قلق يرافق هدوء توم برّاك "بانتظار ما سيعود به"

تجمّعت أسئلة كثيرة خلال الساعات الماضية حول التصريحات التي صدرت عن الموفد الأميركي توم برّاك بعدَ اجتماعه برئيس الجمهورية جوزيف عون أمس، بحضور سفيرة الولايات المتحدة ليزا جونسون.
وقالت مصادر بارزة ل" الاخبار" إن «اللغة الإيجابية التي تحدّث بها برّاك، لا تعني بالضرورة فترة استقرار وعدم وجود مخاطر، فالهدف الأميركي لم يتغيّر وكذلك المطالب الأميركية، إنما ما فعله برّاك أنه قدّمه بشكل هادئ لا يُشبه الجو التصعيدي الداخلي». وأضافت: «كان هناك أيضاً من يراهن على موقف متمايز للرئيس بري عن حزب الله، لكنّ موقف الثنائي أتى موحّداً، والملاحظات والأسئلة والتفسيرات التي سلّمها بري كانت باسم الثنائي، فضلاً عن أن الموقف اللبناني كان يستند إلى الحق والحجة القوية، ما يجعل الأميركي يتراجع خطوة إلى الوراء».
وقالت المصادر إن «لبنان الرسمي ليسَ مشدوهاً بكلام المبعوث الأميركي ومطمئنّاً بالكامل، خصوصاً أن التجربة مع هؤلاء ليست مشجّعة، وغالباً ما كانت الوساطة الأميركية متلازمة مع تصعيد إسرائيلي وهذا ما حصل، إذ استبقت تل أبيب وصول المبعوث الأميركي إلى بيروت بحملة تصعيد عسكري واسع شمل البقاع والجنوب»، لكننا «بانتظار ما سيعود به بعدَ أن يحمل الرد اللبناني إلى الولايات المتحدة بالتزامن مع اللقاء الذي سيجمع ترامب وبنيامين نتنياهو ثم يأتي بردّ على الرد اللبناني المؤلّف من 15 نقطة في 7 صفحات».
وكشفت مصادر بعبدا أن «برّاك لم يقل شيئاً استثنائياً في اللقاءات، حتى إنه لم يدقّق في الرد الذي تسلّمه من لبنان وتحدّث في إطار عام مع بعض المجاملات»، وقالت المصادر إن «الورقة التي أتى بها سابقاً هي نفسها التي صاغتها أورتاغوس».
وحتى ذلك الحين يمكن التوقف عند نقاط محددة في الزيارة أبرزها أن: خطاب برّاك في الظاهر كانَ مقبولاً خلافاً لما روّج الإعلام اللبناني، وأحبط من كان ينتظر لهجة تهديد لدفع الدولة اللبنانية إلى الرضوخ، علماً أن برّاك سعى بخطابه المغلّف بالدبلوماسية، إلى تصوير المشكلة كأنها داخلية فقط، وحمل دعوتين مبطّنتين، الأولى نحو التطبيع وربطه بالازدهار، والثانية وضع ملف السلاح على عاتق الدولة فإمّا أن تقوم بما يلزم أو تُترك لمصيرها.
اضافت" الاخبار": الأسئلة تستغرب الأسلوب كما المضمون، وتوقّفت عند الإيجابية المُفرطة والتطمينات التي بشّر بها برّاك، وحتى كلامه غير المسيء إلى حزب الله. مردّ الأسئلة إلى أن أجواء الأيام القليلة الماضية، جعلت الأمر يبدو وكأنّ لبنان على موعد مع «عاصفة» هلّلت لها قوى سياسية ووسائل إعلام لبنانية وعربية تجنّدت في خدمة الدعاية
الإسرائيلية للتهديد والتهويل بأن لبنان أمام أسبوعين خطيرين سيشهدان تصعيداً كبيراً في حال لم يمتثِل حزب الله لمطالب الورقة الأميركية التي حملها برّاك إلى بيروت في أول زيارة له قبلَ ثلاثة أسابيع، واعتبرت بمثابة «الفرصة الأخيرة» للبنان، بما أن صبر الرئيس دونالد ترامب بدأ ينفد.
اضافت" الاخبار": عملياً، لا يزال العدو الإسرائيلي عند قراره بعدم الانسحاب قبلَ نزع السلاح بالكامل، وأميركا لا تجِد نفسها مضطرة إلى القيام بأي ضغط عليه، بينما أكّد حزب الله على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم موقفه لجهة عدم الاستسلام، والاستعداد للمواجهة، أما الدولة اللبنانية التي تولّت لجنة رئاسية صياغة ردّها الذي أُجريت تعديلات عليه خلال ساعاتٍ متأخرة من اجتماع ليلي جمع النائب علي حسن خليل، موفداً من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، والنائب محمد رعد والحاج حسين خليل من شورى القرار في حزب الله