ترقّب للقاء سلام و"الحزب" خلال يومين... فهل يثمر توافقاً؟

بدأ السجال السياسي والإعلامي بين بعض أركان الحكومة والقوى السياسية وبين حزب الله حول سلاح حزب الله يأخذ أبعاداً تصعيدية قد تؤثر على الوضع الحكومي لاحقاً إذا تطورت ولم تجد من يخفف من حدّتها، ما يستدعي من طرفي السجال تهدئة الخطاب السياسي ونبرة التعاطي مع ملف السلاح، لتمهيد الأرضية لحوار هادئ وبنّاء، يمكن أن يُعوّل عليه إذا حصل اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة نواف سلام وبين كتلة الوفاء للمقاومة، والذي تأخّر بسبب سفر الرئيس سلام والانشغالات الأخرى اليومية، لكن توقعات المصادر الحكومية بأنه سيحصل نتيجة المساعي المبذولة للتهدئة والتي دخل على خطها الرئيس جوزاف عون.
وحسب معلومات «اللواء»، فقد وصلت عن طريق «بعض المحبّين» ملاحظات الى المعنيين بالسجال، تشير الى خطورة التصعيد في المواقف، ونصائح بتهدئة الحملات والعودة الى الخطاب الهادئ ولو من باب تأكيد موقف كل طرف لكن بطريقة دبلوماسية ولبقة، بإنتظار تدخّل أحد الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري أو كلاهما لدى الطرفين لوقف السجال أو التخفيف من حدّته.
وبغض النظر عمّن بدأ الحملة وخلفياتها ودوافعها و«المُحرضين» عليها، لا سيما بعد مواقف الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس الأخيرة ورسائلها الحادّة الى الدولة اللبنانية وحزب الله، فإن لكل طرف سواء رئيس الحكومة نواف سلام أو وزير الخارجية يوسف رجّي وحتى حزب الله، وجهة نظره في الموضوع، حيث تعتبر المصادر الحكومية «ان موضوع حصرية السلاح بيد الدولة ورد في البيان الوزاري للحكومة، وهولا يشمل سلاح الحزب فقط بل كل التنظيمات المسلحة ووافق عليه ثنائي أمل وحزب الله وشاركا في الحكومة بناء عليه، كما حصلت الحكومة على ثقة المجلس النيابي بناء لما تضمنه البيان الوزاري ولأسباب أخرى تتعلق بتسهيل انطلاقة العهد الجديد، والبلد لم يعد يحتمل مغامرات وآن الأوان ليرتاح. وعلى الحزب مراجعة ما آل إليه أداؤه والى أين أوصل البلد».
لكن حزب الله رفض الالتزام بتسليم السلاح في الظرف الحالي القائم، ووضع شروطاً لمعالجة موضوعه باتت معروفة، وتتعلق باعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وعدم التزامه بآلية تنفيذ قرار وقف إطلاق النار والقرار الدولي 1701. ومن وجهة نظر الحزب، فإن موضوع السلاح تتم معالجته بالحوار الهاديء القائم بين الحزب ورئيس الجمهورية، وهو يحتاج أرضية مناسبة مساعدة لا أرضية ملتهبة وضاغطة وعدائية تحمل توجهات وإملاءات خارجية معروفة، وأميركية بشكل خاص، ولخدمة أهداف ومصالح الاحتلال الإسرائيلي. وهو أعلن صراحة ان لا بحث بالسلاح طالما لم يحصل الانسحاب الإسرائيلي من النقاط المحتلة بالجنوب ولم يتم إلزام الاحتلال بوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى اللبنانيين، ووقف الضغوط الأميركية السياسية والضغوط العسكرية الإسرائيلية على لبنان.
والى ذلك، ترى مصادر متابعة ان هذا الخطاب التصعيدي ضد الحزب وجمهوره بالتوازي مع ما يُحكى وتم تسريبه عن «تهجير الشيعة من لبنان الى العراق وإيران»، أو على الأقل تهجير أهل الجنوب من قراهم لجهله منطقة ميتة منزوعة السلاح وسبل الحياة، يشدّ عصب الحزب ويدفع جمهوره للتضامن معه أكثر.
وفي سياق مساعي التهدئة، علمت «اللواء» ان الرئيس عون قد يكون أثار الموضوع مع الرئيس سلام في اجتماعهما الثنائي قبيل جلسة مجلس الوزراء أمس، كما ان رئيس الجمهورية خاطب الوزراء موصياً بالتضامن والمعالجات الهادئة للأمور بالحوار والنقاش وتلافي خطاب الاستفزاز. في إشارة الى بعض المواقف الوزارية التي كانت حادّة حول عدد من المواضيع العامة ومنها التعاطي مع موضوع سلاح الحزب.
وفي توقعات المصادر الرسمية ان الجو سيميل الى التهدئة لا سيما إذا حصل اللقاء بين الرئيس سلام ووفد حزب الله خلال اليومين المقبلين، لأن وضع البلد لا يحتمل مزيداً من التوترات والانقسامات والخلافات، وخصوصاً انه على أبواب موسم صيف واعد، وعلى أبواب تطورات إقليمية ودولية مهمة وحسّاسة ستطال بتأثيراتها بلا شك لبنان.