مفتي صيدا: انا بريء الذمة

تفاعلت مسألة جمع التبرعات لبلدة مضايا السورية في الشارع الصيداوي وتحولت الى "قضية" على مواقع التواصل الاجتماعي. انقسم الرأي العام حولها بين مؤيد ومعارض إضافة إلى بيانات تصب في خانة هذا الرأي أو ذاك.
وبعد ارتفاع عدد الموقفين الى اربعة في هذه القضية امر النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان باخلاء سبيل ثلاثة منهم هم: ي كليب، م فناس والمهندس ع. جمعة، وذلك بعدما استجوبهم

في مكتبه في قصر العدل في صيدا واستمع الى افاداتهم واخلى سبيلهم بسند اقامة . علما ان القاضي رمضان كان قد امر بتوقيفهم السبت الماضي.
في حين بقى م. ا. ب، موقوفا وهو المتهم الرابع في هذه القضية بعدما تم توقيفه اليوم واعلن القاضي رمضان انه لم يستجوبه بعد.
ورد مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان اليوم الاثنين، على الحملات التي طالته شخصيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية جمع التبرعات لمضايا السورية وعقد مؤتمرا صحافيا في مكتبه في دار الافتاء عرض فيه وثائق وايصالات تثبت تسليمه كل التبرعات التي جمعت في مساجد صيدا تحت إشراف دار الافتاء للجهات التي تولت إيصالها لمستحقيها، سواء بالنسبة لمضايا او قبل عامين بالنسبة لدعم أهالي غزة اثر العدوان الإسرائيلي عليها، إلى جانب إفادتين من بنك "البركة" تؤكدان عدم حيازته وزوجته اي حساب مصرفي في المصرف المذكور وتثبت انه ليس له حساب في البنك المذكور وكذلك زوجته وأولاده ولا لأحد من أصوله أو فروعه منذ اكثر من عشرين سنة. واوضح سوسان انه لم يكن مضطرا لإظهار هذه الاوراق، ولكن امام الافتراءات التي طاولته كان لا بد ان " نعلنها وان نؤكدها ليعرف الصيداويون هذا الكذب والافتراء الذي نظم علينا وعلى دار الفتوى".
وأعلن سوسان انه طلب من الجهات المختصة الإفراج عن يوسف كليب الموقوف على خلفية نشره احد البيانات التي طالته ، وقال: "لجأت الى القضاء عندما وصلت الأمور الى حد التشكيك بذمتي وذمة زوجتي المالية، لذا رفعت الدعوى على كليب، فهذه امور تؤدي الى فتن والى زعزعة الامن.مشددا على ان دار الافتاء هي موقع وليست شخصا والتطاول عليها تطاول على قيم وعلى ثوابت نحن نمثلها في هذه الدار ولا يجوز التطاول عليها .
وطالب سوسان جميع الحريصين على "امن هذه المدينة واستقرارها وقف هذه البيانات والبيانات المضادة وخصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، معلنا "أن أبواب دار الفتوى مفتوحة للجميع وخصوصا الشباب للتشاور والتحاور والتعاون". وأشار الى ان عددا من فاعليات صيدا تضامنوا معه واستنكروا الحملات عليه، فيما قام بدوره بالاتصال بمعظم الفاعليات الصيداوية وتشاور معهم في شأن الموقف الصيداوي العام .
وأكد سوسان "أن العدو بالنسبة لنا هو اسرائيل ومن يعمل لمصلحتها ونحن حريصون على وحدة الصف الاسلامي والوطني ونبذ الفتن المذهبية والفتن الطائفية". وشدد على "أن صيدا لن تكون ارضا حاضنة او بيئة صالحة للإرهاب وهي متمسكة بالاعتدال منفتحة على الجميع ارضا للصمود والتصدي والمقاومة في وجد العدو الاسرائيلي".
وأعلن سوسان "أن دار الفتوى هي للجميع وعلى مسافة واحدة من الجميع بكل ثوابتها الوطنية والدينية ..ونحن نحرص على موقع دار الافتاء الوطني والديني وامناء على هذا الموقع".
وردا على سؤال حول ما اذا تنازل عن الدعوى التي رفعها قال سوسان: "انا رفعت الدعوة على كليب فقط اما الثلاثة الباقين فانا ليس لي علاقة بهم. ولم اتنازل عن الدعوى وكليب معتقل منذ يومين واعتقد اهذا يكفي انا اسامح جميع الناس وواجبنا ان نسامح جميع الناس".
الى ذلك اصدرت "هيئة العلماء المسلمين" في صيدا بيانا دانت فيه "أصوات النشاز التي حاولت التطاول على دار الفتوى ومقام المفتي، وصولا الى التطاول على المدينة"، وحذرت من "سوء تداعيات التمادي في التحريض والكذب والافتراء". .
في المقابل اكدت حملة "ضد_كم_الأفواه#الحرية_ليوسف_كليب" في بيانها انه "من البديهي أن للحرية حدوداً في ممارستها ترسمها كرامات الآخرين، وإن إبداء الرأي في قضية ما لا ينبغي أن يكون مسولاً لأهل السلطة والنفوذ بالإقدام على كم الأفواه الناطقة بهذه الآراء، وانه لو تتبعنا ما يذكر أو يقال على وسائل التواصل الاجتماعي ضد كثير من الشخصيات العامة السياسية والدينية لتم اعتقال أصحابها وزج بأكثر من 50 % من الناس في السجون".