الإجراءات الأمنية تُحبط مخططات الإرهابيّين جنوباً

لم تكُن حَملة التوقيفات التي نفّذتها القوى الأمنية ومخابرات الجيش في الجنوب على مدى أسبوع وشملت النازحين السوريّين، جديدة. فالسوريّون الذين لجأوا الى الجنوب والنبطية ارتكبوا أخيراً أعمالاً غير قانونية وغير شرعية بحقّ السيادة اللبنانية من خلال التواصل مع منظمات إرهابية ومدّها بمعلومات عن الجنوب، علماً أنه منطقة حسّاسة لأنّه منطقة المقاومة بامتياز والعمل الأمني فيها لأيّ جهة كان إنّما يستهدف المقاومة و«حزب الله» الذي يقاتل في سوريا ويُقدّم الشهداء حيث كانت حصّة الجنوب منهم هذا الاسبوع 8

شهداء.
ويقول مصدر أمني مطّلع لـ«الجمهورية»: «أرادت المجموعات التكفيرية التي تقاتل في سوريا ملاحقة «حزب الله» الذي تفوَّق عليها، الى عقر داره، من خلال التجسّس عليه وعلى تحرّكاته، فلم تَجد سوى النازح السوري لاستغلاله مادياً ليعمل معها، ولأنّ العين هنا «مفتّحة»، تكثفت المراقبة لتحرّكات السوريين وملاحقة العاملين منهم في المجال الأمني ضدّ «حزب الله»، الذي أرشد بدوره الجهات الأمنية اللبنانية الى مكامن الخطر المحدق، فنفّذ حملة ملاحقات، ووضع السوريين العاملين في المجال الأمني في دائرة المراقبة والرصد وأوقف العديد منهم ثمّ سلّمهم الى القضاء اللبناني للتحقيق معهم».
وشدّد المصدر على أنّ «مخابرات الجيش في النبطية تقوم بدور أمني ثابت ووطني في ملاحقة السوريين المتورّطين في أعمال أمنية ضدّ الجيش والمنطقة وذلك في إطار مكافحتها الأعمال الإرهابية ولحماية المنطقة والحفاظ على استقرارها».
وفي إطار حفظ الأمن في المنطقة، حققت مخابرات الجيش في النبطية - صيدا إنجازاً أمنياً بالقبض على السوري (ع.م) في بلدة كفررمان والذي كان يتواصل مع مجموعات إرهابية ويُخطّط للفرار من لبنان عبر البحر الى تركيا، وقد باشرت التحقيق معه ليتبيّن وفق مصدر أمني جنوبي
لـ«الجمهورية» أنّه كان يتواصل مع منظمات إرهابية في سوريا وذلك بعد العثور في هاتفه على صور تعود لمراكز عسكرية وحزبية في الجنوب كان يرسلها الى منظمات ارهابية سورية عبر «الواتسب» ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد أحيل الى التحقيق في فرع مخابرات الجيش في الجنوب».
وأشار المصدر إلى أنّ «مخابرات الجيش أوقفت في خراج حبوش في النبطية السوري (ماجد. ب) من دير الزور السورية وضبطته يتواصل مع منظمات إرهابية في سوريا ويمدّها بمعلومات أمنية عن النبطية عبر الانترنت والهاتف المحمول»، مؤكّداً أنّ «سوريَّين من العناصر المنضوية تحت لواء «الجيش السوري الحر»، أتيا خلسة أمس عبر جبل الشيخ وحاولا دخول بلدة شبعا والإقامة فيها بطريقة غير شرعية لجمع معلومات لصالح «جبهة النصرة» لقاء بدلات مادية مغرية».
وقال المصدر إنّ «جميع الملاحقين والمطلوبين السوريين متورّطون في أعمال أمنية»، مضيفاً: «إزاءَ التّحقيقات والرّصد والمراقبة، كثّفت مخابرات الجيش في النبطية الإجراءات المشدّدة، مؤكّداً أنّ التوقيفات شملت 12 سورياً منذ الأحد الماضي.
وفي السياق، قال مصدر بلدي وآخر من المخاتير لـ«الجمهورية» إنّ غالبية الجهات الحزبية والبلدية والاختيارية والرسمية والأمنية تعيد إحصاء النازحين مع تدوين الأماكن التي نزحوا منها ومكان إقامتهم في الجنوب وأرقام هواتفهم بهدف ضبط النزوح وحصره من النواحي كافة ولا سيما الأمنية منها.