رجي: لا استقرار ولا سلام بمنطقتنا من دون لبنان كصيغة بلد ونموذج حياة مشتركة

لفت وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجي، ممثِّلًا رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، خلال رعايته احتفال جامعة الروح القدس- الكسليك بإطلاق "الأكاديميّة الدّبلوماسيّة لجامعة الروح القدس- الكسليك USEK Diplomacy Academy"، إلى أنّ "الإتيمولوجيا لا تتوقّف عن تزويدنا بمفاجآت ولا أجمل، منها ما هو متعلّق بالمناسبة الّتي نلتقي من أجلها اليوم بالذّات، أكاديمية دبلوماسيّة".
وتوقّف عند البُعد الرّمزي واللّغوي لمفردة "أكاديمية"، موضحًا أنّ "أصلها يعود إلى موقع مسوّر بالأشجار في أثينا، حيث كان أفلاطون يُلقي دروسه. وهناك معنى آخر مشتق من الكلمة اليونانيّة، يشير إلى "ورقة مطوية" تُمنح للسّفر أو الانتقال، بما يشبه "الفيزا" أو "خارطة الطّريق" بلغة اليوم". وركّز على أنّ "في هذا المعنى بُعدًا عميقًا يوازي جوهر المناسبة، حيث تتجلّى الأكاديميّة كأداة للعبور من زمن الصّراعات إلى عالم السّلام".
واعتبر رجّي أنّ "إنشاء الأكاديميّة الدّبلوماسيّة في هذا المكان بالذّات، بين الأشجار والأفكار، إنّما هو فعل تسليم لذواتنا وللجيل الجديد "سمات دخول" إلى مستقبل عنوانه الحوار والسّلام والسّماح والخير والاستقرار"، مشيرًا إلى أنّه "ها نحن في جامعة الرّوح القدس، وما الرّوح القدس لاهوتيًّا إلّا الطّريق إلى الله، الّذي هو كمال السّلام. وها نحن في لبنان. هذه الأرض التّي صارت وطنًا، نتيجة رحلة تاريخيّة طويلة متدرّجة تراكميّة، صوب الحرّيّة والتّعدديّة معًا، أي صوب المساواة والاختلاف في آن واحد".
وفي معرض تشخيصه للوضع اللّبناني، أكّد أنّه "قد يطول الكلام عن أزماتنا، كما عن أزمات منطقتنا والعالم. وقد تكثر النّظريّات والتّنظيرات وآراء الحلول واحتمالات المخارج. لكن، منذ عقود طويلة، وحتّى زمن بعيد آت، نجزم بأنّ لا استقرار في منطقتنا بلا لبنان، كنموذج حياة مشتركة معًا، لكل أنا وكل آخر، بحرّيّة وكرامة".
كما شدّد على أنّ "لا سلام في منطقتنا من دون لبنان، كصيغة بلد، قد يظل 30 شهرًا بلا رئيس، وقد تتعطّل حكومته سنوات، وقد تتأجّل انتخاباته البرلمانيّة عقدًا كاملًا وأكثر، وقد ينهار اقتصاده ونقده ومصارفه، وقد يهاجر ثلث شعبه، وقد يجتاحه نزوح أو لجوء ما يوازي نصف أهله، وقد يحسب كثيرون من داخله وخارجه أنّه انتهى، ثمّ فجأةً يضجّ العالم بأخبار انتخاباته البلديّة لا غير، إشارةً إلى أنّ ههنا شيئًا لا مثيل له ولا بديل عنه؛ وإيذانًا بأنّ القيامة قد قامت وأنّ الحجر قد دُحرج". وختم: "ها نحن في زمن قيامة وفي لحظة انزياح الحجر. ها نحن في عهد جديد، هو عهد العبور صوب السّلام".