برعاية وحضور وزيرة التربية وبدعم من مؤسسة الحريري.. لبنان أحيا في صيدا "يوم البكالوريا الدولية": التعليم الواعي من أجل الغد

برعاية وحضور وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي ، وبدعم من مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة نظمت رابطة مدارس البكالوريا الدولية العالمية في لبنان بالتعاون مع منظمة البكالوريا الدولية " يوم البكالوريا الدولية في لبنان 2025 " تحت شعار " التعليم الواعي من أجل الغد " في ثانوية رفيق الحريري في صيدا ، حيث جمع هذا الحدث التربوي الهام والمميز والذي يقام لأول مرة في لبنان، اكثر من 700 معلماً ومعلمة ومدير مدرسة وممارسي البكالوريا الدولية من اكثر من نحو 62 مدرسة رسمية وخاصة في جميع المناطق اللبنانية، وبمشاركة اكثر من 80 مدرباً ومدربة، مع تركيز مشترك على مناهج شاملة واستشرافية وفعالة في التدريس والتعلم .
وتفقدت وزيرة التربية برفقة رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري ورش وجلسات العمل المرافقة ، حيث اثنت الدكتورة كرامي على تنظيم " يوم البكالوريا الدولية " في لبنان معتبرة أن كثيراً من مقومات هذا البرنامج تتقاطع مع الرؤية التي نطمح ان تمتلكها المدرسة الوطنية ويقوي من جودتها . ورأت أن هناك جانباً آخر من المدرسة الوطنية، سواء كانت رسمية او خاصة ، وهي أن تكون جامعة، وتعزيز المواطنية لدى أبنائنا الطلاب ، مشددة على أهمية أن نسعى- كل من موقعه- لأن يساهم في تنمية المدرسة الوطنية.
الحضور
وحضر الإفتتاح: رئيسة المركز التربوي للبحوث والانماء الدكتورة هيام اسحق ورئيس منطقة الجنوب التربوية الأستاذ أحمد صالح ، ومديرة التطوير والاعتماد في منظمة البكالوريا الدولية ماري تادرس ، ورئيسة رابطة مدارس البكالوريا الدولية العالمية في لبنان رانيا جباعي، ورئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا الأستاذ محمد فايز البزري ، ومنسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب الأستاذ مازن حشيشو ، والمديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري الدكتورة روبينا أبو زينب ومديرة ثانوية رفيق الحريري السيدة نادين زيدان ومديرو المدارس الرسمية والخاصة التي تعتمد البكالوريا الدولية والمشاركة في هذا اليوم .
الحريري
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ورقصة تراثية ترحيباً بالمشاركين قدمتها طالبات نادي الرقص في الثانوية ، ثم ألقت السيدة بهية الحريري اعتبرت فيها أننا اليوم في هذا اليوم التربوي " نشهد معاً ولادة حقبة جديدة في التّربية اللبنانية عنوانها: الشراكة والتجديد والإنفتاح على العالم والإعتداد بتاريخنا التربوي الكبير". ورأت أننا اليوم " لا نطلق فقط يوماً تربوياً، بل نطلق مساراً وطنياً جديداً تتقاطع فيه قيم البكالوريا الدّولية مع رؤية لبنانية للعدالة التربوية" وأن " الإعتراف الرّسمي بالبكالوريا الدّولية في لبنان فرصة تاريخيّة لإعادة تعريف معنى التّعليم، ليس كمجرّد تحصيل علمي بل كأداة لبناء الإنسان اللبناني الجديد: إنسان ناقد منفتح، مرتبط بهويته، ومؤمن بقيم الخدمة والعدالة والمواطنة".
وتوجهت للمعلمات والمعلمين بأنهم" قلب هذا التّحول وروحه، وحاملو الشّعلة وحرّاس القيم. وقالت: هذا اليوم لحظة تأهيل نعم، لكنّها أيضاً لحظة تأمّل في مهمتكم النبيلة نتدرّب اليوم لنعلّم التّفكير لا التّلقين.. لنعلّم التّلميذ كيف يسأل لا فقط كيف يجيب. لنقوده ليكون مواطناً لا تابعاً، شريكاً لا مستهلكاً. إنّنا نستفيد من تجربة عالمية رائدة هي تجربة الـIB، ولكننا نفعل ذلك بعين لبنانية وبعقل نقدي ندمج فيها تاريخنا وثقافتنا ومعاناتنا لننتج معاً نموذجاً تربوياً فريداً يحمل توقيعنا..
وختمت الحريري بأننا" نريد أن يتحول هذا اليوم التربوي إلى حجر أساس في بناء مدرسة جديدة ووطن جديد وهوية جديدة، وبالشّراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي، ومنظمة البكالوريا الدولية ورابطتها في لبنان، وبالتّعاون مع المؤسسات التّربوية والإنمائية العربية والعالمية .
