شركات عالمية متخصصة لمراقبة عمل معمل صيدا للنفايات

من المتوقع أن تتوقف الحملات والسجالات في صيدا التي تطال معمل فرز ومعالجة النفايات في المدينة لبعض الوقت ويدخل الجميع في هدنة بعد أن أعلن رئيس بلدية صيدا محمد السعودي «أنه تحقيقاً للشفافية حول المسألة المتعلقة بآليات عمل المعمل لجهة المراقبة والفرز والطمر والمعالجة تم الاتفاق مع محافظ الجنوب منصور ضو بحضور رئيس اتحاد بلديات صيدا والزهراني بالوكالة نقولا بو ضاهر من أجل أن تتقدّم شركات هندسية متخصصة

في البيئة وموضوع النفايات بعروض لمراقبة عمل المعمل وكل المسائل المشكو منها لوضع حد لكل هذه القضايا بشكل علمي وبيئي مدروس. ولفت الى انه خلال أيام سيتمّ تقديم عروض الأسعار لتتحقق المراقبة المحايدة للمعمل، وبذلك تكون علاقة وتقارير الشركة الفائزة مباشرة مع المحافظ ومع اتحاد بلديات صيدا الزهراني.

في المقابل استقرّ الرأي في صيدا بين البلدية والمكوّنات الاجتماعية والنيابية والسياسية على رفض استقبال أية نفايات من بيروت إلا بعد تأمين المطمر الصحي خارج المدينة وتوحّدت الآراء بين الموالين والمعارضين في المدينة على مسألة «أمنوا لنا مطمراً صحياً نأخذ جزءاً من نفايات بيروت لنعالجها» لدرجة أن هذه الجملة أصبحت من الجمل الكثيرة التداول هذه الأيام في المدينة لتبرير عدم أخذ أي جزء من نفايات بيروت لمعالجتها في معمل معالجة وفرز النفايات في صيدا.

الى ذلك برزت تساؤلات بيئية تتعلق بالكمية الحقيقية التي يستوعبها معمل معالجة النفايات في صيدا والتي يمكنه استقبالها للمعالجة مع شرط ضرورة تأمين المطمر الصحي للعوادم التي لا يمكن معالجتها.

الخبير البيئي الدكتور عبد الرحمن محمد ارقة دان (كان مدير مشروع إزالة جبل نفايات صيدا قبل سبع سنوات) يؤكد ان ما يتم تداوله في المدينة من قبل القيّمين على معمل فرز ومعالجة النفايات في صيدا من «أن معمل الفرز المخطط له لكي يعمل وفق آلية تقوم على ان النفايات التي تدخل اليه للمعالجة لا يخرج منها شيء من العوادم للمطمر الصحي، أي صفر عوادم» غير صحيح وغير دقيق. ويضيف «أن المطامر الصحية يتم اعتمادها في الدول المتقدمة كافة تعتمد منطق معالجة النفايات والتخلص من المواد العادمة وغير القابلة للمعالجة. وانه من الناحية الرقمية تبلغ نسبة المواد العادمة والتي يجب طمرها في المطمر الصحي حوالي 30% من حجم النفايات التي تتم معالجتها في أي من الدول».
ويؤكد ان الرسم التخطيطي لمعمل صيدا فإن الرسم التخطيطي والذي حصل بموجبه على ترخيص من وزارة البيئة لإنشائه لتشغيله يلحظ وجود مطمر صحي للمواد العادمة وكل كلام غير ذلك غير صحيح.

ويلفت ارقة دان الى أن معمل المعالجة في صيدا، وبحسب كلام إدارته فإنه يعترف بقيامه بطمر المواد العادمة بجوار موقع المعمل أي في المنطقة المحاذية من البحيرة والمتمثل بجزء من القطعة البحرية التي تم انشاؤها للتخلص من جبل النفايات الذي أزالته بلدية صيدا، فإن هذا الموقع من تلك المنطقة الذي يتم طمر النفابات فيه سراً وعلناً لا يصلح لأن يكون مطمراً صحياً بسبب تداخل المياه الجوفية مع مياه البحر المالحة.