ملف التعديلات على قانون الانتخاب يُفتح اليوم وإرتياح لنجاح المناصفة في بيروت

بقي الاستحقاق البلدي والاختياري بجولته الثالثة في واجهة المشهد الداخلي، وتجاوزت أصداء نتائج الانتخابات في بيروت والبقاع تلك التي سبقتها في الجولتين الأولى والثانية، نظراً إلى اكتساب هذه النتائج طابعاً سياسياً أكبر وأوسع من العوامل السياسية – العائلية التي انتهت إليها انتخابات جبل لبنان والشمال
ومع أن الخلاصات التي أفضت وستفضي إليها الجولات الأربع من الانتخابات البلدية والاختيارية لا تنطبق بمجملها على الحسابات المتصلة بالانتخابات النيابية المقبلة، فإنها ستساهم في وضع ملف قانون الانتخابات النيابية على مشرحة الجدل السياسي والنيابي بسرعة، خصوصاً في ظل بدء اللجان النيابية المشتركة اليوم تحديداً درس اقتراحات قوانين تتعلق بتعديلات على القانون النافذ، كما أن امام اللجان اقتراحاً يتعلق بإنشاء مجلس الشيوخ. وهذا الملف سيطلق جدلاً واسعاً حول ما يمكن تعديله في قانون الانتخابات، علماً أنه يستبعد التوافق على تعديلات جوهرية من مثل البند المتعلق بالصيغة النسبية والصوت التفضيلي الواحد، ولكن لا بد من بت موضوع تصويت المغتربين و"الميغاسنتر" وبعض البنود الأخرى.
وكتبت" النهار": بدا بديهياً أن تحتل نتائج انتخابات مدينة زحلة وبلدات القضاء أولوية المتابعات والاهتمامات في ظل الاكتساح المدوي الذي حققه حزب "القوات اللبنانية" في عاصمة البقاع ومعظم البلدات المسيحية في قضاء زحلة وعدد من بلدات البقاع الشمالي، بحيث شكل هذا الاكتساح حدثاً تجاوز إطار الانتخابات البلدية ليطاول ما يشبه الاستفتاء لاتساع شعبية "القوات" وقواعدها. وهو الأمر الذي يُعد بمثابة رسالة "ميدانية" في الشارع المسيحي برسم الحلفاء والخصوم وكل اللاعبين المحليين قبيل سنة من الانتخابات النيابية في أيار المقبل بعدما فازت "القوات" في زحلة بقوة الضعفين على شريحة ائتلافية واسعة من معظم الأحزاب والقوى والشخصيات الأخرى ومن بينها حلفاء أساسيين لها.
أما بيروت، فلم تتبدل نتائج انتخاباتها التي ضمنت عامل المناصفة، ولكن سجل مع عمليات الفرز المتقدمة خرقٍ للمرشح على لائحة "بيروت بتحبك" محمود الجمل بـ100 صوت في انتظار استكمال عمليات الفرز.
وكتبت" نداء الوطن": أعطت النتائج النهائية للدورة الثالثة من الانتخابات النيابية والاختيارية أمس في بيروت والبقاع إشارة قوية إلى التغيير الجاري في لبنان غير المسبوق منذ عقود. وكانت في هذا السياق نتائج معركة زحلة المحملة بكل رسائل هذا التغيير معطوفة على نتائج انتخابات بيروت التي أسقطت المخاوف حول موضوع المناصفة. وعلم أن إيلي أندريا الذي سقط من لائحة «بيروت بتجمعنا» التي حصدت فوزاً ساحقاً بنيلها 23 مقعداً من أصل 24 كان موضع «نقمة وبخاصة أرثوذكسية، ما أدى إلى حصول تشطيب لاسمه بسبب أن أداءه في المجلس البلدي السابق لم يكن جيداً. وكان هناك عناد وإصرار غير مفهوم من متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة على بقائه في اللائحة الجديدة انطلاقاً من أن اندريا هو شقيق مساعدة المطران. لكن خيار المطران تبين أنه غير موفق. كما تبين أن حملة تشطيب اسم أندريا ناجم عن نقمة مسيحية عموماً وأرثوذكسية خصوصاً فيما لم يحصل مثل هذا التشطيب في اللوائح الأخرى». كما علمت «نداء الوطن» أنه مع سقوط هذا العضو من اللائحة الفائزة ترتفع حظوظ أن يكون
نائب رئيس بلدية بيروت المقبل المحامي راغب حداد بدلاً من أندريا الذي كان مرشحاً لتبوؤ هذا المنصب. وذهب المقعد الـ 24 إلى لائحة «بيروت بتحبك»
وكتبت" الاخبار": لا يقتصر الإنجاز في مدينة زحلة على فوز «القوات اللبنانية» بمفردها، بل بفضحها عمق الأزمة التي يعيشها خصومها. ففي مقابل حصول الفائز الأول على 14369 صوتاً بلا حلفاء، نال الفائز الأول في اللائحة الخاسرة 8516 صوتاً، بينهم ما لا يقل عن 4 آلاف صوت من «الثنائي الشيعي» والناخبين السنّة في المدينة.
