اللينو في ذكرى النكبة: اللاجئون يعيشون تحت وطأة التخلي المتعمد
أصدر المشرف العام للتيار الإصلاحي في حركة فتح في لبنان العميد محمود عيسى "اللينو " بياناً في ذكرى نكية شعب فلسطين . ومما جاء في البيان :
انها تلك الذكرى البشعة التي نتذكرها كل عام ، والتي رسمت على وجوهنا وحياتنا مظاهر التشرد والقهر ، ففي الخامس عشر من ايار يهل علينا العام الثامن و الستون لنكبة شعبنا العربي الفلسطيني الذي شرد من دياره نحو اصقاع الارض ، يسير في درب الآلام الطويلة يعاني الامرين ، مرارة التشرد ، وعلقم الغربة.
ثمانية وستون عاما وما زال شعبنا يعاني ويلات الظلم والقهر
ويعيش حياة التهجير والتشريد ومصادرة لحقوق شعب بأكمله.
تحل هذة الذكرى و شعبنا انهكه الضياع وتلاعب الاقربين بمصيره ، ويبقى السؤال الى متى ؟؟؟ في هذا النفق المظلم، اما آن للضمير الانساني ان يصحوا من غيبوبته ويعيد الحقوق الى اصحابها ونرجع الى شواطئ بحرنا الى هواء سمائنا الى رئتنا الممزقة ونحن نتنفس هواء غير هوائنا ام ان المشاريع التي تطفو حينا الى الواجهة وتخفت احيانا ما زالت تقف حائلا امام تحقيق الحلم بالتحرير والعودة..
يا جماهير شعبنا
رغم كل الظروف القاسية التي تعتري مسيرتنا ورغم كل المؤامرات و المكائد و التخاذل الممزوج بالانهزام ، ما زلنا قادرين على المواجهة وما زال شعبنا قادرا على العطاء والمضي قدما نحو تحقيق ما يحلم به من عودة الى ارضه وان كان هذا الحلم قد تحول الى كابوس عند من ارتهن لمصالحه الذاتية و تناسى تضحيات شعبنا و دماء الشهداء..
في ذكرى النكبة ما زال الوطن منقسم على ذاته ومتناحر فيما بينه وهناك اصرار على افشال كل المحاولات التوحيدية حيث تغلبت المصالح الشخصية على المصلحة الوطنية العليا وتراجع الانتماء الوطني نتيجة غياب الرؤية الثورية التحريرية والانطواء والانكفاء خلف اوهام ظاهرها وطني وعمقها ذاتي لا يمت للقضية بصلة .
لذا تتوالى النكبات على المستوى الوطني حيث تدمير المؤسسات الوطنية والغاء دورها واستعداء رفاق النضال والسلاح وكم الافواه ومهادنة الاحتلال وارضائه ، الامر الذي اثقل على كاهل الوطن المشرذم وانعكس ذلك تراجعا على القضية بمجملها اقليميا ودوليا رغم محاولات تخديرنا والهائنا بانتصارات فلكلورية وتهريج سياسي لم نر له اي انعكاس ايجابي على مستوى الوطن والشعب ، لا بل ما يزال الاصرار على صم الاذان وعدم الانصات لصرخات شعبنا والانصياع لرغبات الجماهير في تفعيل الاطر المقاومة من خلال تبني ودعم انتفاضة شعبنا ، ورغم تزايد جرائم الاحتلال ما زالت القيادة المترهلة عاجزة عن تفعيل وسائط الحماية لشعبنا او متابعة ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة امام المحافل الدولية مما يزيد من تغول الاحتلال في حرب الابادة ضد شعبنا الفلسطيني ،
في ذكرى النكبة يبقى الهم الوطني الكبير ، مؤشر القضية الفلسطينية ومدعاة فخر ثورتها الا و هي قضية اللاجئين و ما يتعرضون له من استهداف يطال حقهم بالعودة ومحاولة الغاء وجودهم والتآمر على مستقبلهم و طمس هويتهم وتركهم تتقاذفهم المشاريع والمبادرات ، يعيشون تحت وطأة التخلي المتعمد متروكين يقارعون مصيرهم على شاكلة اليرموك والبارد ولا من مجيب و كأن ما يحصل هو ارادة التخلي لمن بيده القرار وليس عبثا ان تترك المخيمات و قاطنيها عرضة للاستهداف الامني ويرزحون تحت عبئ الحاجات الانسانية المتزايدة ودفعهم نحو نكبة جديدة متمثلة بالهجرة و التشتت وقصاصا منهم على تشبثهم بحق العودة .
وما كان ينقص اللاجئين من آلام ليكتمل مشهد المعاناة في تقليص خدمات الانروا والتي تزيد من الاعباء خاصة في مجال الاستشفاء والتي لا يقوى اللاجئون على تحملها .
في ذكرى النكبة نجدد العهد لشعبنا الفلسطيني بان نبقى الاوفياء لتضحيات شعبنا وان نعمل بكل ما اوتينا من امكانيات للدفاع عن حقوق اللاجئين وان نعيد البريق الثوري لنضال شعبنا ونخرجه من اتون الصراعات والنزاعات المقيته التي لوثت تاريخنا وحاضرنا وان نسعى الى رسم ملامح المستقبل الفلسطيني المشرق المبني على مواجهة الاحتلال وفق برنامج وطني يجمع كل اطياف العمل الوطني لنكون معا اقدر على مواجهة التحديات وتحقيق الحلم بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف و عودة اللاجئين .
في ذكرى النكبة نستذكر الشهداء الذين سقطوا على حدود الوطن في رحلة العودة من ابناء مخيماتنا الذي يراد لها اليوم الانحراف عن دورها الوطني.