اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

قهوجي يعود إلى الواجهة...عوامل ارتفاع حظوظه الرئاسية

صيدا اون لاين

لم تكد وسائل الإعلام اللبنانية، تتداول خبر اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية نهاية العام الفائت، حتى انهالت التوقعات بقرب إنتخاب الأخير كرئيس للجمهورية.
الخطوات التي تلت اللقاء وإعلان الحريري صراحة عن دعمه لفرنجية، لم تحرك الكثير في المياه الراكدة، بإستثناء خلط أوراق اللعبة الرئاسية بعد قيام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بإعلان دعمه لترشيح رئيس تكتل الإصلاح والتغيير ميشال عون للوصول إلى بعبدا.


وبعد مرور ستة اشهر على اللقاء الباريسي بنسخته الثانية (الأولى جمعت الحريري بعون)، لا يزال الشغور الرئاسي يخيم على اللبنانيين، فقوى الثامن من آذار والتي وجدت ان الرئاسة تغازل اثنين من اقطابها، إنقسمت بين داعم لعون(حزب الله على وجه الخصوص) ومؤيد لفرنجية.

اين اصحبت المسألة الرئاسية الآن، سؤال يجيب عليه مصدر مطلع بالقول،" خطوة الحريري في ترشيح فرنجية صدعت جدران 8 آذار، وساهمت في انهيار كبير بإعمدة 14 آذار، وبطبيعة الحال لم تؤت أكلها (إيصال فرنجية الى بعبدا وعودة الحريري إلى السراي الحكومي)، وبالمقابل مهدت الطريق أكثر أمام إمكانية وصول ما يصح تسميته بالمرشح التوافقي".

من هم المرشحون التوافقيون اليوم،؟ يقول المصدر،" كانت الغاية من طرح أسماء توافقية في اليوم الذي تلى نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان، إحراقها من اجل إستجرار فيتوهات عليها من مختلف الأطراف، ولهذا نجد اليوم إنخفاض حظوظ جان عبيد ورياض سلامة وجورج خوري، بمقابل إزدياد الحديث عن إسم قائد الجيش جان قهوجي".

ويضيف المصدر في حديثه مع ليبانون ديبايت،" يعتقد الكثير من اللبنانيين أن مرحلة السابع من ايار تعتبر من اخطر المراحل التي شهدها لبنان لناحية الانقسام الطائفي، ولكن للحقيقة ما حدث بعرسال في آب 2014 والمنية وطرابلس بشمال لبنان في تشرين اول 2014 ، يعتبر أخطر من احداث ايار بكثير، وذلك وفق دوائر أمنية وسياسية اقليمية وغربية".

وبتابع،" للوهلة الأولى ظن عدد كبير من اللبنانيين ان الجيش إنكفأ في عرسال بعد توقف المعارك، ولكن الأيام اثبتت أن المؤسسة العسكرية بقيادة قهوجي كانت على إطلاع بالمخططات المرسومة، لذلك تعاملت بحذر وهدوء وتروي مع الأمور بعيدا عن الإنفعال، وأتت أحداث تشرين اول في الشمال لتثبت صحة توقعاتها، فالنيران التي اوقدها مسلحو خالد حبلص في المنية واسامة منصور وشادي المولوي في طرابلس، سرعان ما أخمدت، ما ساهم في نجاة البلد من الإنقسام المخطط له، بفعل فاتورة الشهداء الكبيرة التي قدمها الجيش".

المصدر يشير،" إلى ان طريقة التعاطي التي انتهجتها المؤسسة العسكرية في عرسال والشمال، وقبلها في عبرا صيف 2013، ساهمت في لفت الأنظار أكثر نحو قائد الجيش جان قهوجي والدور الذي يلعبه، فالمواجهة مع المجموعات الإرهابية كداعش والنصرة (التنظيمان اللذان نجحا بإحتلال مساحات شاسعة في العراق وسوريا دون ان يتمكن جيشا البلدان من ردهما)، وايضا (تنظيم بيت المقدس في سيناء بمصر) امر ليس سهلا على الإطلاق خصوصا بظل الإنفلات القائم في البلدان المجاورة".

ويلفت،" إلى ان هذه الأحداث وطريقة التعاطي معها، والحسم الذي أظهره الجيش اللبناني في اكثر من محطة، عوامل ساهمت في رفع حظوظ قهوجي. الأخير أجاد اللعبة ايضا، فخلال زياراته الخارجية لم يقم بتسويق اسمه كمرشح للرئاسة، وكانت طلباته تنحصر في كيفية تأمين الدعم اللازم للجيش، وبالتالي يمكن استشراف طريقة ادراته للامور وفق قاعدة، جهوزية لتولي موقع الرئاسة في حال طُلب منه ذلك مع تمسكه بمقولة طالب الولاية لا يولى".

ما هو موقف القوى السياسية في لبنان والدول العربية والغربية من مسألة رئاسة قهوجي، يفند المصدر في حديثه علاقات قهوجي مع كافة الأطراف، ويقول:

-العلاقة مع قوى الثامن من آذار جيدة، اما بالنسبة للتيار الوطني الحر ففي حال فشل اقتراح السنتين (الذي يدرس بعناية اليوم) سيكون في موقف محرج امام جمهوره واللبنانيين لأنه سيظهر على انه المعطل الأول لإنتخابات الرئاسة ففترة انتظار تغير رأي سعد الحريري قد طالت، وبالتالي ستكون حظوظ قهوجي مرتفعة مع حصول التيار العوني على حصة في الحكم.

-على صعيد القوات اللبنانية، فإنه ورغم ترشيح جعجع لعون، غير ان وصول قهوجي للرئاسة يشكل لهم ارتياحا اكبر بظل رغبتهم في تفعيل علاقتهم وتعزيزها أكثر بالمؤسسة العسكرية.

- رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، لا مشكلة لديهما في وصول قهوجي لبعبدا بظل تراجع حظوظ فرنجية واعلانه بشكل مباشر تخوفه من خسارة فرصة وصول مرشح لقوى 8 اذار إلى الرئاسة، وبالتالي لا فيتو عليه واسمه لا يثير حساسية كعون .

-ماذا عن الحزب التقدمي الإشتراكي الذي صوب زعيمه السهام نحو اليرزة، سؤال يرد عليه المصدر قائلا،" الرهانات على تباين او خلاف بين المؤسسة العسكرية وجنبلاط سقط فالتواصل قائم اليوم كما في كل المراحل السابقة، وزعيم التقدمي يستعجل اكثر من غيره الإتفاق على رئيس ينفض غبار الشغور".

دوليا، الولايات المتحدة وروسيا والدول الغربية تنظر إلى قهوجي من منظار محاربة الارهاب، ولطالما نجح الرجل حتى الان في السير وسط حقول من الالغام، فلذلك ما من مانع يمنعه من ان يكون رئيسا، خصوصا ان البلد يعج بالازمات التي تكاد ان تنفجر، أما عربيا فيكفي الاشارة إلى ما يُقال في الكواليس عن ان السعودية كانت بصدد الغاء الهبة المقدمة إلى الجيش اللبناني، ولكن وجود قهوجي على رأس هذا الجيش ساهم في خفض مستوى رد الفعل السعودي الى حدود التجميد.
 

تم نسخ الرابط