صيدا تنتخب مجلسها البلدي على طريقتها... بين السياسي والعائلي

مرّ اليوم الانتخابي البلدي والاختياري الطويل في صيدا على خير، حيث قام أبناء صيدا بالتصويت بحرية على 6 لوائح متنافسة. توزعت القوى السياسية وراء بعض اللوائح علناً وبطريقة غير مباشرة، بما يشبه "البروفيه"، مع ترك المعركة تأخذ طابعاً انمائياً بنكهة عائلية، مرتبطة بحسابات الربح والخسارة والانتخابات النيابية المقبلة في أيار 2026.
تميز اليوم الانتخابي بتراجع نسبة الاقتراع التي لامست حدود الـ 40%، مقارنة بالاستحقاق البلدي العام 2016 الذي بلغت نسبته 45%. بدأ الاقتراع صباحاً ضعيفاً، ثم نشط في فترة الظهيرة بعد دعوات إلى أبناء المدينة للمشاركة الكثيفة والتعبير عن آرائهم في سبيل التغيير والتطوير. وأكدت مصادر مطلعة لـ "نداء الوطن" أن من بين أسباب تراجع الاقتراع عدم قدوم المغتربين.
لوحظ أن الحركة في الشوارع والساحات كانت نشطة، حيث استنفرت الماكينات الانتخابية أمام المراكز ونصبت الخيم وتوزعت اللوائح في محاولة لجذب الناخبين قبل دخولهم إلى صناديق الاقتراع، إلى جانب حركة المرشحين والمندوبين الجوالين. وبالرغم من أن الاقتراع كان نشطاً صباحاً، فإنه كان فاتراً في كثير من المراكز.
كما تميز اليوم الانتخابي بتفاوت نسبة الالتزام باللوائح، بين "مثل ما هي" وعدم التشطيب، مع تشكيل لوائح خاصة تدخلت فيها العلاقات العائلية والصداقات والمصاهرات على الولاء. ظهرت أكثر من لائحة بجانب اللائحة الرئيسية، ورأى بعض الناخبين أنه من الأفضل أن يكونوا في بيوتهم قبل الانتقال إلى مراكز الاقتراع.
وتميز اليوم الانتخابي بنشر "الجماعة الإسلامية" لائحة انتخابية ضمّت 20 اسماً، بالرغم من الإعلان السابق عن 16 مرشّحاً فقط ضمن لائحة "صيدا بتستاهل". وسجّلت مشاركة فاعلة من مناصري "تيار المستقبل"، بعد اقتراع النائب السابق بهية الحريري والأمين العام للتيار أحمد الحريري. وفي سياق منفصل شاركت كريمة الشيخ بهاء الحريري الشابة بهية بهاء الحريري (تيّمناً باسم عمته بهية).
لم يشهد اليوم الانتخابي أي أحداث داخل مراكز الاقتراع نفسها، باستثناء ثلاثة إشكالات فردية قرب المدرسة الكويتية ومدرسة الأميركان، وقرب مركز معروف سعد الثقافي، وقد تمت معالجتها بسرعة بفضل تدخل القوى الأمنية.
لم يسلم اليوم الانتخابي من شكوى من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين واجهوا صعوبة في الاقتراع في بعض المراكز بسبب عدم توفر أقلام الاقتراع في الطوابق الأرضية، كما حدث في مركزي مهنية صيدا ومرجان. دفع هذا الأمر رئيسة الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين سيلفانا اللقيس، إلى التدخل عبر "نداء الوطن" لمعالجة هذه المشكلة المتكررة التي تواجههم في كل استحقاق.
يذكر ان اللوائح الست التي خاضت المنافسة هي: "سوا لصيدا" برئاسة المهندس مصطفى حجازي، "نبض صيدا" برئاسة المهندس محمد دندشلي، "صيدا بدها ونحنا قدها" برئاسة الصيدلي عمر مرجان، "صيدا بتستاهل" وهي غير مكتملة ومؤلفة من 16 مرشّحاً ومدعومة من "الجماعة الإسلامية"، "صيدا تستحق" برئاسة المهندس مازن البزري، وهي مؤلفة من 7 مرشحين، ولائحة "رئيس عالي جبينك يا لبنان" برئاسة أحمد جرادي.
وفي السياق نفسه، لم تكن معركة المخاتير أقلّ حماسة من الانتخابات البلدية، إذ انتشرت ماكينات المخاتير بشكل لافت أمام عدد من مراكز الاقتراع.