عندما بكت برشلونة... وابتسمت "الأفاعي"

في واحدة من أكثر الليالي جنونًا في تاريخ دوري أبطال أوروبا، خطّ "إنتر ميلان" الإيطالي سطرًا جديدًا من المجد الأوروبي على حساب برشلونة الإسباني، في ملحمة كروية حبست الأنفاس حتى الثواني الأخيرة. كانت ليلة مشبعة بالإثارة والعاطفة، مليئة بالتقلبات الدراماتيكية، واللحظات التي تأرجحت بين الحلم والخيبة، لتنتهي بتأهل "الأفاعي" إلى النهائي في مباراة ستبقى خالدة في الذاكرة.
دخل برشلونة المباراة بثقة، سيطر على مجريات اللعب بنسبة استحواذ وصلت إلى 72%، وبدت الأمور تسير لصالحه، إذ تقدّم 3-2 بعد تأخره بثنائية، في سيناريو اعتقد الجميع أنه كتب النهاية السعيدة للفريق الكتالوني. لكن كرة القدم، كما أثبتت هذه الليلة، لا تُكافئ من يلمس الكرة أكثر، بل من يعرف متى وكيف يضرب. "الإنتر"، بهدوئه وتنظيمه وذكاء مدربه، كان ينتظر اللحظة الحاسمة
وفي الوقت بدل الضائع، وبينما كانت جماهير "البر شا" تحتفل بالتأهل نظريًا، ظهر المخضرم أتشيربي ليسجل هدف التعادل ويقلب الطاولة. هدف بعثر أوراق هانز فليك، وجعل "الإنتر" يدخل الأشواط الإضافية بروح المنتصر لا الناجي.
ولم تكد تمر دقائق إضافية، حتى جاءت الدقيقة 99، لتشهد هدف الحسم من فراتيسي، وسط دهشة جماهير برشلونة، وفرحة مجنونة لأنصار النيراتزوري. هدف أنهى الحلم الكتالوني، وفتح أبواب المجد أمام "الإنتر" الذي عرف كيف يصمد وكيف يضرب في الوقت المناسب.
على رغم الأداء الجيد لبرشلونة، إلا أن الأخطاء الدفاعية، خصوصًا من أراوخو، كانت مكلفة جدًا. التمركز السيئ والتسرع تحت الضغط سمحا ل "الإنتر" باستغلال المساحات القاتلة. كما أن الحظ لم يكن إلى جانب البرشا، بعدما حرمت العارضة يامال من هدف كان يمكن أن يغير مجرى اللقاء.
وفي الطرف الآخر، تألق الحارس يان سومر بشكل لافت، وكان أحد أبرز نجوم المباراة. تصدياته الرائعة، خصوصًا أمام تسديدات يامال وغارسيا، كانت عاملًا حاسمًا في بقاء "الإنتر" حيًا خلال اللحظات الصعبة، ليتحول إلى بطل غير متوقع في ليلة المجد الأوروبي.
وبينما يحتفل "الإنتر" بحلم نهائي الأبطال، يجد برشلونة نفسه مضطرًا لامتصاص الصدمة سريعًا. فالهزيمة القاسية قد تلقي بظلالها على الكلاسيكو المرتقب أمام ريال مدريد، وربما على مسيرته في الليغا أيضًا. يحتاج الفريق الكتالوني إلى وقفة، وإعادة تقييم شاملة لما حدث، خاصة في خط الدفاع، إذا ما أراد مواصلة الصراع على البطولات هذا الموسم.
هكذا كانت ليلة "الإنتر": فوز بالدهاء، وصمود بالأعصاب، وتحول مفاجئ من تحت الضغط إلى منصة التأهل. وهكذا سقط برشلونة: بأداء جميل، لكن من دون حسم، ودفاع ارتبك في اللحظة التي كان عليه فيها أن يثبت. وبين الحلم والحسرة، تتأرجح كرة القدم، ولا تعترف إلا بمن يتقن لعبتها حتى آخر نفس.