اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

لبنان على مفترق خطير وقاتم... حتى إشعار آخر

صيدا اون لاين

لن تفاوض واشنطن على ما ورد من بنودٍ في ورقتها المتعلّقة بمطالبها من لبنان، ولو أنها وافقت على ملاحظات وضعها المسؤولون، الذين وافقوا على الورقة الأميركية وأيّدوا بنودها، إنما من دون تحديد آليات التنفيذ. ومن الجليّ أن الرئيس دونالد ترامب، بدأ يستعد لعدم تجاوب لبنان مع المطلب الرئيسي المتعلّق بسلاح "حزب الله"، وقد سبق وأن حمّل موفده إلى بيروت توم برّاك المسؤولين اللبنانيين، مسؤولية عدم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وإن كانت إسرائيل غير ملتزمة به، ومن المتوقع أن يجدّد التأكيد عليه في زيارته المقبلة في غضون عشرة أيام.
مناخات الإيجابية والإنفراج تبدّدت بسرعة، ومع تحديد مهلة زمنية جديدة للبنان، أصبحت تُقاس بالأسابيع المعدودة، بعدما انتهت صلاحية المفردات التي استخدمها برّاك في إطلالاته من بيروت، ودخول الساحة السياسية مرحلةً من الإنتظار الثقيل لما اتفق عليه ترامب مع بنيامين نتنياهو بالنسبة للبنان.

ولم يعد من مكان للشكّ بأن المعادلات التي أطلقها الموفد الأميركي، تخفي في طياتها تراجعاً ملحوظاً للإهتمام الأميركي بمجمل الملف اللبناني، حيث أن برّاك حرص على وضع الملف السوري في الواجهة في بيروت كما في سوريا حيث كانت محطته الأخيرة

وبالتالي، أظهر مشهد "عناق" برّاك للرئيس السوري أحمد الشرع، أن سوريا تحتل الأولوية، وبأن لبنان لم يعد يملك أي أهمية استراتيجية بالنسبة لواشنطن، وكأن الشروط توضع على لبنان لجهة الإصلاح وحصر السلاح، فيما تفتح الأبواب الأميركية على مصراعيها أمام سوريا.

فهل اقترب لبنان جدياً من الفرصة الأخيرة؟ في ظل الظروف الراهنة، إن أي حل في لبنان، لم يعد مرهوناً فقط بتطبيق ورقة المطالب الأميركية، بل بالوضع السوري والحلول الديبلوماسية التي يتمّ التوافق عليها في المنطقة. وهنا، يقول أحد الوزراء السابقين، إن التعقيدات الداخلية، تحول دون أي تفاهمات بين كل الأطراف اللبنانية على آليات الحل، وبالتالي، السعي الجدّي لتفادي أي تدهور سياسي أو عسكري.
والأرجح، كما يتوقع الوزير السابق ل"ليبانون ديبايت"، هو استقرارالسيناريو الأسوأ في لبنان والمعاكس للسيناريو في سوريا، إذ في الوقت الذي ترفع فيه واشنطن العقوبات عن سوريا، يأتي من يتحدث عن تهديد لبنان اليوم بالعقوبات، ولو في مرحلة لاحقة، وذلك في حال عدم الإلتزام بالمطالب الأميركية.
ولا يختلف اليوم مشهد "قَسَد" في سوريا عن المشهد الذي ترسمه واشنطن بالنسبة للحزب في لبنان، إنما تسليم وحرق السلاح من قبل حزب العمال الكردستاني، لن ينسحب بأي شكل من الأشكال على "حزب الله"، إذ يقول الوزير السابق، إن ترجمة التعهدات اللبنانية للموفد الأميركي، قد أصبحت أمام إنذار جديد أو مهلة زمنية نجح برّاك في إقناع إدارته بمنحها للدولة اللبنانية، من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه أولاً، ومن أجل استكمال عملية بسط السلطة ثانياً.
ويكشف الوزير السابق، عن حتمية أميركية بوجه الإستراتيجية التي يعتمدها لبنان بمواجهة الضغوط التي بدأ يتعرّض لها، محذّراً من أن البديل هو الحرب والعقوبات، فالحرب ستكون إسرائيلية فيما العقوبات أميركية وستشمل تجميد أي تمويل أميركي ل"قوات الطوارىء" العاملة في الجنوب، أو تجميد عمل لجنة الإشراف على تطبيق وقف النار، وهي متوقفة أصلاً، وصولاً إلى وضع إجراءات قاسية على اللبنانيين، وهي بدأت عبر تدابير اتخذتها البارحة السفارة الأميركية بالنسبة لمقدّمي طلبات تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة.
وممّا تقدم، ما ينتظر لبنان بعد نفاد المهلة التي انتزعها ردّ الرؤساء الثلاثة على ورقة برّاك، هو مفترق حسّاس وخطير وقاتم حتى إشعارٍ آخر.

تم نسخ الرابط