هيف بنيان
بعد ذلك ، جرى بث كلمة مصورة لمدير تطوير الأعمال الدولي في منظمة البكالوريا الدولية هيف بنيان قال فيها: هذا الحدث لا يستهان به في ظل ما مر به لبنان من مصاعب خلال العام الماضي. لكن لبنان طوال عمره مؤمن بأهمية التعلم واثره الإيجابي في بناء الأمم . لهذا السبب نرى لبنان مستمراً في تطوير التعليم . ونحن كمؤسسة البكالوريا الدولية سنكون دائماً على اتم الإستعداد للتعاون والدعم بقدر الامكان . وانا فخور جدا بالتقدم الذي احرزته البكالوريا الدولية في لبنان وخصوصاً بدخولنا بالمدارس الرسمية. طبعا كلنا على علم ان مثل هذه النجاحات اتت بفضل الجهود الحثيثة والعظيمة التي بذلتها السيدة بهية الحريري وطبعا دعم وزارة التربية والتعليم . وكل الأمل ان نستمر بهذا التعاون والنمو والتطور في لبنان . وهنا ياتي دور جمعية مدارس البكالوريا الدولية ممثلة من كل المدارس في لبنان للإستمرار في النمو ، ودعم المدارس بعضها لبعض، والتعاون ما بين المدارس الخاصة والرسمية وتبادل الخبرات .
جباعي
وتحدثت رئيسة رابطة مدارس البكالوريا الدولية العالمية في لبنان رانيا جباعي فاعتبرت أنه " ليس مجرد لقاء مهني، بل احتفال بالتعلّم مدى الحياة، وبالصمود، وبقيمة التعاون" وقالت: نفتخر بجمع 700 تربوي من 62 مدرسة رسمية وخاصة من مختلف المناطق اللبنانية للتأمل سويًا في كيفية بناء تعلّم واعٍ لمستقبلٍ أفضل. ونحن نعتز بشكل خاص باستقبال السيدة ماري تادروس، مديرة الاعتراف والتطوير الإقليمي في البكالوريا الدولية، والتي تواصل جهودها الحثيثة والمخلصة لإحداث فرق حقيقي في منطقتنا.في بلد لا تزال التحديات فيه قائمة، يؤكد هذا اليوم على قوة مجتمعنا، وعلى إيماننا المشترك بقوة التعليم في بناء مستقبل أكثر تعاطفًا وإنسانية.
وتوجهت جباعي بالشكر والتقدير لوزارة التربية وللسيدة بهية الحريري ولمؤسسة الحريري ومديرتها روبينا ابو زينب وفريق عمل المؤسسة ولمنظمة الكالوريا الدولية وفريق عمل الرابطة وجميع المدراء والمعلمين والطلاب المشاركين آملة أن يُسهم يوم البكالوريا الدولية – لبنان 2025 في تعزيز روابطنا، وإشعال أفكار جديدة، وأن يكون منصة للتعاون الفعّال على المستوى الوطني، حيث تبقى العزيمة والهدف والجهد المشترك هي القوى المحركة للتقدّم.
كيرني
وكانت كلمة مصورة لمدير مدارس البكالوريا الدولية ادريان كيرني قال فيها: بفخر شخصي كبير وحماس صادق، أرحب بكم جميعًا في يوم البكالوريا الدولية – لبنان 2025، احتفالًا بالتعلّم، والتعاون، وبالطبع بالقيم المشتركة التي تجمع مجتمع البكالوريا الدولية العالمي. يسرّني بشكل خاص أنكم اجتمعتم اليوم في ثانوية رفيق الحريري، مضيفتنا الكريمة، والتي تُشكّل نموذجًا مشرقًا لرسالة البكالوريا الدولية .
واضاف: يسعدني أن أرى مئات المشاركين المتحمسين قد اجتمعوا اليوم، يمثلون أكثر من 60 مدرسة رسمية وخاصة من مختلف مناطق لبنان. هذا الحضور اللافت هو شهادة على قوة رابطة البكالوريا الدولية في لبنان، والتزامنا الجماعي بالتعليم الذي يتمحور حول الطالب.
وتوجه إلى الميسّرين وأعضاء شبكة المربين في البكالوريا الدولية والقادة المتمرسي: امتناني العميق لكل منكم على قيادتكم المتميزة، والصمود الذي أظهرتموه في مجتمعاتكم المدرسية، في وجه التحديات والنزاعات العديدة التي شهدها البلد في السنوات الأخيرة.أنتم ببساطة تربويون استثنائيون، تضعون دائمًا رفاه ونجاح طلابكم على رأس أولوياتكم. فلنجعل من هذا اليوم فرصة ليس فقط لتعميق معرفتنا، بل للاحتفاء بما تم إنجازه، والعمل معًا نحو أيام أكثر إشراقًا، ونحو "عالم أفضل وأكثر سلامًا.