ليتبيّن أن الأصوات الـ 4 آلاف المتبقية، هي نتاج تحالف ثمانية أفرقاء هم رئيس البلدية السابق أسعد زغيب (21 سنة رئيس بلدية و7 سنوات عضو مجلس بلدي)، والنائب ميشال ضاهر، وحزبا الكتائب والوطنيين الأحرار، ورئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، والنائب السابق سيزار معلوف، والنائب السابق نقولا فتوش، ووزير الدفاع السابق خليل الهراوي.
بمعنى أن تلك الشخصيات والأحزاب الزحلية التي تقدّم نفسها على أنها تُشكل ثقلاً في المدينة يصعب القفز فوقه، إمّا خسرت مؤيديها لصالح «القوات» التي زادت شعبيتها عن الانتخابات النيابية الأخيرة نحو 3 آلاف صوت، وإمّا أنها لم تقم بأي مجهود لحشد مناصريها، وتحاشت تفعيل الماكينة الانتخابية، ولا سيما أنه لم يُرصد يوم الأحد سوى ماكينة زغيب وضاهر. والأرجح هو مزيج من الاثنين.
وهو ما قاد هذا الفريق إلى الخسارة المدوّية، وإلى فشل استثنائي لرئيس اللائحة أسعد زغيب، الذي حلّ في المرتبة ما قبل الأخيرة بالتراتبية (7886 صوتاً)، ما يؤشر إلى سعي الناخبين إلى الاقتصاص منه، ولا سيما بعض من ناخبي
التيار الوطني الحر الذين تعمّدوا تشطيبه. مع العلم أن قرار قيادة التيار ترك حرية الاختيار للناخبين حصل بعد إقفال كل أبواب الحوار والتفاهم مع زغيب، وبعد شهرين من المفاوضات لتأليف لائحة ثلاثية ثمّ خماسية، لينتهي الأمر عند تحالف القوى المناهضة لـ«القوات» من دون التيار.
وكتبت" اللواء": مضت الانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الثالثة الأحد الماضي في بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك الهرمل إلى غاياتها. فتحققت المناصفة في بيروت، عبر فوز «لائحة بيروت بتجمعنا» التي شكلت ائتلافاً كرَّس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في العاصمة، على الرغم من خرق العميد محمود الجمل من لائحة «بيروت بتحبك» فيما انفرد حزب «القوات اللبنانية» في السيطرة على عاصمة البقاع زحلة.
وكتبت" الديار": كانت «القوات اللبنانية» قد اكتسحت الانتخابات في زحلة، وسجلت انتصارا على كافة القوى المسيحية المناوئة لها، واثبتت انها الاكثر تنظيما في المدينة، بعدما استقطبت نحو 2000صوت من خارج البلوك الانتخابي المحسوب عليها، بفعل استنفار العصب المسيحي، مقابل هشاشة الائتلاف وسوء ادارته للمعركة. وخسرت «القوات» بلدية رأس بعلبك امام «التيار الوطني الحر»، لكنها ثبتت حضورها في القاع.
