اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

زاهي القادري مكرّمًا في 'ثانوية السفير': اختصرَتْ أمّةً في كتاب من قيم.. ناصر الدين: خطَّ مسيرةً مشرّفة بالعزم ورواها بالشّغف

صيدا اون لاين

كرّمت "ثانوية السفير" الباحث والأديب الدّكتور زاهي القادري ( عضو هيئتها الاستشاريّة) بمناسبة نيله شهادة الدّكتوراه في اللّغة العربيّة وآدابها ، وتقديرًا للإنجازات العلميّة والتربوية لرائد فكر وأدب، قاده شغف لا يرتوي للمعرفة إلى سبر أغوارها واكتشاف مكامن الإبداع فيها، وإعادة سكبها وقولبتها وإغنائها بخبرته وإنتاجها على طريقته أعمالًا ودراسات وأبحاثًا . تعامل مع الكلمة كالتزام وموقف ومع الكتابة فعل إبداع وخلق . 
في احتفال تكريمه ، والى جانب انتماء القادري لأسرة "السفير" ورسالتها، ثمة ما يجمع المكرِّم والمكرَّم ، التقدير والوفاء: تقديرها لمبدعيها وروّادها، أساتذة وطلابًا، وتكريم جهودهم، والاحتفاء بمنجزاتهم، والاعتراف بجميل ما قدّموه وتحفيزهم على المزيد من العطاء، ووفاؤه لصرح تربوي متميّز وجد فيه الحضن والدعم والمؤازرة، ولقائد ملهم وأخ مساند مكّنه من تحقيق حلمه .
روماني
استهلّ الاحتفال الذي حضره أسرة الثانوية وعائلة المكرَّم، بالنّشيد الوطني ونشيد " السفير" فتقديم من الأستاذة جوانا روماني قالت فيه: " نكرّم اليوم باحثًا، دارسًا، إنسانًا، ونحتفلُ بالدّراساتِ الأدبيّةِ والإنسانيّة، لا لأنّها ترفٌ فكريّ، بل لأنّها جوهرُ الحضارة، ولأنّها تُربّي في الإنسانِ عينًا تبصرُ الجمال، وقلبًا يعرفُ الصّدق، وعقلًا يميّزُ الحق. يحملُ في داخلِه ضميرًا حيًّا، وفي كلماتِه روحًا تشهدُ للحقّ وتنهضُ بالمجتمع. فالدارسُ الحق هو الّذي لا يكتفي بالمعرفة، بل يحوّلُها إلى قيمة وسلوك، وإلى أثر طيب في الحياة. نكرّم اليوم باحثًا لم يكتفِ بأن يقرأَ الكلمة، بل غاصَ في أعماقِها، فتشكّلَت فيه روحُ الدّارس الحق: الوفيُّ للمعرفة، الصادقُ في طلبها، والمخلصُ في خدمتها. أتمّ رحلتَه في أروقةِ الفكر، وخرج منها أشدَّ إنسانيّة، وأقوى أثرًا ".
ناصر الدين
وألقى مدير الثانوية الدكتور سلطان ناصر الدين كلمة تقدّم فيها " بأسمى آيات الاعتزاز إلى الدّكتور زاهي القادري، بمناسبة نيله شهادة الدّكتوراه في اللّغة العربيّة وآدابها ، تتويجًا لمسيرة علميّة مشرّفة، خطّها بالعزم ، ورواها بالشّغف ، وسقاها من سهر اللّيالي وصدق النّيّة ". وقال : " لقد برهنتَ أنّ الطّموح إذا تسلّح بالإيمان لا يعرف حدودًا . وما هذا الإنجاز إلّا انعكاس لصوتِ الحقيقة الّذي حملته وإرادةِ فكر رسمتَ معالمَها بين السّطور . نبارك لك  هذا المجد، ونراه بدايةً لرحلة أعمق في عوالم الفكر والعطاء . إنّنا في ثانويّة السّفير نفخر بك ، أنتَ من أهل التّميّز ومنارات الفكر الأصيل".
القادري
بعد ذلك قدّم ناصر الدين هدية تكريمية إلى المحتفى به الدكتور القادري الذي أهدى خلاصة عمله إلى والديه وعائلته، وإلى الدكتور سلطان ناصر الدّين وأسرة ثانويّة السّفير، وروح الأستاذ عدي علي أحمد "شاهدًا وشهيدًا"، وأرواح الشّهداء الّذين سقطوا على أرض فلسطين ولأجلها، وإلى الّذين سلكوا درب الحقّ، لينتصر العدل. 