تادرس
ثم تحدثت مديرة التطوير والإعتماد في منظمة البكالوريا الدولية السيدة ماري تادرس فقالت: هذا يوم خاص بالنسبة للبكالوريا الدولية وبالنسبة للبنان. وهذا ليس فقط أول يوم للبكالوريا الدولية في لبنان بل هو انجح يوم للبكالوريا الدولية. ولبنان اول بلد تدخل فيه المدارس الرسمية ببرنامج البكالوريا الدولية . وهذا مثال يحتذى به في العالم من بلد مر بكل هذه الظروف الصعبة . طبعا مع الدعم الذي تلقته منظمة البكالوريا الدولية من السيدة بهية الحريري وفعلاً تابعت هذا النشاط بكل دقيقة ، واعطتنا من كل وقتها. فنشكر السيدة بهية لكل ما تقوم به لبلدها أولاً ، لمحبتها للتعليم والتعلم، ولمحبتها لأبناء بلدها . وهي لو كان بيدها ان تكون كل المدارس مدارس بكالوريا دولية . لا استطيع الا ان اقول لك كم انت امراة عظيمة وكم ان وجودك معنا يعطينا القوة لأن نكمل .
ونوهت تادرس بجهود فريقي عمل مؤسسة الحريري ومنظمة البكالوريا الدولية ورابطة مدارسها في لبنان وإدارة ثانوية رفيق الحريري وكل المدراء والمعلمين والمعلمات آملة أن تكون هذه بداية تعاون اكثر على التعلم.
باكا
وجرى بث كلمة مصورة للمدير العام لـ "البكالوريا الدولية" أولي باكا توجه فيها برسالة نابعة من القلب فقال: شكرًا على صمودكم وشجاعتكم، وعلى التزامكم بقوة التعليم رغم التحديات الاستثنائية. كنت أتابع عن كثب الوضع في لبنان، وألهمتني قوتكم والأمل الذي تواصلون بناءه من أجل طلابكم ومجتمعاتكم.إن جهودكم الجماعية من خلال رابطة مدارس البكالوريا الدولية في لبنان تُظهر لنا معنى القيادة الحقيقية: دعم بعضكم البعض، تبادل المعرفة، ووضع الطالب في قلب رسالتكم. لقد أثبتم أن التعليم لا يقتصر على التحضير للامتحانات، بل هو وسيلة لصناعة عالم أفضل. هذا الالتزام يُجسد القيم الجوهرية للبكالوريا الدولية، ونحن فخورون بانضمامكم إلى مجتمعنا العالمي..
وضاف: ما زلت أذكر بفخر لقائي بسعادة السيدة بهية الحريري في المؤتمر الإقليمي الأخير، وقد كانت رؤيتها لإدخال تعليم البكالوريا الدولية إلى المدارس الرسمية واضحة وحازمة. وأنا ممتن لوزارة التربية ومؤسسة الحريري على تحويل تلك الرؤية إلى واقع. كما أعرب عن امتناني لشبكة المربين اللبنانيين في البكالوريا الدولية، ولكل مدارس البكالوريا الدولية في لبنان التي شاركت بسخاء أفضل الممارسات وساهمت في دعم نمو المدارس الرسمية. أنتم تصنعون فرقًا حقيقيًا.
ورش عمل
بعد ذلك توزع المشاركون على اكثر من 70 جلسة وورشة عمل تربوية تفاعلية صُمّمت ونُفّذت من قبل تربويي البكالوريا الدولية من 15 مدرسة من مدارس البكالوريا العالمية وخبراء من منظمة البكالوريا الدولية، حيث شكلت هذه الجلسات فرصة للتربويين من المدارس المشاركة لإستكشاف آفاق جديدة، وإعادة تصور التعلّم ليكون مقصودًا، متوازنًا، شاملًا، وموجهًا نحو المستقبل.
الوزيرة كرامي
وخلال لقائها المعلمين المشاركين في ختام جلسات العمل، وبحضور الحريري وتادرس قالت وزيرة التربية الدكتورة ريما كرامي : كنت أود أن أكون معكم من بداية النهار لكن كان لدي ارتباط اعتبره لنفس الهدف وهو واحدة من التوجهات والاستراتيجيات التي احاول أن اتبعها منذ تحملت هذه المسؤولية الكبيرة بأن نحتفي بالنماذج التي تقوم بمبادرات تربوية تذكرنا جميعاً أولاً ماذا يمكن للتربية ان تحقق وتذكرنا بمسؤولياتنا المهنية كأساتذة ومدراء ومعنيين بالشأن التربوي .
