اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

تفاؤلٌ في بعبدا: السلاح سيُسلّم… وعون لن يتدخّل في "النيابيّة"

صيدا اون لاين

تقتصر ساعات الراحة التي ينالها رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون، في عطلة نهاية الأسبوع، على ساعاتٍ قليلة يرتدي في خلالها "الجينز" ويلاعب أحفاده. هو يستيقظ باكراً جدّاً وتجده أحياناً في المكتب عند الخامسة فجراً، بينما يخلد الى النوم قبيل منتصف الليل.

بين ساعتَي النوم والاستيقاظ الرئاسيّتين، يبحث البلد عن ضبط ساعته على توقيت الشرق الأوسط الجديد الذي تُرسَم معالمه بإسقاط أنظمة وإعلان حروب وعقد صفقات. لكنّ الرئيس عون متفائل بما سيأتي، وما ينتظره كثيرٌ من اللبنانيّين، ونقصد هنا ملفّ حصريّة السلاح، مسألة وقت واختلافٍ في الأسلوب بين من يجلس على رأس الدولة ويدرك حساسيّة القضيّة، وبين من يستعجل لاقتناص اللحظة الدوليّة.
وتشير المعلومات الى أنّ الأسابيع القادمة ستشهد خطواتٍ متقدّمة، علماً أنّ مصادر رئاسيّة تتحدّث عن أنّ سحب السلاح أُنجز تماماً في جنوب الليطاني، كما قام الجيش بمهامٍ شمال الليطاني وصادر أسلحة من داخل أنفاقٍ، في ظلّ تعاونٍ كاملٍ من حزب الله.

يبدو الرئيس عون مرتاحاً للتعامل مع السفير توم برّاك الذي سمع كلاما رسميّاً موحّداً، وسيتلقّى ملاحظاتٍ موحدّة على الورقة التي قدّمها الى الجانب اللبناني. النقطة الأساسيّة العالقة هي مطالبة لبنان بأن تقدّم إسرائيل تنازلاً ما، كمثل بدء انسحابها من النقاط الخمس المحتلّة. 
في المقابل، يتفهّم الرئيس عون استعجال قسمٍ كبيرٍ من اللبنانيّين لتسليم السلاح، ولكنّه، في الوقت عينه، يدرك أنّ منح الأمر وقتاً إضافيّاً سيوصل الى حلٍّ يرضي الجميع، وهو ما شرحه لرئيس حزب القوات اللبنانيّة الذي التقاه في بعبدا في زيارةٍ استمرّت حوالى عشر دقائق، اقتصر فيها الحديث "الودّي" على ملفّ السلاح، وخرج منها جعجع أكثر تقبّلاً لموقف عون.

ليس إرضاء الجميع مهمّةً سهلة. ولكنّ الرجل الآتي من مؤسّسةٍ عسكريّة، كان فيها الآمر الناهي، الى رئاسةٍ محكومةٍ بالتوازنات يدرك أنّ تحقيق الهدف الأسمى قد يحتاج أحياناً إلى بعض المساومات. هو حريصٌ، مثلاً، على العلاقة الجيّدة والمنتجة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. وهو يؤكّد أنّ مكتبه مفتوحٌ للجميع، بمن فيهم رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وهو تلقّف بإيجابيّة مبادرة النائب السابق وليد جنبلاط تسليم أسلحة كانت بحوزته، علماً أنّ جنبلاط أطلع الرئيس عون مسبقاً على الأمر وجرى التواصل مع الأميركيّين الذين أطلعوا بدورهم الجانب الإسرائيلي كي لا تتعرّض الأسلحة للاستهداف، وهي باتت اليوم بحوزة الجيش، ويستخدم بعضها على الحدود اللبنانيّة السوريّة.

تتّجه عقارب ساعة بعبدا باتجاه أكثر من محطّة: تسليم السلاح أوّلها، وقبله السلاح الفلسطيني الذي سيبدأ قريباً تسليمه جنوب الليطاني. 
استكمال التعيينات التي يبدو الرئيس عون الأكثر استعجالاً لبتّها، خصوصاً أنّ بعض الإدارات مشلول. 
تفعيل العمل الحكومي، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي.

الانتخابات النيابيّة التي لن يتدخّل فيها الرئيس، ولن يدعم مرشّحين ولن يتبنّى ترشيحات. وسيكون الاستحقاق الانتخابي مفصليّاً إذ سنشهد، بعده، الانطلاقة الفعليّة للعهد.
من الآن وحتى ذلك الحين، يصرّ الرئيس جوزاف عون على أن يكون كثير الأفعال وقليل الكلام. وهو يراهن على أنّ اللبنانيّين سيشهدون، في المستقبل القريب، أيّاماً أفضل. وهو ملتزم بتطبيق كلّ كلمةٍ قالها في خطاب القسم، بدءاً من حصريّة السلاح بيد الدولة، وما على اللبنانيّين سوى التمهّل، حتى تأتي "الساعة"!

تم نسخ الرابط