا الجديدة في سيروب، بعد الصلاة عليه في مسجد الغفران. بينما تمت مواراة خضير في مقبرة «عين الحلوة» في درب السيم، بعد الصلاة عليه في مسجد الموصللي في صيدا. علماً انه جرى نقله الى درب السيم من جهة المدينة، من دون المرور بالمخيم، منعاً لاي احتكاك او اشتباك.

وقال قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب: «اننا في حركة (فتح) ملتزمون بوقف النار الذي توصلت اليه القيادة السياسية الموحدة للقوى والفصائل الفلسطينية واللجنة الامنيّة العليا، فنحن حريصون على أمن واستقرار المخيم، ولن نسمح لـ (مجموعة القتلة) بأخذنا الى المربع الذين يريدون لتدميره»، مضيفا «انهم يحاولون أخذ (عين الحلوة) رهينة كما فعلوا في (نهر البارد) في شمال لبنان و(اليرموك) في سورية ولكن (فتح) قوية وموحدة وستدافع عنه حتى تُفشل مخططهم».  

تم نسخ الرابط