اضافت: اذا كانت المناصفة قد تعرضت للاهتزاز، بحلول محمود الجمل مكان مرشح متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة إيلي أندريا، الذي كان من المفترض أن ينتخب في المرحلة التالية كنائب رئيس المجلس البلدي، على غرار المجلس السّابق، فان التوازن داخل المجلس البلدي لن يختل على نحو فاقع، بوجود 13 مسلما مقابل 11 مسيحيا، خصوصا ان ثمة اجماعًا من قبل القوى المتحالفة، على ان الجميع بذل الجهد المطلوب وفق قدراته لحماية المناصفة.
ويبقى على كل القوى قراءة الرسالة من ابناء بيروت السنّة، الذين يدورون في فلك تيار «المستقبل» من خلال هذا الخرق، الذي اعتبره رعاة اللائحة انتصارا؟! وفي هذا السياق، يسجل ايضا تراجع تأثير قوى المجتمع المدني في بيروت، من 26 الف صوت في الانتخابات السابقة الى 10 آلاف الان، مع ملاحظة تراجعه في البقاع ايضا، في مقابل تقدمه في المناطق الدرزية على الرغم من الفوز الذي حققته لوائح الحزب «التقدمي الاشتراكي».
ووفق مصادر مراقبة، فانه لولا «الثنائي» لخسرت كامل اللائحة، وهو اراد ان يثبت أنّه الوحيد القادر على حماية المسيحيين والأقليّات، بعد غياب «تيار المستقبل» عن الساحة. وبعدما وعد بتأمين عشرة آلاف صوت للائحة، رفع نسبة حضور جمهوره الى 19 الفًا، من دون عمليّات استنفار عام، وتم التركيز فقط على الناخبين القاطنين قرب العاصمة. وكانت ماكينة حزب الله الأكثر حضوراً على صعيد تأمين النقل من بيروت وخارجها.
وأشارت مصادر معنية لـ«البناء» أن أصوات الثنائي أمل وحزب الله شكلت الرافعة الأساسية للائحة «بيروت بتجمعنا» ومنعت حصول اختراقات كثيرة من لوائح أخرى تؤدي إلى الإطاحة بالمناصفة، لذلك كان القرار بتثبيت الشراكة في العاصمة كرسالة لحرص حزب الله وحركة أمل على الشراكة في الحكم في كل المواقع انطلاقاً من اتفاق الطائف للحفاظ على السلم الأهليّ والاستقرار الداخليّ وكرسالة من الثنائي للجميع بأنه يثبت مرة أخرى دوره المحوري والرئيسي في تعزيز منطق الدولة والمؤسسات وتعزيز الوحدة الداخلية لمواجهة الأخطار الخارجية وإعادة بناء الدولة.
وكتبت" الشرق الاوسط": كان لافتاً أن محور التشطيب استهدف كأولوية عضو لائحة «بيروت تجمعنا» نائب الرئيس الحالي للمجلس البلدي إيلي أندريا المدعوم من مطران بيروت للأرثوذكس إلياس عودة، وكأن هناك من رعى حملة منظمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستهدافه استبقت موعد الانتخاب لصالح الجمل الذي يتقدم على زملائه، ولديه منفرداً القدرة على تسجيل خرق للائحة، وذلك على خلفية خلافه ورئيس المجلس البلدي المستقيل جمال عيتاني، الذي حل مكانه حالياً عضو المجلس عبد الله درويش.
وقال مصدر سياسي وثيق الصلة بلائحة «بيروت تجمعنا» إن الثنائي الشيعي قرر تمرير رسالة إلى الطرف الآخر في اللائحة بتحييد إنماء بيروت وتطوير مرافقها عن الخلافات السياسية، وهذا ما أبلغه مخزومي بالإنابة عنه إلى شركائه المسيحيين في الائتلاف البلدي، مع أن البلوكات الداعمة له تجنّبت الانجرار إلى التشطيب، وهذا ما تبين من خلال فرز الأصوات.
ويبقى السؤال كيف يتصرف الشركاء المسيحيون حيال الخرق الذي اقتصر على أندريا ولم يتمدد إلى الآخرين؟ مع أن مصادر لائحة «بيروت تجمعنا» تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن الخرق لن يحدث أي شرخ داخل الائتلاف الذي حمى المناصفة على رغم أن نسبة الاقتراع المسيحي جاءت متدنية