وأضافت: انا هنا سعيدة ليس فقط بالشبكة المدرسية لأنها جمعت الخاص مع الرسمي ، بل اطمح واحلم بأن نجلس في وقت معين ونقول ان ما يجمعنا هو كوننا ننتمي الى مهنة وهذه المهنة اسمها تربية . صحيح أن مكان عملي مختلف، ولكن انتمائي الأول والأساسي هو لهذه المهنة ، لأنها مهنة نبيلة ومسؤولية كبيرة جداً وتتطلب منا ان لا نتوقف عن ان نتعلم، من جهة لأن المعرفة والعلم فيها يبقى يتطور ، ومن جهة ثانية لا يوجد طريقة لننجح في التعليم، اذا لم نبرهن ان هذا التعلم هو مدى الحياة. وانتم تعرفون اكثر مني أنه خصوصاً في هذا الزمن الذي يتغير ويتبدل ، لدينا تحدي ليس سهلاً مع الجيل الجديد ، ولنعيد تموضعنا كتربويين من الضروري ان نقوم بهذه المهمة الآن ونبذل هذا المجهود .
وتابعت : اشد على أيديكم على هذا النهار ، وللسيدة بهية القائدة التربوية بامتياز أقول : حينا التقينا معا وقمنا بالبروتوكول كوزراء تربية ، قالت لي أمراً بقي معي . قالت لي ان هناك كثير من الأمور يمكن القيام بها خارج المكتب( الوزارة) ، اكثر بكثير من التي يمكن ان نقوم بها فيه.. وبرأيي بعد ان تعرفت الآن على كل الجهد الذي بذلتيه سيدة بهية منذ تركتِ الوزارة ، أقول انك امثولة ، واسأل الله أن يقدرني ويقدر من يأتي بعدي ليقوموا بما تقومين به. فشكرا لك بصفتي احد أعضاء هذه المهنة .
وتوجهت الوزيرة كرامة الى السيدة ماري تادرس بالقول : الـIB تجربة مميزة جداً واقوى ما فيها انها تدخل الى لب الموضوع التربوي وتحكي وتقول ما هي افضل طريقة يمكن ان نعتمدها نحن كأساتذة لنقارب مساعدتنا للطلاب ولنرى كيف نساعدهم . وما تهدف اليه الـIB يتقاطع مع كل ما نعرفه عن المهارات الأساسية التي يجب ان تكون موجودة عند التربوي ليستطيع أن يكون قائد التطوير . وهناك أمور أخرى كثيرة بإمكاننا أن نكتسبها ولكن هذا الأساس. وهذا البرنامج وضع بطريقة أننا ليس فقط نحاول أن نعطي المهارات لطلابنا بل يشجع ايضاً الأساتذة على ذلك . وكثير من مقومات هذا البرنامج تتقاطع مع الرؤية التي نطمح ان تمتلكها المدرسة في لبنان والتي أريد أن نتوافق على تسميتها المدرسة الوطنية ، مدرستنا الوطنية بإمكانها أن تكون رسمية وأن تتبع الـIB أو البرنامج الفرنسي أو أي برنامج يقوي من جودتها . وهي تتميز بأنها تسعى دائماً لذلك ، وماري قالت لي ان الشغف الذي تراه هنا، يميزنا نحن اللبنانيين ، بأننا نحب ونسعى دائماً للأفضل بما يتعلق بالتعليم والتربية . هذه ميزة يجب أن تكون لكل المدارس الوطنية .
وأضافت : هناك جانب آخر من هذه المدرسة الوطنية ، سواء كانت رسمية او خاصة ، وهي أن تكون جامعة ، وتعزيز المواطنية لدى أبنائنا الطلاب، وأن نجعل منهم مواطنين لهذا الوطن ككل، يتقبلون كل التنوع الذي حولنا، وهو وسام على صدرنا، ولكن نقول ونعطي أولوية لإنتمائنا لهذا الوطن. هذا ما يجعلني أقول اننا نسعى سوياً كل من موقعه لأن يساهم في تنمية المدرسة الوطنية . مجددا شكراً لماري وكل المدربيين . وأروع ما سمعته أيضا أن المدربين كانوا متطوعين ، وهذا برأيي من شيم التربويين الذين لا يتأخرون عن مشاركة زملائهم مع يملكونه من معرفة وخبرات.. واحيي القيمين على هذا البرنامج لأنه يعطي مجالاً وفرصة ليكون هذا النوع من التفاعل التربوي .




