وقال: "أستاذي، وأخي، الوجهَ الآخرَ لأبي، صاحبَ الفضلِ الكبيرِ عليّ في مسيرتيّ: التّعليميّة والأكاديميّة، مادّيًّا ومعنويًّا، الدكتور سلطان ناصر الدّين. الأخوةُ في ثانويّة السّفير، أفتخر أنّني واحدٌ منكم، فأن تكون من أُسرة السّفير يعني أن تكون مميّزًا، وذلك، لا شكّ، يكفي لأن تكون مُكرّمًا.  شُكرًا على استضافتي وتكريمي، شكرًا على بشاشةِ الوجوهِ ورحابةِ الصّدورِ وصدقِ القلوبِ وكرمِ النّفوسِ، وشكرًا لأنّني بينَكم في مدرسةٍ خلقَتْ كلامَها وفِعلَها فاختصرَتْ أمّةً في كتاب من قيم، والإمامُ في اللّغةِ الكتابُ والمثالُ. "وكُلّ شيء أحصيناه في إمام مبين "؛ أي الصّورةُ المثاليّةُ الّتي يقاسُ إليها الواقعُ. فكُلُّ أُناسٍ يَتْبَعون صورةً مثاليّةً عنْ أنفِسهِم سواءٌ تجسّدَتْ شخصًا أو نصًّا أمّة. فتخلقُ القيمُ الرّسالةَ، ويخلقُ الكتابُ المدرسةَ، وبناءُ المدارسِ من بناءِ الأمم"ِ. 
وأضاف : "السّفيرُ اليومَ، ليسَتْ مُجرّدَ ثانويّةٍ في عِدادٍ، بل رسالةُ أمّةٍ في كتابٍ مفتوحٍ على التّجدّدِ في الحركةِ والرّؤيةِ، بثَّ فيها إمامُها روحَ الجماعةِ النّشطةِ الرّائيةِ، لتتعارفَ فتأتلفَ، وتتفاعلَ فتبدعَ، وتعملَ فتنتجَ، وتصنعَ فتتقنَ، وتخطّطَ فتسيرَ بأمان إلى أهدافها وغاياتها. وكتاب السّفير إمام ومدرسة وجمال نصّ ونبل قيم، بدأت بعلم وأخلاق، ولن تنتهي بضوء وسداد، لتولدَ قضيّةُ إنسانٍ وأمّةٍ. وبينَ الإمامِ والكتابِ فضلُ مدرستينِ تعلّمتُ منهما: مدرسةِ سلطان ناصر الدّين ومدرسةِ غسّان كنفاني.  فقد تعلّمت من مدرسة سلطان كيف أحلُم، بل كيفَ أُعيدُ إحياءَ حُلمي، بعدَ انقطاعِ اثنينِ وعشرينَ عامًا، فكانَتِ الرّمزَ والمثالَ، وصوتَ الدّعمِ والتّحفيزِ والإقدامِ والإصرارِ. تعلّمت كيف يصير الحلم واقعًا رغم كُلّ العقبات والتّحدّيات. تعلّمت كيف أحارب الشّيطان جوهرًا ووجودًا، أفكارًا سلبية وشخصًا، بالكلمة والموقف والإنجاز والإصرار على الحلم".
وتابع :" أمّا في مدرسة كنفاني فقد تعلّمت كيف تحمل الكلمة الواحدة مرادفها وضدّها في الوقت نفسه. تعلّمت أنّ هناك فرقًا شاسعًا بين أرض المال وأرض الوطن. تعلّمت أنّ الصّمت عن الحقّ ذلّ، بينما الصّمت للتّأمّل وعي وقرار. تعلّمت أنّ هناك فرقًا بين موت الذّلّة وموت العزّة، بين خيمة الذّلّ وخيمة الكرامة. تعلّمت أنّ الوطن المسلوب يموت في الماضي لأنّه أشياءُ وذاكرة، لكنّه يحيا في الآتي لأنّه وعيٌ وفعلٌ وسلوكٌ للطّريق. تعلّمت أنّ المقاومة يتوازى فيها القلم والتّربية والبندقيّة. تعلّمت أنّ الشّتات قرار ، لكنّه حالة (مرحلة) عابرة، وأنّ الوعي تنتجه الصّدمات والتّجارب، وأنّ الثّورة وحدها تعيد الحقّ المسلوب. تعلّمت أنّ الإيمان وحده لا يصنع قضية، لكن لا بدّ من حركة وفعل، لأنّ الجوهر يحتاج اكتماله ذاتًا إلى وجود، وأنّ البحث عن الخلاص الفرديّ يضيّع القضيّة ويضعف الحقّ، وأنّ الجماعة تصنع الفرق وتخلق المعجزة". 
وختم القادري معاهدًا الدكتور سلطان والشهيد عديّ ، بأنّ "شجرة المقاومة لن تموت، وكلّما قطعوا غصنًا فسوف تنبت أغصان، أو قطعوا جذرًا فسوف تنبت آلاف الجذور، أو قطعوا شجرة فسوف نزرع ملايين الأشجار، لأنّ أرضنا طيّبة لا تنبت إلاّ طيّبًا، وحرّة لا تقبل إلّا الأحرار، لأنّنا نؤمن كما يقول غسّان كنفاني" يموت الجسد ولكن تبقى الفكرة"، لأنّ بوصلتها قضيّة".

IMG-20250621-WA0444
IMG-20250621-WA0445
IMG-20250621-WA0446
IMG-20250621-WA0441
IMG-20250621-WA0442
IMG-20250621-WA0443
IMG-20250621-WA0440
IMG-20250621-WA0447
تم نسخ الرابط